تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


د. نهى بشور: هدفنا تنمية روح الانتماء والتعاون وتأكيد هويتنا السورية... «حلم» و «حنين»...فرقتان للكورال وخطوات في عالم الإبداع

ثقافة
الأربعاء 16-5-2012
محمد حسين

الموسيقا ليست غذاء الروح فقط.. بل شكل التواصل الأرقى بين البشر على جميع مستوياتهم.. والكورال هو الشكل الأوضح لما نقول حيث تتداخل الأصوات البشرية مع أصوات الآلات الموسيقية لتشكل الموسيقا الأجمل والأرقى.. من السوبرانو إلى الآلتو والباص والتينور تتوزع الألحاح في تآلف موسيقي وهارموني جميل.

وفرق الكورال في بلدنا قليلة جداً وهناك بعض الفرق في بعض المحافظات ومنها طرطوس وفيها فرقتان الأولى «حنين» تأسست منذ أربع سنوات وتضم /24/ شاباً وشابة والأخرى تسمى «حلم» وتأسست منذ سنتين وتضم /20/ طفلاً وطفلة، وللإضاءة على هذه التجربة المهمة وفن الكورال بشكل عام التقينا الدكتورة نهى بشور مديرة الفرقتين ومؤسسة الكورال والمسؤولة عن كل النواحي الإدارية والتنظيمية وحتى المالية للفرقتين.‏‏

قالت الدكتورة نهى: الكورال فن غربي كنائسي الأصل شائع في بلادنا وهو دخيل على الفن الشرقي.. يعتمد هذا النوع من الفنون على التآلف بين الأصوات البشرية وهو اندماج عدة أصوات وعدة ألحان وتآلف هذه الألحان بما يسمى (هارموني).. واشتهر في الغرب باخ وموزارت بهذا النوع من الفنون الموسيقية.. أما أول من أدخل الكورال بمفهومه الحقيقي إلى الشرق فهم الرحابنة في أغاني السيدة فيروز.‏‏

وحول الفرقتين قالت: الفرقتان «حنين» و «حلم» مستقلتان عن بعضهما البعض ولكل فرقة تدريبات مستقلة عن الأخرى حيث تتدرب كل فرقة يومين في الأسبوع.. ويشرف على تدريب الفرقتين منار محرطم من توزيع للأغاني وتسجيل موسيقا الأغاني وتوزيع الأصوات وكل ما يتعلق بالنواحي الفنية.‏‏

وحول الأزمة التي تمر بها بلدنا ودور الفن في المقاومة قالت: لم تثننا الأحداث التي تشهدها سورية عن وقف نشاطاتنا بل كانت محفزاً لدعم بلدنا في هذه الأزمة الصعبة ونشاطنا الذي أقمناه على المسرح القومي في طرطوس بعنوان (بكرا بتشرق شمس العيد) هو الثالث خلال هذه الأحداث أحدها كان خلال الصيف الفائت تحت عنوان (انت الدنيا يا وطني) وآخر أقمناه في فترة أعياد الميلاد المجيد بعنوان (كلي إيمان).. علينا أن نستمر ونكمل طريقنا رغم الظروف فنحن متفائلون أن هذه الأحداث غيمة عابرة وأن غداً سيكون أجمل ومن هذا التفاؤل جاءت تسمية هذا النشاط ب (بكرا بتشرق شمس العيد).. وهدفنا تنمية روح الانتماء والتعاون وتأكيد هويتنا السورية وحبنا لهذا الوطن الغالي..‏‏

وعن طريقة العمل تتابع الدكتورة نهى: (حنين) عمرها أربع سنوات تضم نحو /24/ شاباً وشابة وقامت بعدة نشاطات ضمن محافظة طرطوس وكان مقرراً إقامة نشاطات خارج نطاق المحافظة لكن الأحداث أعاقت تنقلنا خارجها.. أما (حلم) فعمرها سنتان وتضم /20/ طفلاً وطفلة..‏‏

وعن نوعية الموسيقا المقدمة قالت: فرقة «حنين» تؤدي موسيقا هارموني («سوبرانو» الصوت النسائي الحاد.. و«آلتو» الصوت النسائي الخفيض.. و«التينور» لصوت الرجال العالي.. و«الباص» لصوت الرجال الخفيض) وتوزع الألحان فيما بينها لتشكل تآلفاً موسيقياً جميلاً.‏‏

أما فرقة «حلم» للأطفال تؤدي ثلاثة أصوات وتشكل تآلفاً موسيقياً فيما بينها.. هي سوبرانو و آلتو /1/ للفتيات، أما الصبيان لهم صوت واحد هو آلتو /2/ بسبب عدم اكتمال صوتهم الذكوري.‏‏

وعن تلقي الجمهور والجهات المطلوب تعاونها لإنجاح هكذا تجارب قالت: في محافظة طرطوس لا يوجد أي فرقة تؤدي بهذه الطريقة الفنية الموسيقية.. هناك فرق في المحافظات الأخرى لكنها قليلة العدد.. ونحن نطمح أن نعمل أكثر ونصل إلى مستويات أفضل، التعاون مع المسرح القومي كان جيداً ولم تواجهنا أي عقبات أثناء التحضير للعمل فأهمية مثل هكذا نشاطات هو تنمية الذائقة الموسيقية والعودة إلى فنون أصيلة وراقية وخلق مساهمة بحالة ونشاطات فنية في المحافظة التي تفتقر إليها، وهكذا نشاطات بالإضافة إلى الأهمية الفنية يتضمن الناحية الاجتماعية والتربوية التي تنمي حس العمل الجماعي واحترام نظم الجماعة عند الأفراد وتزيد من الروابط والعلاقات الاجتماعية بين مختلف البيئات، فالكورال خلق حالة فنية في طرطوس وأصبح له شعبية على مستوى المحافظة واستطعنا أن نصنع اسماً عريقاً لهذا الكورال بمجهودنا الجماعي الشخصي.. وأثبت الكورال كفاءة عالية في الأداء وفي استقطاب جمهور إلى حفلاته.. ونحن نحتاج لدعم كي لاتخسر المحافظة هكذا فرق..‏‏

وعن التوسع في العمل قالت: حتى الآن الفرقتان تشملان منطقتي صافيتا والدريكيش ونحن نسعى لزيادة الكورال للفئتين الكبار والصغار.. ونفكر في توسيع نشاط هذا الكورال بالمحافظة وضم أفراد إلى صفوفه من جميع مناطق وقرى طرطوس.. ولدينا موافقة للتدرب في مركز ثقافي صافيتا وأخرى في ثقافي طرطوس.. وطالبت د. نهى الجهات المعنية بتشجيع هكذا نشاطات ودعمها مادياً ومعنوياً للتخفيف من الصعوبات.. مؤكدة المعاناة في صعوبة تأمين المورد المالي والمدربين، بالإضافة إلى نقص في المعاهد الموسيقية على مستوى متقدم وقلة الخبرات.. مشيرة إلى أنهم يقومون بكل أعمالهم بمجهود شخصي وبتمويل ذاتي.. وهكذا نشاطات تحتاج لتنقلات وزينة وأجهزة صوت وتصوير لتوثيق حفلاته.. علماً أن العمل مع المسرح القومي وفّر علينا الكثير من بطاقات وأجهزة صوت وزينة على حد تعبيرها لكن إذا أردنا إقامة حفلات خارج المسرح القومي أو المركز الثقافي فهذا أمر مكلف جداً ونحتاج لدعم الجهات المعنية المحافظة والوزارة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية