إنَّ الثُّعْبانَ على الأَبْوَابْ
لَوْمٌ وصُراخٌ
وشَتَائِمُ تُلْقى وسِبابْ
إنَّ الأَعْرَابَ هُمُ الأَعْرَابْ
مَنْ يُعْطيْ النَّائِمَ صُبْحاً؟
مَنْ يُعْطيْ المَيِّتَ عُمْراً؟
مَنْ يُعْطيْ الخِنْزِيْرَ كَرَامَهْ؟
مَنْ يُرْجِعُ لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ رُجُوْلَتَهُ؟
مَنْ يُرْجِعُ لِلْقُدْسِ طَهارَتَها؟
مَنْ يَكْتُبُ لِلْمَلْدُوْغِ سَلامَهْ؟
ألْفُ سُؤالٍ وسُؤالٍ يَأكُلُنيْ
مِنْ غَيْرِ جَوابْ
لا وَقْتَ نُضيِّعُهُ
إنَّ الثُّعْبانَ عَلَى الأَبْوَابْ
••
وَطَنِيْ أُنْشُوْدَةُ حُبٍّ
وبُكاءُ النَّايِ وَنَبْضُ المِزْهَرْ
وَطَنِيْ أُمِّيْ وأَبيْ..
أُخْتيْ وأَخِيْ..
جَسَدِيْ اليَابِسُ.. قَلْبيْ الأَخْضَرْ
وَطَنِيْ مَدْرَسَتِيْ.. جَامِعَتِيْ
وَطَنِيْ حقْليْ.. وَطَنِيْ البَيْدَرْ
وَطَنِيْ أكْبَرُ مِنْ
كُلِّ سِيَاسَاتِ العَالَمِ
أكْبَرُ مِنْ وَجَعيْ
أكْبَرُ مِنِّيْ..أكْبَرُ مِنْكُمْ
أكْبَرُ مِنْ كُلِّ سَلاطِيْنِ الدُّنيا
أكْبَرُ مِنْ أكْبَرِ أكْبَرْ
يا هَذَا الظَّامِئُ مِنْ ألْفِ حَرِيقٍ
بَرِّدْ نِيْرانَكَ بالخِنْجَرْ
لا تَعْبَأْ بِالنَّارِ الكُبْرى
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَرْ
فانْحَرْ كَيْدَ الغاصِبِ وازْأَرْ
واخْنُقْ حُلُمَ الطَّامِحِ
أنْ يَسْتَرْجِعَ أمْلاكَ الإسْكَنْدَرْ
واسْكُبْ نِيْرانَكَ
بَرْداً وسلاماً للحَقِّ
وَللطَّاغيْنَ عَذابْ
إنَّ الثُّعْبانَ على الأَبْوَابْ
••
يا هَذَا المُتَبَرِّمُ بالعِشْقِ
حَبيبةُ قَلْبِكَ قَدْ قَصَّتْ
أنْوارَ ضَفائِرِها
وَأطالَتْ وامْتَشَقَتْ
أسْيَافَ أظافِرِها
كَيْ تَقْطَعَ رَأْسَ الثُّعْبَانِ
وذَيْلَ الثُّعْبَانْ
كَيْ تَشْنُقَ أرْنَبَ خَشْيَتِها
كَيْ تَجْعَلَ قَلْبَكَ أُغْنِيَة الشُّجْعانْ
كَيْ تَعْبُرَ أنتَ ضِفافَ الخَوْفِ
وَتَقْلَعَ أشْواكَ الإِذْعَانْ
إِنْ جَمَدَتْ فِتْنَتُها...
لا تُرْهِقْ أَعْصَابَكَ
بالشَّهَوَاتِ الصُّغْرى
إذْ لا وَقْتَ لَدَيْكَ لِمارِيْ وَرَبَابْ
إنَّ الثُّعْبَانَ على الأَبْوَابْ
••
يا هَذَا النَّائمُ مِنْ ألْفِ نُعاسٍ
كَحِّلْ جَفْنَيْكَ بِبَوْحِ النَّارْ
وارْسُمْ صَحْوَكَ صُبْحَاً
دَمَوِيَّ الشَّمْسِ وغَيِّرْ
تَارِيْخَ الأَنْوَارْ
قَدْ أَرْخَصَ فِطْنَتَنا الكَذِبُ الغَالِيْ
وَطَوَتْنا نَشَرَاتُ الأخْبَارْ
ضَعْ رِجْلَكَ في حَلْقِ الغَدْرِ وأبْدِعْ
بالثَّوْرَةِ مَلْحَمَةَ الإِعْصَارْ
عَطِّرْ بالبَارُوْدِ ضَمائِرَنا
قَدْ فَاحَتْ مِنْها رَائِحَةُ العَارْ
لمْ يَبْقَ مَكَانٌ للبَوْحِ
وَلا النَّوْحِ
وَلا عَلْكِ الكَلِماتِ
بغَيْرِ حِسابْ
إنَّ الثُّعْبَانَ عَلَى الأَبْوَابْ
••
يا هَذَا المَيِّتُ مِنْ أَلْفِ حَياةٍ
حَطِّمْ تابُوْتَكَ واتْبَعْ
قَافِلَةَ الأَحْيَاءْ
وَاعْبُرْ بَرْزَخَ صَمْتِكَ واصْدَحْ
بزَئيْرٍ عَرَبِيِّ الأَصْدَاءْ
كُلُّ الأَشْجَارِ أَمَامَكَ قَدْ وَقَفَتْ
لِتَحِيَّةِ نَشْرِكَ في عِزٍّ وإِبَاءْ
كُلُّ الأنْهارِ وَرَاءَكَ قَدْ سارَتْ
كَيْ تُوْقِظَ آلهَة الصَّحْرَاءْ
لا تَجْلِدْ نَفْسَكَ ـ لَسْتَ مَلُوْمَاً ـ
بَلْ سَطِّرْ بِسِياطِكَ جُرْحاً
في صَدْرِ الأَعْدَاءْ
لَوِّنْ خَطَوَاتِكَ واجْعَلْ
حُمْرَةَ دَرْبِكَ للثُّعْبَانِ خِضَابْ
إنْ تُتْقِنْ مَسْرى قَدَمَيْكَ
إلى النَّصْرِ
فَلَنْ يَبْقى الثُّعْبَانُ
عَلَى الأَبْوَابْ
وَسَتَحْفِرُ مَقْبَرَةَ الثُّعْبَانِ
ويُمْسيْ مِمْسَحَةً
تَحْتَ الأَبْوَابْ
تَحْتَ الأَبْوَابْ
تَحْتَ الأَبْوَابْ