ومع اعلان بيونغ يانغ عن تجربة نووية ثالثة ناجحة استخدمت فيها شحنة مصغرة ذات قوة تفجيرية أكبر من التجارب السابقة تحركت الماكينات الدبلوماسية العالمية بدءا من الامم المتحدة إلى الدول الاعضاء في مجلس الامن وصولا إلى دول جوار كوريا في شرق اسيا إلى ايران المتمرسة في المفاوضات مع الغرب بغرض اقناعه بسلمية برنامجها النووي حتى لم يبق احد الا وأبدى موقفا من القضية ووصل الامر إلى حد استدعاء بكين للسفير الكوري الديمقراطي للبحث معه وشرح الموقف الصيني والدولي كما ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد ان روسيا ستصر على استئناف المفاوضات السداسية حول برنامج كوريا الديمقراطية النووي. وذكرت وكالة الانباء المركزية الكورية الديمقراطية الرسمية انه .. تم اجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح موضحة أن هذه التجربة التي أجريت على مستوى عال بأسلوب آمن وكامل ولم تشكل اي تأثير سلبي على البيئة المحيطة.
وبينت الوكالة أن هدف العملية هو حماية الامن القومي وسيادة البلاد في مواجهة عداء الولايات المتحدة الامريكية المتواصل لكوريا الديمقراطية.
وحذرت كوريا الديمقراطية من أن التجربة النووية ليست سوى مرحلة اولى وانها ستقوم باعمال أقوى اذا تم فرض عقوبات عليها.
ودفعت التجربة مجلس الامن الدولي الذي ادان التجربة إلى الدعوة لاجتماع طارىء لمناقشة احتمال فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
وقالت بعثة كوريا الجنوبية بالامم المتحدة التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن انها دعت إلى اجتماع طارىء للدول الخمس عشرة الاعضاء بالمجلس لمناقشة التجربة النووية. وهو ما يمنحها القدرة على عقد الاجتماعات وضمان بقاء قضية كوريا الديمقراطية ضمن أولويات أقوى هيئة تابعة للامم المتحدة حتى نهاية الشهر الجاري. وأكدت كوريا الجنوبية ان حجم النشاط الزلزالي لتجربة بيونغ يانغ يشير إلى أنه تفجير نووي أكبر قليلا من التجربتين السابقتين لكوريا الديمقراطية واللتين بلغت قوتهما 7/6 كيلوطن بالترتيب رغم ان هذا مازال يعتبر صغيرا نسبيا.
بدورها قالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء.. ان بيونغ يانغ أبلغت الصين والولايات المتحدة بخططها لاجراء تجربة.
وكان مجلس الامن الدولي تبنى الشهر الماضي مشروع قرار بتشديد العقوبات القائمة على بيونغ يانغ ردا على اطلاقها صاروخا في كانون الاول الماضي.
وتوالت ردود الفعل الدولية المستنكرة بعد اعلان اجراء بيونغ يانغ عن تجربتها النووية الثالثة وقالت وزارة الخارجية الروسية نلح على أن توقف كوريا الديمقراطية أعمالها غير المشروعة وتلتزم تماما بقرارات مجلس الامن الدولي وتتخلى عن برامجها الصاروخية النووية وتعود إلى معاهدة عدم انتشار السلاح النووي ونظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ودعت روسيا جميع الاطراف المعنية إلى ضبط النفس مؤكدة عزمها عدم تراخي الجهود لتطبيع الوضع في شبه الجزيرة الكورية بطرق سياسية ودبلوماسية بالتعاون مع المشاركين الآخرين في المحادثات السداسية.
كما أكد مجلس الاتحاد الروسي أن نظام العقوبات الصارمة المتخذة بحق كوريا الديمقراطية غير فعال داعيا المجتمع الدولي إلى تغيير مواقفه من بيونغ يانغ ومن برنامجها النووي.
وفي بكين أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانا أكدت فيه أن الصين تعارض بحزم التجربة النووية الاخيرة لكوريا الديمقراطية وفي اليابان قال رئيس الوزراء ان التجربة تمثل تهديدا خطيرا لليابان ولا يمكن التغاضي عنها.
كما انتقدت ايران تجربة كوريا الديمقراطية معتبرة انه يجب ان لا تملك أي دولة السلاح الذري. وفي نيودلهي قالت وزارة الخارجية الهندية ان التقارير التي تحدثت عن اجراء كوريا الديمقراطية تجربة نووية أمر يثير قلقا عميقا.
وفي الولايات المتحدة قال الرئيس الامريكي باراك أوباما .. ان أحدث تجربة نووية أجرتها كوريا الديمقراطية تصرف استفزازي بشكل كبير يضر باستقرار المنطقة ووصف البرنامج النووي بأنه تهديد لامن الولايات المتحدة وحلفائها وللامن الدولي. كما أدانت كل من برلين وباريس ولندن والاتحاد الاوروبي التجربة ودعو المجتمع الدولي لدراسة المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ ودعم تحركات صارمة في مجلس الأمن.
كما أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اسفها البالغ إزاء التجربة الكورية الديمقراطية.