ثم تولت قوات الناتو ما سمي مسؤولية بسط امنها على العاصمة كابول آب 2003 لتجمع رئاسة حلف شمال الاطلسي مطلع عام 2006 على ضرورة تزعم بريطانيا القوات الدولية في هلمند مع نشر300, 3 جندي بريطاني في هذا الاقليم صعد هذا الرقم منتصف 2008 الى قرابة 300 8 جندي بريطاني.
فما ان تسلم غولدن براون سدة الحكم في لندن حتى رفع عدد قوات بلاده في افغانستان الى 500,9 جندي وذلك اواخر عام 2009 هذا بينما وصل عدد القوات الامريكية المرابطة في افغانستان في التاريخ المذكور الى مئة الف جندي امريكي لتعلن قمة الناتو التي عقدت في ايار 2012عن عزمها سحب قواتها المقاتلة من تلك البلاد خلال العامين القادمين بتلك الكلمات لخص مراسل الاندبندنت الحربي الى افغانستان ويدعى كيم سنغبتا التدخل العسكري السافر في شؤون تلك الدولة الاسيوية.
ويتابع “سنغبتا” اثر الضربات القاتلة التي ادت الى زعزعة صفوف الجنود البريطانيين المنتشرة في افغانستان صدر قرار يقضي بتقليص حجمها الراهن قبل نهاية العام الحالي تماشياً مع استراتيجية لإخراج تلك القوات من حرب طويلة الأمد ضخمة التكاليف ويتوقع ان يتم تخفيض عدد الجنود البريطانيين الى ما يقارب 500 جندي وسوف يعتمد قياس انسحاب القوات البريطانية الى حد بعيد على ما تتخذه الادارة الامريكية من قرارات لاحقة.
فقد اطلق المسؤولون الامريكيون تصريحات مؤخراً تفيد بتسريع وتيرة عودة القوات الامريكية الى ديارها في الولايات المتحدة اثر ادعاءات قادة تلك القوات المرابطة فوق الاراضي الافغانية بإحراز الشرطة والجيش الافغاني تقدماً ملحوظاً اسرع مما كان متوقعاً على صعيد تدريب فرقهما ميدانياً كما وتحتفظ واشنطن بقوة يبلغ قوامها 60.000 جندي امريكي في افغانستان لم ينسحب منهما سوى 11.000 جندي خلال العام الماضي .
ويؤكد اليوم نائب رئيس اركان الإيساف ( قوات الامن الدولية المشاركة في حرب افغانستان ) على فشل حركة طالبان في استرجاع المناطق التي خسرتها تلك الاخيرة خلال المعارك الماضية علماً ان الاوضاع على ارض الواقع تشهد تحسناً ملموساً والدليل على ذلك سيطرة السأم والملل على القوات البريطانية والمارينز الامريكية المتمركزتين في قاعدة للناتو في هلمند نتيجة تراجع العمل العسكري في هذا الاقليم خلال الاسابيع القليلة الماضية في حين ينظر المسؤولون من الافغان الى المعارك الحربية من وجهة نظر اخرى مغايرة لرؤية قوات الناتو فالتقارير الصحيفة العسكرية الواردة من افغانستان تشير الى تحليق طائرات امريكية فوق العاصمة كابول بشكل دوري وتكشف كذلك مساعي حركة طالبان محاولة الحركة اعادة هيمنتها على ادارة مناطق متفرقة من البلاد عشية تعليق القوات الغربية الاطلسية عملياتها القتالية عام 2014.
هذا وسيعمل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي ورث الحرب في افغانستان عن سلفه غوردن براون الى تحجيم الدور القيادي الامريكي في افغانستان من خلال تقليص تواجد قوات المملكة المتحدة هناك الى ادنى مستوى لها .
وقد اكد عدد من المسؤولين البارزين في مجلس العموم البريطاني بمن فيهم المستشار جورج اسبورن على ضرورة اجراء تقليص كبير من حجم القوات البريطانية المنتشرة في افغانستان ومن ثم العمل على سحبها تدريجياً مع العلم ان عدد الجنود الذين قتلوا في تلك البلاد تجاوز 438 الف جندي بريطاني بداية الحرب هناك اي قبل اثنى عشر عاماً من الآن.
وكان المستشار جورج اسبورن وعدد من الوزراء قد انتقدوا في مجلس العموم البريطاني الحرب الامريكو بريطانية الاطلسية في افغانستان مشيرين الى تكلفة تجهيزاتها ومعاركها وخدماتها تبلغ سنوياً 5,2 بليون جنيهاً استرلينياً وسيصل هذا الرقم الى 20 بليون جنيهاً استرلينياً عام 2014 .
ويتوقع المسؤولون في الولايات المتحدة ان تعمد حكومة لندن الى رفع ما يترتب عليها من مساعدات مالية للحكومة الافغانية بعد انسحاب القوات الغربية من تلك البلاد لتصل تلك المخصصات الى 2,6 بليون جنيهاً استرلينياً خلال العامين التاليين للانسحاب العسكري الاطلسي الغربي .
هذا وهناك عناصر غربية اخرى ستظل متواجدة عسكرياً فوق الاراضي الافغانية وتتبع تلك العناصر المقاتلة لقوات السلاح الجوي البريطاني ووحداتها الخاصة بعد تعليق ما تسميه لندن المهام القتالية البرية فحسب.
بقلم : كيم سنغبتا