اليوم وفي ظل ما يحصل في سورية أثبتت القراءات على وجود العديد من الاجتهادات من أهل الثقافة وصنّاعها في محاولة لإنعاش جوانب الثقافة بشكل أفضل وإعادة الحياة إلى شرايينها لتكون كياناً معافى يسهم في بناء مجتمع أفضل, وها نحن نرى وزارة الثقافة ومديرياتها تنطلق بجدية لدعم الثقافة وزيادة تفاعل الناس مع النشاطات والفعاليات المتنوعة، إيماناً منها بدور المثقفين والثقافة في التوعية فيما يحصل في سورية وحرصاً على التعايش الوطني والثقافي والحضاري..
الثورة التقت مدير المراكز الثقافية السيد بسام ديوب الذي أطلعنا عن حال الثقافة والمراكز الثقافية فقال:
• المراكز الثقافية في سورية عددها 487 مركزاً وهي متوزعة بحسب التجمعات السكانية في المدن والمناطق والأرياف...
إذا عدنا إلى برامج هذه المراكز وخططها نجد أن نشاطاتها تفاوتت بشكل عام بين الجيد والمقبول مع وجود هبات امتياز لبعضها, وانخفاض في أداء بعضها الآخر وهذه تتبع لعدة عوامل أو أسباب وربما أهمها الكوادر...
في إطار الواقع المعاش كانت هذه المراكز قد جهزت بمكتبات حوت تصانيف متنوعة من المراجع وأمهات الكتب إضافة إلى الدوريات الثقافية, ناهيك عن التجهيزات الحاسوبية التي أريد لها لا أن تكون مجرد تجهيزات تخصّ أرشفة كل مركز وإنما أعدت لتكون منفذاً لمكتبة مركزية الكترونية يتم الإعداد لها لتكون من أضخم المكتبات العربية الالكترونية, ومازلنا ضمن إطار الواقع فلنا أن نتصور أن هذه المجلدات وتلك الكتب في مراكزنا الثقافية لو كانت مخطوطات وألقي بها ليس في نهر دجلة كما فعل (المغول أو التتار) إنما في نهر الفرات لبقي أسابيع عدة متلوناً بلون أحبارها، فما فعلته يد الإرهاب تجاوز كل المقولات حيث تم إحراق العديد من المراكز بكل محتوياتها من كتب وتجهيزات وحواسب وأثاث فأي فكر يحمل هؤلاء وأي همجية تسيطر عليهم, ولماذا يعتبرون الكتاب والثقافة عدوين لهم ؟! هذا الارتكاب لم تشهد سورية له مثيلاً من قبل !!
• أما بالنسبة لرؤيتنا في كيفية التصرف السليم خلال الأزمة فقد قامت (وزارة الثقافة) بإصدار تعميمات عديدة أكدت من خلالها على كوادرها المسؤولة عن هذه المراكز بضرورة المحافظة على تلك الممتلكات من موسوعات وكتب وتجهيزات والتصرف تبعاً لسخونة المنطقة وإذا اقتضى الأمر نقلها إلى أماكن آمنة, ولاننكر أن هناك من قصّر في الاستجابة فتم إعفاء بعض المقصرين لأنهم لم يقوموا بما يتوجب عليهم من حسن التصرف بعمل وقائي مما أدى لفقدان كل ممتلكات مراكزهم..
• وأضاف ديوب: في كل مركز ثقافي من المراكز الرئيسية أصبح لدينا عروض سينمائية من خلال العرض الذي قدمته لنا المؤسسة العامة للسينما مشكورة...
وهناك مشروع سينطلق في ثقافي ريف دمشق وهو ندوة حوارية عن الكتلة المقاومة, مؤكداً أنه في الأيام القادمة سيكون لدينا شيء مختلف وجديد, وسوف نرى ما الذي يرضي الذوق العام ونقوم به.
• وحول لجنة تطوير وتفعيل المراكز الثقافية فقد قررت اللجنة:
رفد خطط المراكز الثقافية بأنشطة نوعية تقدم على مدار الأسبوع مما يساعد على تطوير الأداء وجذب الجمهور لإقامة نادي الكتاب والإكثار من القراءات الشعرية مترافقة مع عزف منفرد إضافة إلى الأمسيات الموسيقية.
الاستمرار بإقامة المهرجانات والمسابقات الفنية الدورية وورشات العمل التدريبية وملتقيات للفنون الإبداعية (نحت- تصوير زيتي – خط عربي – خزف..) وعرض منتجاتها بصالات المراكز الثقافية وإغنائها بنشاطات أخرى.
الاهتمام بالمعرض الفني التشكيلي الجوال وإقامة ورشات مرافقة للفنانين, كذلك التوسع في الأندية الخاصة بالأطفال, واستقبال العروض المسرحية الجوالة للكبار والصغار على أن تكون مرافقة لنشاط ثقافي داعم...
التنسيق مع مديريتي المعاهد الموسيقية والتراث الشعبي للحظ جملة من أنشطتها وفعاليتها ضمن نشاطات مراكزهم, والتأكيد على تشكيل مجلس أصدقاء لكل مركز ثقافي
أيضاً الاهتمام بالموقع الالكتروني لكل مديرية وتضمينه صفحة خاصة لكل مركز ومعهد ثقافة شعبية ومتابعة تحميل البرمجيات الإدارية والمحاسبية والمكتبية.
• واختتم ديوب: المطلوب الآن من أهل الثقافة والمعرفة كما فتحت لهم المراكز الثقافية أبوابها وأحضانها فعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية, لأن الأوطان تسمو وتكبر وتتجاوز المحن بمثقفيها ومفكريها وعلمائها، فإننا نطلق صيحة لأرباب الفكر والثقافة ليمتشقوا أقلامهم ويجردوا أفكارهم ويخرجوا من أسر الخوف والترهيب ويعلنوا وقفة مشرفة, وموقفاً كريماً تستدعيه المرحلة التاريخية فقد حان وقت الخروج عن كل صمت, ولايفوتني إلا أن أشكر كل القامات الثقافية التي تصدت بكل عزيمة للحملات الشرسة التي تتعرض لها سورية ومضت تنير دروبنا رغم المخاطر والتهديدات والصعاب...