رافضاً بشكل تام كل اشكال العنف والقتل لأي سبب، ودعا البطريرك اليازجي اصحاب القرار في المجتمع الدولي الى المساهمة جدياً في حل الأزمة بسورية وتطبيق بيان جنيف.
وقال البطريرك اليازجي في حديث خاص أمس لقناة روسيا اليوم نريد لسورية أن تكون دوما سورية التي تحمل كلمة الحق ويعيش فيها كل سوري بكل كرامة ففي بلاد الشام وعبر التاريخ نشأت الحضارات والثقافات ودائما كانت سورية تقول ان هناك حقا يجب أن نطالب به في الوسط الاقليمي أو الدولي وسنبقى على هذه المواقف الاصيلة التي لا نتخلى عنها مشيرا إلى وجود تفاعلات داخلية وخارجية لها دور بما يجري في سورية.
وأضاف البطريرك اليازجي: نحن في هذا البلد نعيش عائلة واحدة مسلمين ومسيحيين وكل أطياف المجتمع السوري وهكذا تربينا ونشأنا..واصفا ما تمر به سورية بغيمة نرجو أنها ستعبر بأسرع وقت وتعود سورية المضيئة التي كانت دوما مهد الحضارة والثقافة والعيش المشترك..لافتا إلى انه ليست هذه هي المرة الاولى عبر التاريخ التي تمر فيها سورية بظروف قاسية وبالنهاية تمر الغيمة والشعب باق.
وبشأن حديث البعض عن قلق وهواجس على مصير المسيحيين في سورية قال بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس..نحن من هذه البلاد واشتركنا مع الجميع في هذه الديار بالثقافة والحضارة الموجودة في بلادنا..ونحن باقون مشددا على أن المسيحيين في سورية متمسكون بتراب بلدهم وباقون فيها ولا يحملون في قلوبهم أي قلق.
وحول علاقة البطريرك اليازجي مع القيادة السورية قال علاقة طيبة كما كانت وكما ستبقى وكما نرجو وهناك تواصل مع الجميع لاننا نعتقد أن الحوار هو اللغة التي يجب أن نتبعها كي نصل إلى السلام .. مضيفا الحوار والعيش المشترك وتقبل الاخر كما هو والجلوس إلى طاولة الحوار ما يعمل له الجميع.. نحن لا نتكلم عن أمنيات وأحلام بل عن شيء يتم العمل عليه بشكل حثيث وما نرجوه أن يتم في القريب العاجل مشيرا إلى أن الكنيسة الارثوذكسية كانت دوما طرفا جامعا عبر التاريخ وستبقى.
وعبر البطريرك اليازجي عن رفضه التام لكل أشكال العنف والقتل لاي سبب كان وقال أريد أن أقول لكل المجتمع الدولي عند الحديث عن حقوق الانسان وشرعة حقوق الانسان وكل هذه الكلمات والشعارات المقدسة نرجو أن يكون ذلك هو الهدف الحقيقي لكل ما نقوم به أو لكل ما نأخذه من قرارات سياسية لا أن تكون شعارات تختبىء وراءها مصالح خاصة شخصية أو دولية.. ونرجو من المجتمع الدولي وأصحاب الشأن أن يساعدوا بالفعل في انهاء الظلم والفقر والقهر من المجتمع داعيا اصحاب القرار في المجتمع الدولي إلى المساهمة جديا باحلال السلام في سورية وتطبيق بيان جنيف كي نصل إلى السلام الحقيقي.
ووصف الظروف التي تمر بها سورية بالجرح الكبير مشددا على تمسك الشعب السوري بمختلف أطيافه بالعيش المشترك كعائلة واحدة والاشتراك بالتاريخ والمستقبل والمصير.
ولفت بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس إلى أن العلاقة بين الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية والكنيسة الارثوذكسية الروسية والشعبين السوري والروسي قديمة ومتجذرة منذ عقود ومازالت وستستمر على كل الصعد.
وحول قرار البابا بنديكتوس السادس عشر اعلان استقالته اعتبارا من 28 شباط الجاري أكد البطريرك اليازجي أن الاستقالة أتت لاسباب البابا الخاصة ولا علاقة لها بضغوط سياسية أو غيرها من الخارج.
ووجه البطريرك اليازجي كلمة في ختام حديثه إلى الشعب السوري قائلا ان الوعي الموجود في قلوبنا جميعا هو السلاح الاساسي الذي سنواجه فيه هذه الفترة العصيبة التي نمر فيها ولهذا دعونا جميعا بالمحبة والحوار والتفاهم والسلام نتكاتف ونتضامن مع بعضنا بعضاً.. التعدد هو غنى وأداة للتكامل وليس للخلاف.