تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحديات 000تواجه جيل المراهقة

شباب
28 / 3 / 2011
وائل المولى

النمو الجسدي والنمو الجنسي من علامات دخول الأبناء مرحلة المراهقة وبمجرد هذا الدخول تلقائياً نجد تحديات تواجه جيل المراهقين مع الوصول إلى سلوكيات جديدة لهذا تبدأ بالتمرد والخجل والانطواء وإلى ماشاكل...

والمراهق يمر بمجموعة متغيرات سلوكية ويمكن ملاحظتها ولعل العصبية وقسوة التعامل أبرزها وأوضحها بحيث يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته أملاً منه في أن يحقق مطالبه غير آبه بمشاعر الآخرين أو طريقة تحقيق مطالبة، مروراً بالتمرد وفردية الرأي بحيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم إيمانهم بحقه في الحياة المستقلة.‏

لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس.‏

وبما أن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف السلطة الفوقية أي من هم أعلى منه يلجأ المراهق لكسر تلك القوانين وبالتالي تتكون لديه حالة من التمرد على كل ما هو أعلى أو أكبر.‏

التحديات والمشكلات‏

أما التحديات التي تحدق بالمراهق فيمكن تصنيفها وفقاً لما يلي:‏

- تزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة بحيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.‏

- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل، لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقاً لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.‏

- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.‏

- السلوك المزعج: والذي تسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.‏

- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.‏

وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.‏

خصائص مرحلة المراهقة‏

ويوضح الدكتور فايز سلوم الخبير بعلم الاجتماع والبحوث الاجتماعية بأن مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة، واضحة ويمكن تصنيفها وفقاً لمايلي: الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطاء، والميل إلى التقليد، كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو مثل: فقر الدم وتقوس الظهر وقصر النظر،‏

وأخيراً نشير إلى أن مرحلة المراهقة هامة وحساسة ويجب الانتباه إلى القيام بواجب التربية مع الأبناء بطريقة مختلفة لكي نستوعب هذه الفترة من العمر وبالتالي نوصل أبناءنا إلى محطة الأمان والطريق الصحيح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية