تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مبدع وامرأة...عمر الشريف وفاتن حمامة

ثقافة
الأربعاء 16-5-2012
أديب مخزوم

قد تكون قصة حب عمر الشريف وفاتن حمامة وزواجهما، من أكثر القضايا التي أثارت جدلاً وسجالاً والتباسا في تاريخ الفن السابع، والسبب أن فاتن ظهرت في أفلامها أمام الجماهير في صورة الفتاة النقية والمثالية،

حتى إنها أحيطت بهالة من القداسة، فكيف ترتبط (من وجهة نظر الرجعيين والمتزمتين والظلاميين) بشاب غيّر اسمه من ميشال شلهوب الى عمر الشريف، ليصبح زوجا مناسبا لها.‏‏

والمخرج يوسف شاهين حين قدم ميشال شلهوب الى فاتن حمامة، ليشاركها بطولة فيلم «صراع في الوادي» بعد طلاقها من المخرج عز الدين ذوالفقار، والد ابنتها نادية، لم يكن يعلم، انها ستتزوجه، وتثير حولها هذه العاصفة من الخلاف في المواقف بين مؤيدين ومعارضين، والتي دفعت بعض الشبان المتزمتين، الى تأليف جمعية لمقاطعة افلامهما. وحين قفزت الى صفحات الصحف اليومية الأولى، قصة حبهما، كانت فاتن في ذلك الوقت تتربع على القمة كممثلة سينمائية، هي التي بدأت نجمة في الخامسة من عمرها، في حين كان ميشال أوعمر وجهاً جديداً يقف أمام الشاشة لأول مرة. وكان موضوع فيلم «صراع في الوادي» عاطفيا وشبيها بقصة «روميووجولييت»الشيء الذي جعل قصة حبهماعلى الشاشة مطابقة للحقيقة والواقع. وبعد سنوات قليلة، بدأت تنتشر في الصحافة إشاعات كاذبة عن خلافات بينهما، وكان عليهما مرة اخرى مواجهة فوارق البيئة والاندماج بحياتهما الجديدة بشجاعة وصلابة نادرة، يقول عمر الشريف في مذكراته: لم تستطع فاتن ان تحتفظ بسمات البنت المصرية العادية، بل انتقلت الى البيئة التي أنتمي اليها بالمولد، وأصبحت مثل بنات الذوات، تلعب البريدج،حتى إنني كونت معها ثنائيا كان يفوز احيانا بالمراكز الأولى في بطولة مصر.‏‏

بعد سنوات قليلة جاءت الفرصة الى عمر الشريف، لكي يتحرر وينطلق في رحاب النجومية العالمية عبر مشاركته في ثلاثة افلام (لورنس العرب، والرولز رايس الصفراء،والدكتور زيفاكوالذي رشحه للفوز بجائزة الاوسكار). وأصبح مكانه في الصف الاول بين كبارنجوم ونجمات هوليوود، كما بات اسمه يوضع بجوار اسمائهم وبنفس الحجم. وأخذ يطوف بمجده في أنحاء مختلفة من العالم، بينما بقيت فاتن في مصر.‏‏

وكانت فاتن فخورة بنجاحه وبوصوله الى العالمية، وحين كان حساده يحملون اليها الصور التي تظهره في مغامرات غرامية مع بطلات افلامه «بربرة سترايسند» و«صوفيا لورين» و«انجريد برجمان» و«دبيي ارنولد» و«انوك ايميه» و«افا غاردنر» وغيرهن، كانت تدافع عنه، وكان حبها له يدفعها احيانا للسفر الى المدينة التي يصور بها، وينتهز عمر بدوره فترة وجودها ويهرع إليها والى ابنهما طارق، وحين يكون منهمكا في عمله تستقبلها سكرتيرته كارولين، وتتحاور معها حول اخباره في العمل وخارجه.‏‏

وكانت كارولين تعطيها برنامج عمله اليومي، ومواعيد لقاءاته مع الصحافيين ومع نجوم السينما، حتى إن فاتن حمامة حين سافرت في صيف 1964 إلى مهرجان كان،مالبثت أن لحقت بها كارولين بإيعاز من عمر لتكون في خدمتها، ومن يومها شعرت بأنها تحاول ان تباعد بينها وبين زوجها، مثلما أبعدت الصحافيين الأجانب عنها، ومنعتها من الإدلاء بأحاديث، بصفتها زوجة للنجم العالمي الشهير عمر الشريف، مع ان عمر كان لايزال يشعر بحب صادق نحوها، وكان حين يلتقي معها بعد كل فراق ينسى حلمه الاسطوري الذي حققه، ويضع تحت تصرفها كل مايؤمن لها الإقامة السعيدة في أي مكان من اوروبا، وفي كل لقاء كان اتفاقهما على منح حياتهما المقبلة شيئا من الحرية، وهويعتر ف ان زواجه منها لعب دورا في وصوله الى قمة الشهرة والنجومية الساطعة، ولا يزال يجاهر والى اليوم بقوله: بعد فاتن حمامة لم يكن لدي وقت للحب.‏‏

facebook/adib.makhzoum.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية