وَفِيْ لَمْحِ الْخُطْوةِ كُنْتُ أُدُحْرِجُ بِالضِّحْكَاتْ
كَانَ الْحزْنُ يَرُصُّ عَلَيَّ بِكُثْبَانِ الرَّمْلِ
وَيَتْرُكُنِيْ مَطْمُوراً فيْ بِئْرِ الأنَّاتْ
أَهْرُبُ كالْعَادةِ مِنْ حَالِيْ
يَسْتَوعِبُنِيْ الْبَحْرُ الْمُتَدَارِكُ
فيْ وَقْدِ الْجَرْحِ الْهَادرِ فيْ رُوحِيْ
فيْ طَوفَانِ الْقَلَقِ الْهَاتِكِ بِالْغَاباتْ
الآنَ تَحَرَّرْتُ
لَقَدْ غَيَّرَنِيْ الْبُرْعمُ ـ ذَاكَ ـ النَّابِزُ مِنْ فَرَحٍ
صِرْتُ أَرَى فيْ الشَّمْعةِ ـ أشْيَاءً أُخْرَى -
غيْرَ مُوَاجَهةِ الطَّاغوتِ
وفيْ الزَّنْبقِ غَيْرَ الْلونِ السَّاكتِ
أَعْرِفُ سَاعَتَهَا مَا سِرُّ تَوَهُّجِهَا
حِيْنَ تُلامِسُهَا الأنْجُمُ
أوْ حِيْنَ تُبَلِّلُهَا رَائِحةُ الْغَيْمَاتْ
مَا عُدْتُ أُفَسِّرُ مَا لا يَحْدُثُ
أوْ أَصْنَعُ مِنْ خَدْشٍ مَجْزرةً
أَوْ أَتَعَذَّبُ بِالتَّخْمِيْناتْ
وَلأنَّيَ لا أَخْلُو مِنْ كَرَزٍ
سَأَمُدُّ عَلَى رَابِيةِ الْعَتْمةِ أَزْهَارِيْ
وَ أُتَوِّجُ بِالأنْهَارِ
وَأَرْقُصُ حَتىَّ فيْ دَيْجُورِ الآهَاتْ
صَارَ لِعُمْرِيْ سَفْحٌ آخرُ
فَالْفَرحُ الْبَاشُّ يَهِزُّ سَرِيْرِيْ
يَجْعَلُ كُلَّ شُعَاعٍ
قَابَ يَدَيَّ
وَكُلَّ مَفَاتِيْحِ الْحُرِّيَّةِ ، وَالأَنْهُرِ و النَّايَاتْ
لَسْتُ كَمَا الْعَابِر
لا يَعْنِيْنِيْ النَّاسُ
فَمَا للنَّاسِ سِوَايَ
فَكُلُّ حَزِيْنٍ يُدْرِكُ عُطْرِيْ
أُدْنِيْهِ مِنِّيْ
أَمْنَحُهُ بَعْضَ أَنَاشِيْدِيْ
وَأَحُضُّ الرَّوْحَ عَلَى تَقْرِيْبِ الْبَحْرِ إِلَى الْبَطَّاتْ
زَوَّدَنِيْ بِغِنَاءٍ
لَيْسَ لَهُ زَبُدٌ
صِرْتُ بِهِ وَطَنَاً للَغَيْمِ
وَأَشْجَارَاً تَتَنَاسَلُ فيْ الْفَلَوَاتْ