وقال أنطونوف للصحفيين عقب اجتماع لوزراء دفاع بلدان منظمة شنغهاي للتعاون أمس في بطرسبورغ: اننا نرى اليوم أن الإرهابيين والمتطرفين أصبحوا خارج نطاق السيطرة ويقومون بتعزيز مصالحهم الخاصة بكيانهم مضيفا: ليس سرا أن الالاف من الإرهابيين بما في ذلك من مواطني الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون يكتسبون الخبرة القتالية في منطقة الشرق الاوسط وقد رأينا في فرنسا والدانمارك وفي دول أخرى ما يمكن أن تسفر قدرات هؤلاء الإرهابيين حين عودتهم إلى ديارهم الاصلية ومدى التأثير بشكل مباشر على مصالح الدول الاعضاء في المنظمة.
وأشار أنطونوف إلى التصعيد الجاري ضد سورية والعراق وقال: ان أموالا طائلة وأسلحة فتاكة تنقل إلى المعارضة السورية كما يتم توسيع الرقعة الجغرافية لحشد المزيد من المسلحين الذين يجري تدريبهم واعدادهم لمحاربة الحكومة الشرعية في دمشق .
واوضح أن تعزيز قدرات القوى الراديكالية وتنظيم الانقلابات اللادستورية يزعزع الاستقرار في مناطق بأكملها لان وباء الثورات الملونة في السنوات الاخيرة ضرب الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والتدخل الخارجي قضى كليا على ليبيا وجعل من اليمن بؤرة ساخنة جديدة معربا عن أسفه بأن قوى عظمى من خارج المنطقة تستخدم كل هذه التهديدات كأداة لتحقيق أهداف في سياساتها الخارجية.
إلى ذلك أعلنت السلطات المختصة في روسيا الاتحادية أن نحو 22 شخص من روسيا منخرطون في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.
وقال أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي في افتتاح المؤتمر السنوي لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا الخاص بمكافحة الإرهاب أمس في فيينا: ان معطيات السلطات المختصة في روسيا الاتحادية تشير إلى أن نحو الفين ومئتين من مواطنيها غادروا البلاد للقتال في سورية وأن عدد المواطنين الاوروبيين المنضمين إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية يتجاوز عشرات الالاف .
وأشار سيرومولوتوف إلى عدم قدرة الدول على منع هؤلاء الإرهابيين من العودة إلى بلدانهم الاصلية مبينا أن الذعر من هذه الظاهرة يتملك الجميع الذي يدرك أخطار العنف والإرهاب والتطرف التي يمكن أن يجلبها المتطرفون والإرهابيون معهم إلى مجتمعاتهم.
وأكد سيرومولوتوف أن موقف بلاده بشأن الاستراتيجية الدولية في مكافحة الإرهاب لا يزال هو نفسه ويتلخص في أن المعركة ضد الإرهاب يجب أن تكون ذات طبيعة شاملة في ظل توحيد جهود جميع الدول لهذا الهدف على أساس القانون الدولي المعترف به بشكل عام مع الاحترام الكامل لسيادة البلدان المعنية بالاضافة إلى التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين ضد الإرهابيين مشددا على ضرورة وضع جميع الدول استراتيجيات وطنية تعكس حجم وخطورة التهديدات الإرهابية والمتطرفة الجديدة وتهتم بالاصغاء إلى التوصيات الدولية والاخذ بالتجارب الناجحة في هذا الصدد.
وبين سيرومولوتوف أن الدور القيادي في تنظيم مكافحة الإرهاب واتخاذ التدابير الكفيلة في القضاء على التطرف العنيف ينبغي أن تقوم به الدولة حصرا وعبر أجهزتها الامنية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حفظ الامن والاستقرار في البلاد موضحا أن المهمة الاساسية للدول في ظل الظروف المعاصرة تكمن في زيادة فعالية مكافحة الفكر المتطرف بشكل كبير وغرس موانع امنة في طرق تغلغله في الوعي الاجتماعي بما في ذلك عبر التعاون والشراكة الوطيدة مع مؤسسات المجتمع المدني.
وكانت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية اعلنت في بيان أمس ان القوات الروسية قضت على إرهابيين اثنين من تنظيم ما يسمى امارة القوقاز خلال عملية خاصة جرت في جمهورية قبردينو بلقاريا جنوب روسيا بينما قضت القوات الروسية خلال الاشهر الماضية على عشرات الإرهابيين في منطقة شمال القوقاز بينهم متزعم تنظيم امارة القوقاز الإرهابي علي أصحاب كيبيكوف والمتطرف خاس محمد تشارانوف الذي أعلن مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي.