ولكن من غير الطبيعي أن يتحالف مع العدو اللدود للأمة ويساعده على تدمير وتفتيت دولها إلا إذا كان بالفعل هو العدو الحقيقي لنفسه أولاً ولأمته ثانياً !! .
وانطلاقا من ذلك ، كيف لسورية أن تثق بدول كالسعودية وتركيا وقطر والأردن وأميركا للقيام بتحالف إقليمي دولي من أجل مكافحة الإرهاب، ومسؤولو تلك الدول أيديهم ما زالت ملطخة بدماء الشعب السوري، ولا ينفكون عن تقديم شتى أنواع الدعم لتنظيماتهم الإرهابية بهدف النيل من وحدة وسيادة سورية وشعبها.
سورية أكدت مراراً أنها مستعدة للتعاون مع أي طرف من أجل محاربة الإرهاب في حال صدقت النيات، ولكن هل يمكن لآل سعود أن يتخلوا عن «كارهم» في دعم الإرهاب، ويقطعوا تمويلهم عن /داعش/ و/النصرة/ والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامتهما، وهل يمتنعون عن تفريخ وتصدير الإرهاب إلى سورية والدول العربية الأخرى ؟..بحكم التجارب والوقائع على الأرض يستحيل ذلك .
وهل يستطيع أردوغان الذي تفوق على أسلافه بارتكاب المجازر، ويسعى لشن عدوان جديد على سورية، أن ينتزع من مخيلته أوهام إعادة عهد السلطنة العثمانية البائدة، ويكف يديه عن سفك دماء الشعب السوري، أو أن يلفظ إرهابيي /داعش/ من كنفه، ويغلق معسكرات تدريب الإرهابيين على أراضيه، ويعيد المصانع التي سرقها من حلب ؟.. بحكم عقليته الإجرامية لن يفعل.
الأمر نفسه ينطبق على النظام الأردني ومشيخة قطر ،»فالنشمي» الأردني الذي يدير بالمعية الصهيونية والأميركية والغربية غرف عمليات الإرهابيين، ويجاهر علناً بتقديم السلاح للمجموعات الإرهابية تحت ذرائع واهية، لا يستطيع مخالفة أوامر أسياده في البيت الأبيض، ومشيخات الخليج، ومشيخة قطر التي استمرأت عملية النفخ في حجمها، لا يمكنها التخلي عن إرهابييها من /النصرة/، فذلك سيثير حنق نتنياهو، وقد يؤدي الأمر كذلك لسحب «المونديال» من تحت أقدامها.
أما الولايات المتحدة، فجوهر سياستها يرتكز على دعم الإرهاب، وتخليها عنه يعني تلاشي هيمنتها على العالم، فكيف يمكن الوثوق بها في محاربة الإرهاب، وهي التي أنشأت تحالفاً دولياً لحمايته ورعايته.. قطعاً هي بحاجة لمعجزات تفوق الخيال، حتى تبدأ التفكير الجدي بالتخلي عن سياستها الداعمة للإرهاب.