إضافة إلى قدرة الأفراد على الاطلاع على آخر الأبحاث والدراسات في كافة المجالات مما يجعل من العالم قرية صغيرة في متناول الجميع ساعة يشاء وفي أي مكان يشاء، لكن في المقابل استخدام الفرد للانترنت أكثر من الحاجة ولعدد لساعات طويلة يجعله عرضة لمشكلات كثيرة صحية ونفسية واجتماعية تودي به إلى التشتت والعزلة والبعد عن حياة الجماعة.
ولمعرفة عدد الساعات التي يقضيها الشباب مع الإنترنت ومدى التأثيرات التي يحدثها في حياتهم إضافة إلى تقييمهم لهذه العلاقة بعد مرور فترة من الزمن، أجرينا هذه اللقاءات مع عينة من الشباب والشابات وجلهم من الطلاب:
يقول سامر: الانترنت اختراع عظيم وفيه تقنيات عالية واستخدامه ضمن زمن مناسب يجعل الإنسان مطلعاً على كل ما هو جديد وحديث، ولكن ما نقف نحن والآخرين ضده هو الاستخدام السيئ لهذا الجهاز وقضاء فترات طويلة معه لأن ذلك يجعل المستخدم عرضة للتقليد والانقياد دون أن يشعر بذلك بأفكار الغرب ومبادئهم التي تشكل خطراً على مجتمعنا وعلى قيمنا التي نعتز بها وذلك من خلال بعض المواقع التي تهدف إلى إبعاد شبابنا عن قضاياه الوطنية والقومية إضافة إلى تسفيه وتسطيح تفكيرهم للمساهمة في عزلة شبابنا بعيداً عن التماسك الأسري والاجتماعي الذي يميز الشباب العربي عن الشباب الغربي.
تقول هيفاء: أحب استخدام الانترنت لأنه وسيلة فعالة وعصرية للتعارف واكتساب الصداقة بين الشباب والفتيات وأيضاً لقدرته على اختصار المسافات والزمن بين الأفراد، وتضيف لا أشعر بالوقت الذي أجلس فيه أمام هذا الجهاز لمتابعة التواصل مع الأصدقاء التي نشأت بيني وبينهم مشاعر من الود والألفة، ولو عن بعد؛ فالزمن يسرقنا حتى من أنفسنا ولساعات طويلة لا نشعر بها حتى ينهكنا التعب.
ولفؤاد رأي معارض فهو يرى أن الانغماس مع الانترنت وتبادل الأحاديث مع الآخرين سيسبب الأذى لبعض الأشخاص كالتلاعب في مشاعرهم على غير ما هو موجود في الواقع ولأن الفتيات عاطفيات بتكوينهن، وهذا يجعلهن عرضة لهذه الأخطار أكثر من الذكور.
ويقول أحمد: رغم أن استخدام الانترنت مازال جديداً في حياة الناس فإن الكثيرين يجهلون استخدامه وخطره ومشكلاته الكثيرة التي تظهر لدى أبنائهم من خلال جلوسهم المستمر على شبكة الانترنت وبعدهم عمن حولهم مما يضعف الروابط الأسرية ويسبب أمراضاً اجتماعية مزمنة قد تكون عصية على العلاج إضافة إلى الأمراض العضوية كالقصر البصري.
تقول السيدة عبير: إن الجيل الجديد من الناشئين في عصر التكنولوجيا مع مواكبة التطور والتواصل مع كل جديد وأخذ الجوانب السلبية أكثر من الايجابية يؤدي إلى حصول مشكلات تظهر على الأطفال من خلال التعب الشديد وانخفاض المستوى الدراسي لديهم على الرغم من أن شبكة الانترنت صممت لتسدي الكثير من الاحتياجات للكثيرين عبر صفحاتها المتنوعة والقيمة، ولكن بعض المستخدمين المحترفين يجعلون له مصفحات تهدم قيم المجتمع وتبعد الفرد عن الجماعة وتعمل على هدم التواصل مع الأهل والأقارب وبالتالي يفقد الفرد بالنتيجة القدرة على التواصل الاجتماعي وتتشتت معنوياته.
نضال الأحمد