و السؤال.. هل ما تراه يندرج ضمن «نخب أول «.. أم أن الأمر لا يعدو حالة وهم بصري.. التي يتفوّق بها المكان بطل أوحدَ على كل ما ستقع عينك عليه في الموسم الثاني من برنامج (شط بحر الهوى _ mbc مصرية ).
ترف.. أم وهم.. أم لهو.. و كلّها تُلحق بصفة (بصري ).. ؟
فريق الإعداد و من ورائه فريق الإنتاج ، المنتج يوسف حرب، لم يتعبوا أنفسهم و لا هم شغّلوا عقولهم بإيجاد أفكارٍ جديدة تغيّر ما اعتاد المشاهد على رؤيته في الموسم الأول.. تفاجئ.. تدهش لتجذب، و إن كانوا استقروا في نفس المكان مدينة (ميامي )الأميركية.. كان الأجدر بهم الإتيان بشيء جديد.. بقالب مغاير.. لما كان سابقاً.
صحيح أنهم جاؤوا بطاقم فني آخر (مايا دياب، وائل كفوري، هاني رمزي، كارول سماحة، لاميتا فرنجية، تامر حسني، باسم فغالي)و غيرهم.. مع ملاحظة بقاء ملحم زين من الموسم السابق إلى الحالي..
لكنه تغيير شكلي.. وجوه الضيوف هي فقط ما تغيّر. أمّا بالنسبة لأدائهم.. أدوارهم..مكان تنزههم.. طرافتهم.. سماجتهم.. هضامتهم.. مقالبهم.. و حتى ما يقحمون أنفسهم به من مخاطر (مفبركة ).. هي نفسها.. فوتوكوبي عما عُرض في الموسم الأول.
البعض يتنزّه على (السكوتر )، (هاني رمزي و عائلته ).. و البعض بقي في جناحه على السفينة، (كارول سماحة تستقبل باسم فغالي و هو بهيئة الصبوحة ).. آخرون يذهبون في رحلة لاكتشاف أعماق المحيط حيث سمك القرش لهم بالمرصاد، (وائل كفوري، مايا دياب، يوسف حرب، كارول سماحة و ملحم زين )..
ما يقوم به البرنامج أو ما يحاول القيام به هو «أكشنة « المواقف السابقة.. اصطناع حدوث الصدمة.. أو الموقف الخَطِر.. المربك.. المفاجئ.. كأن تضيع ابنة هاني رمزي منهم و هم يتجوّلون.. أو أن يُظهروا لنا خلاف الفنانين و احتدام نقاشهم بالنسبة لنزول البحر حيث أسماك القرش.. و فظاعة المخاطرة التي يقحمون أنفسهم بها.
و كوننا اطّلعنا على النسخة الأولى من (شط هواهم )لذا لن نتفاجأ أو نندهش لن نقع صيداّ سهلاً فيما يركّبون من مواقف «فاقسة « و مكشوفة. و حتى أداء البعض منهم يبدو بائساً.. لا يرقى لأي درجة من درجات الإقناع.
المتعة الأجمل التي ينجح البرنامج بتقديمها لعين المتلقي تنحصر بتلك الجولات التي تنقلها الكاميرا عن مدينة (ميامي ).. جولات سياحية تبهر في أبهة المكان و فخامته. لكن يخبو بريقها بسبب سرعة تمرير اللقطات و تقافزها خطفاً لصالح تمضية المزيد من الوقت برفقة النجوم المشاهير في جولات (شط هواهم ).. متماهيةً مع جولات (شطط أهوائهم ).. و كل الشطط
بتقديم فقرة أداء باسم فغالي لدور الصبوحة و زيارته لكارول في جناحها على السفينة.. و تماهي هذه الأخيرة مع»مزحة « إقناعنا أنه الصبوحة.
و بصراحة يُحسد هؤلاء لما لديهم من مهارة تخفيف دم تصل حدود الاستخفاف بعقول المتلقين و الاسترخاص بما يعرض و يقدّم لهم.. استرخاص بالفكرة و مضمونها.. الذي يتناسب عكساً مع ترف المكان و بذخ الصورة.. إذ لا استرخاص على هذا الصعيد أبداً.و المصيبة.. وجود قناعة لدى القيّمين على برامج معينة أو حتى محطات بكاملها تتمثل بكون الفنانين دائماً مصدر قيمة مضافة في أي برنامج يرشقنا بوجوههم..
هذه المرة نلقاهم على شط بحر فنونهم و جنونهم.. و لينقلب الشط برفقتهم إلى شط أكل ال....