تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماركات و«غيارى»

نافذة على حدث
الأربعاء 13-2-2013
حسين صقر

مغاربة وتونسيون ومصريون ويمنيون وليبيون و.. و.. و قائمة «الغيارى» على السوريين تطول، ولكل من أولئك تسمية الفصيل الذي ينتمي إليه، أي حسب بلد المنشأ، واليوم شيشانيون، وإن كان من هؤلاء، من سبقهم إلى «القتال» في سورية، والعمل بأمرة جبهة النصرة القاعدية الإرهابية، تحت مظلة الجهاد ونتيجة فتاوى متعددة ومختلفة.

بالطبع أولئك الإرهابيون لم يختاروا المجيء إلى سورية بمحض إرادتهم، لأن ثمة من يحركهم ويوجههم، بل ويريد القضاء عليهم والتخلص منهم، وفي أي مكان بالعالم لا مشكلة، والمصيبة الأكبر أنهم لا يريدون معرفة سوء نيات المرسلين والداعمين والمهيئين لهم الظروف المناسبة والعوامل المساعدة للتنقل من دولة لأخرى لممارسة هوايتهم في القتل وارتكاب المجازر.‏

تقارير إعلامية كثيرة قالت إن بريطانيا متورطة في نقل الشيشانيين إلى سورية، وأشارت أنه في 23 كانون الثاني الماضي غادرت مجموعة من الشيشانيين مطار هيثرو إلى اسطنبول التركية لتتسلل بعدها إلى الأراضي السورية والانضمام إلى الإرهابيين، وتناولت ذلك صحيفة الغارديان.‏

أما بالنسبة لتركيا فلم يعد دورها في هذا المضمار خافياً على أحد، بدءاً من الدعم السياسي والإعلامي مروراً بتهريب المرتزقة، وليس انتهاءً بمعسكرات التدريب التي تقيمها لهم على أراضيها، حيث تقدم المساعدات لأولئك الشيشانيين، ومعروف عنها أنها كانت تدعمهم من أجل القتال ضد الروس، وتورطت في معظم نشاطاتهم السرية، وهي اليوم تقدم لهم نفس المساعدات والدعم ضد الحكومة السورية إن لم يكن أكثر.‏

الدول الداعمة لأولئك باتت ترى في سورية البيئة المناسبة لهم، ولا يعنيها أن تلك البيئة سوف تكون فقط مقابر لهؤلاء، لأنهم يتواجدون ولا يحتلون، يختبئون ولا يظهرون، يضربون ويهربون، يمرون ولا يقوون على البقاء.‏

الغريب في الأمر أن تركيا وغيرها من الدول الغربية لا تزال تعوّل على إرسال الإرهابيين إلى سورية، ظناً منها أنها سوف تحقق أهدافها، ولم تقتنع حتى اللحظة أن ما يجري على الأرض يجافي حقيقة ما لا يريدون معرفته، وهو أنهم حتى لو استقدموا من هذه النمر والماركات من كافة الأصقاع، فلن يجنوا شيئاً لأن هؤلاء لن يحققوا لهم شيئاً على الأرض سوى أنهم سيدفعونهم لإرسال المزيد، لكن دون جدوى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية