المحلل السياسي التشيكي أوندرجيه كوسينا حمّل الغرب وتركيا ودول الخليج المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في سورية وإطالة أمد الحرب عليها.
وفي مقال نشره أمس في موقع قضيتكم تسي زد الالكتروني أكد أن الجيش العربي السوري يقاتل منذ أكثر من أربعة أعوام بشجاعة ضد الإرهابيين الذي جاؤوا من العالم كله، منتقدا إصرار الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على وجود ما يسمى قوى معارضة معتدلة فضلا عن ازدواجية المعايير تجاه الوضع في سورية.
وعرّى نفاق الغرب بالقول: إن الغرب هو المذنب الأساسي في انتشار الإرهاب الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي تعاظم تنظيم داعش الإرهابي وأن تسليحه وتمويله للإرهاب تسبب بتهجير آلاف السوريين والعراقيين.
وتحدث عن ثمار السياسة الهوجاء لداعمي الإرهاب التي ستحصدها أوروبا بشكل أساسي، والذي يمكن ملاحظته الآن بتدفق جماعي للمهاجرين غير الشرعيين وبتزايد مخاطر وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية في أوروبا.
رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب التشيكي وزير الخارجية السابق كارل شفارتسينبيرغ بدوره بيّن أن السياسة الغربية والأميركية تجاه سورية غير موفقة وكانت خطأ جوهريا.
وفي تعليق له على ما ذكره الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أول أمس بشأن ارتكاب الولايات المتحدة الكثير من الأخطاء في منطقة الشرق الأوسط وخاصة سورية قال: إنه تنشط في سورية حاليا جميع المجموعات الإرهابية التي توجد في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعتبر نتيجة حزينة.
وتركيا التي حولت أرضها لممرات عبور إرهابية يفضحها مجددا ويكشف بعضا من خفاياها الصحفي الكوبي لميغيل فرنانديز مارتينيز الذي أكد أن نظام رجب اردوغان يقدم التسهيلات الكثيرة لآلاف الإرهابيين الأجانب للتسلل إلى سورية للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية فيها، حيث إن هناك تقارير تبين تسلل أكثر من 100 ألف من المرتزقة الأجانب عبر الحدود السورية مع تركيا ولبنان والأردن.
وفي مقال نشرته صحيفة أوربت الكوبية الأسبوعية بعنوان «مرتزقة أجانب الحرب القذرة ضد سورية» قال: إن أربعة من المرتزقة الأجانب هم أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي أوضحوا خلال مقابلات معه في سورية أن ممثلي الإرهابيين في تركيا يتعاقدون مع سيارات تكسي وحافلات لنقل الإرهابيين إلى الأراضي السورية وعند الوصول إلى الحدود يوجد مندوبون من المجموعات الإرهابية يقومون بالتنسيق مع رؤساء المراكز الحدودية التركية بالسماح بمرور الإرهابيين.
وبحسب ما روى المرتزقة الأجانب للصحفي فإن الحدود التركية مفتوحة تماماً و الجنود الأتراك يرون الأشخاص الأجانب يتسللون من قربها، مشيرين إلى أنهم رأوا الكثير من الأجانب يعبرون إلى الجانب السوري وعندما يمرون بالقرب من ضابط تركي يقول لهم: إن عليهم أن يعبروا بسرعة.
الإرهابيون بيّنوا أن جزءا من مخططاتهم الشريرة التي دبرتها الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول الغربية تكمن في محاولة تغيير نظام الحكم في سورية.
واعتبر أحد الإرهابيين أن معظم الأجانب الذين يأتون للقتال في سورية ويبايعون تنظيم «داعش» يعرفون جيداً أن هدفهم النهائي ليس سورية والعراق، وإنما بعد ذلك يأتي لبنان وتركيا وأوروبا وروسيا لنشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، حسب تعبيره.
ولفت الصحفي إلى أن الذين يأتون للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية تأثروا بالخطابات التحريضية لقناة الجزيرة القطرية ووسائل الإعلام الأخرى التي تعتبر جزءاً من الحملة الإعلامية المعادية لسورية.
الى ذلك أكد سزجين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي ان السياسة التي اتبعتها تركيا ازاء سورية تسببت بسوء الوضع فيها اكثر مما هو عليه مشيرا إلى تبني نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتأجيج الازمة في سورية منذ البداية.
وقال تانريكولو: لا تستطيع الحكومة الحالية المؤقتة والحكومة الجديدة المحتملة اتخاذ قرار بتدخل القوات المسلحة التركية في دولة أخرى بما يعني جر تركيا للحرب وينبغي عدم اتخاذ قرار كهذا .
من جهته اشار مدحت سانجار النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي إلى انه لا يمكن شرعنة اتخاذ الحكومة التركية المؤقتة قرار له نتائج خطيرة كشن الحرب والتدخل العسكري بأي تقليد او مفهوم لافتا إلى ان الحكومة الحالية المؤقتة لا تستطيع ان تقوم سوى بالاعمال اليومية إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال سانجار في تصريح لصحيفة جمهورييت التركية ان الحكومة المؤقتة المخولة بالقيام باعمال يومية لا تستطيع اتخاذ قرار يقتضي ارسال قوات عسكرية إلى خارج البلاد ولان قرارها هذا غير شرعي .
بدوره اعتبر ارتوغرول كوركتشو النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي ان حكومة حزب العدالة والتنمية تسعى إلى تقييد تركيا بالحرب فيما اوضح نائب اخر عن الحزب نفسه هو دنجير مير محمد فرات إلى انه من الخطأ ان تتخذ حكومة مؤقتة قرارا بالحرب واصفا انجرار تركيا نحو مستنقع الشرق الاوسط بالكارثة.
ولفت يوسف هلاج اوغلو نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية إلى ان حكومة حزب العدالة والتنمية ليست في وضع يخولها اتخاذ قرار بالحرب.
من ناحيته قال ابراهيم كابا اوغلو رئيس قسم قانون الدستور في كلية الحقوق في جامعة مرمرة: لا يمكن ارسال القوات المسلحة التركية إلى دولة اجنبية سوى بقرار البرلمان ورئيس الدولة يستطيع اتخاذ قرار كهذا في حال تعرض تركيا لهجوم مسلح وهذا الامر غير وارد والبرلمان التركي يعمل حاليا وبالتالي لا يستطيع الرئيس استخدام هذه الصلاحية لوحده دون قرار البرلمان .