فأن تضيء شمعة واحدة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة.
لو حرف امتناع لامتناع.. ولولا حرف امتناع لوجود فلولا وجود شعب سوري قوي صامد صادق لانهار بلدنا.
بالمطلق نحن شعب أقسم رغيفك نحن شعب يدي بيدك نحن شعب علمنا هويتنا.. نحن شعب (بلاد العرب أوطاني) نحن شعب وطني ووطني وفقط.
قمح بلادي
نحن شعب شربنا من بردى والفرات ودجلة وأكلنا من قمح بلادي وزيتونه وبرتقاله، نحن شعب يعترف بالجميل ويدين بالولاء لقائده وأرضه ،لأنه وكما يقول الأصمعي : حب الوطن يفترض أنه أمر فطري وغريزي في النفس بعيد عن النفعية المغرضة.
جاء وقت الحساب.. دفع فاتورة الحب والولاء وخير ما يترجم ذلك على أرض الواقع العمل بإخلاص وحب وصدق ونية طيبة لأن الأعمال بالنيات.
المعركة طويلة ومفتوحة ولن تنتهي بقدرة قادر ولا أقصد هنا المعركة الحربية فقط إنما معركة بناء سورية الحديثة وإعادة ترميم ما هدم من الحجر والبشر والشجر بعقلانية وتنظيم وهدوء وحزم.
هؤلاء الآخرون
علينا اليوم والوطن هو المهدد أن نعمل وألا نبعثر الوقت والجهد كالنحلة في خليتها لا تعرف الركون ولا الراحة والرقيب الوحيد هو ضمائرنا وسوريتنا.
ترتيب أثاث البيت السوري كماً ونوعاً أصبح حاجة ضرورة ومطلباً ضاغطاً وملحاً وهو من اختصاص الشعب السوري فقط ولا يحق لغيره التدخل والتطفل لأنه هو من يملك التاريخ ومفاتيح الحل لأزمة اتسعت وعمل الآخرين على زيادتها هؤلاء الآخرون هم الذين تنكروا للأرض والوطن، تغطوا بغطاء الحاجة والعوز والمرض والقلق ليتهربوا من مسؤولياتهم الوطنية، وحرصاً على سلامتهم الشخصية تقاعدوا من عملهم مبكراً ودون استئذان من الوطن وفي غفلة منه ليسافروا بعيداً، إلى أرض الكنانة على سبيل المثال وما يشابهها في الجوار، ضيوف ثقلاء، غير آبهين لدم يسفك ولامرأة ترملت ولأم ثكلى تتوجع حرقة وألماً لغياب فلذة كبدها دون إجراءات ومراسم الحداد، رحل دون وداع ودون جنازة ودون كفن، نثر أشلاء جسده في أرض الوطن لتبقى عطراً وأملاً وورداً.
هؤلاء الآخرون ضعاف النفوس، لهم اليد الطولى فيما نحن فيه، يستغلون ظروف الحرب التي تدور ليستفيدوا من كل لحظة توتر وانفجارليجنوا المزيد من الربح ويجمعوا الثروات الطائلة بلا كلل أو ملل، بحركة بلا بركة.
دون منه
لا جندرية، لا طائفية، لا مذهبية، لا صغير ولا كبير فالعطاء لا يقاس بعدد السنين، وتلك هي صديقتي تذرف الدموع في يوم وداعها وبعد خدمتها الوظيفية بأمانة وإخلاص ومع جزيل الشكر والتقدير والاحترام، تعلن استعدادها لمواصلة عملها وتقديم خبرتها الوظيفية دون مقابل لأن العمل عبادة، ولأن العمل حياة وأمل، ولأن لسورية في رقابنا دين علينا الوفاء به دون منة.
الوطن لنا، وبنا يكبر، ونحن الباقون، وهم الزائلون ولنا في صلاح الدين الأيوبي أنموذج وقدوة، في قصته مع الجنرال الفرنسي غورو حيث وقف هذا الأخير أمام قبر صلاح الدين الأيوبي بدمشق حينما دخلها بعد معركة ميسلون 1920م وقال بشماته: أنت قلت لنا في إبان حروبك الصليبية: إنكم خرجتم من المشرق، ولن تعودوا إليه وها إننا قد عدنا فانهض لترانا هاهنا، لقد ظفرنا باحتلال سورية، قال عمر أبو ريشة واصفاً هذا الموقف:
رب غازٍ جاء صلاح الدين
في هدأة الخلود والمهاب
هاتفاً في رميمه الظهر إنا ها هنا
يا صلاح الدين ياللعاب
إن للمجد دمعة حين يلقى
جثة الليث عرضة للكلاب
ومات غورو وبقي ذكر صلاح الدين لم يمت.