وكان فوز شتاينبك وقتها قد أثار موجة عارمة من الغضب في الأوساط الأدبية، لدرجة وصفه بأكبر سقطة في تاريخ الجائزة. أعيد فتح ملفات الجائزة طبقاً لقواعد بروتوكول لجنة تحكيم نوبل التي تسمح بفتح الملفات التي مر عليها خمسين عاماً، وأدى ذلك إلى كشف وجود قائمة قصيرة للجائزة في ذلك الوقت تضمنت 66 أديباً منهم إلى جانب داريل وشتاينبك والفرنسي جان أتوي، والدانماركية كارين بليكسين اللتين اختارتهما اللجنة كمرشحين محتملين للفوز بالجائزة المثيرة للجدل.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت مقالاً كتبه جوزيف أبستين الأسبوع الماضي يعترض من خلاله حول عدم فوز أدباء كبار أمثال تولستوي ومارك توين بجائزة نوبل، بينما اقتصر منحها على أدباء غير معروفين، وتجاهل كثيرين من بينهم أيضاً هنري جيمس وأنطون تشيخوف، وجوزيف كونراد، وجيمس جويس، وتوماس هاردي، وجورج لوي بورخيس، وفلاديمير نابوكوف، هؤلاء الأدباء العظماء يضمهم نادي عدم الفائزين بنوبل رغم أنهم كانوا على قيد الحياة منذ بدء إعلان الجائزة سنة 1901، وتم استبدالهم بآخرين منهم سولي برودوم، فريدريك مسترال، جيوزية كاردوتشي، بول هيز، كارل سبيتلر، وكلهم لا يتوافقون مع المفهوم العام للنجوم الأدبية، التي لا ننكر فوز بعضهم بنوبل أمثال: دبليو بي بيتر، وتي إس إيليوت، وتوماس مان، وبوريس باسترناك، إلا أن معظم الفائزين طواهم النسيان، ومنهم من تم تصنيفهم كنجوم من الطراز الأول في بلادهم مثل جون شتاينبك، وبيرل باك، وسنكلير لويس، ناهيك عن إدراجهم في قوائم الجوائز العالمية، إلا أن فوزهم بنوبل بمثابة صك الختم على تفوقهم الأدبي.
وجائزة نوبل في الأدب مثل جائزة نوبل للسلام كثيراً ما تم منحها وفقاً لدوافع سياسية، ففي فترة من الفترات ذهبت إلى منشقين سوفييت مثل باسترناك، والكسندر سولز، ونتزين، وماركسيين خاصة المناهضين للولايات المتحدة الأمريكية من بينهم غونتر غراس، وداريو فو، وجوزيه ساراماغو، كذلك من الأسباب الغامضة لمنح الجائزة الدوافع الجغرافية السياسية للجنة المانحة للجائزة، ففي وقت ما تحتم منح الجائزة للهند الشرقية، أو أمريكا اللاتينية وأيسلندا، وفي العام الماضي تم منحها للكاتب الصيني مو يان، ما يدعو إلى سهولة توقع منحها العام القادم للفنان الشاعر الأوغندي كوامي تسوريز، أو البحث عن شخص غير معروف أو ليس له وجود على الإطلاق.