ولعل تعثر الربيع الغربي العربي المدمر والفوضوي في سورية قد فاجأ مهندسيه وداعميه وكل ذلك ما كان لولا وعي الشعب السوري وصمود جيشه منذ بداية الأزمة في وجه ارهابيين لا يعرفون سوى لغة السلاح.
وفي هذا الاطار أكد وزير المالية البرازيلي السابق لويس كارلوس بريسر بيريرا أن القيادة السورية تحظى بدعم الشعب السوري وقد فاجأت الغرب بصلابتها ومقاومتها للاعمال الارهابية والهجمات التي تشنها المجموعات المسلحة.
وفي مقال نشره في صحيفة فوليا دي ساو باولو قال بيريرا الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا ان النظام في سورية يحظى بدعم كبير من المجتمع السوري وبشكل أكبر بكثير مما كان متوقعا وذلك لانه يصون النظام العام ويحمي الاقليات مؤكدا ان النظام العلماني القائم في سورية ضمن لاكثر من 50عاما الاستقرار السياسي فيها.
ولفت بيريرا إلى ان العمليات الارهابية في سورية تحظى بدعم من السعودية والقوى الغربية والمجموعات الارهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة باسم الديمقراطية موضحا ان بعض الدول كالسعودية تري في الحرب على سورية وسيلة لتوسيع نطاق سلطتها في المنطقة اما بالنسبة للغرب فان اسقاط النظام يعني الاطاحة بحكومة وطنية ظلت دائما مستقلة عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.
وفي هذا الصدد حذر بيريرا من ان تغيير النظام السياسي الحالي في سورية سيحرم هذا البلد من امكانية التقدم نحو الديمقراطية واصفا ما حصل في سورية خلال العامين الماضيين بانه انتهازية لما سمي الربيع العربي الذي استغلته بلدان أخرى.
واضاف بيريرا: عندما بدأ القتال في سورية معظم وسائل الاعلام الغربية طالبت بفرض التدخل المسلح وهذا نال تأييد كل من فرنسا وبريطانيا ولكن الولايات المتحدة التي عانت من كارثة سياسية وبشرية جراء تدخلها في العراق كانت أقل حماسا بينما الصين وروسيا استخدما حق النقض ضد الاقتراح مشيرا إلى انه ولتبرير التدخل ندد المسلحون بالمجازر التي طالت المدنيين بذريعة أن القتلى اغلبهم من المعارضة غير المسلحة.
وفي سياق متصل أكدت صحيفة الكوريير النمساوية أن ما يجري في دول ما يسمي الربيع العربي لا يمت باي صلة إلى الديمقراطية المنشودة التي ترغبها شعوب المنطقة وان ثورات الربيع العربي كانت مدعومة من الغرب الذي تربطه علاقة طيبة مع بعض زعماء تلك الدول ومع ذلك تخلى عنهم بعد ذلك.
واشارت الصحيفة إلى انه وبعد سنتين من بدء تلك التغييرات وبدلا من الاحتفال بنجاح تلك الثورات في كل من ليبيا واليمن وتونس ومصر تحول الربيع إلى شتاء قارس وانقلبت الديمقراطية التي حلمت بها الشعوب إلى تسلط ديكتاتورية جديدة للاخوان المسلمين في مصر وتونس وفي ليبيا إلى حرب أهلية تفاقم فيها نفوذ المتطرفين والاصولية.
وحذرت الصحيفة من أن سقوط النظام في سورية سيؤدي إلى حكم السلفيين والمتطرفين والجهاديين الذين لا يعرفون الا لغة السلاح وربما يمتلكون بعدها الاسلحة الخطيرة مشيرة إلى ان ثورات الربيع العربي لن تحقق الحد الادني من اي شكل من اشكال الحريات مع استمرار الاستعباد وتصارع القوى وتوزيع السلطة وتطبيق الشريعة بشكل متطرف.