إذاً .. كل الشغل في ( السليم ) .. في المضمون .. لدرجة قطع أشواط في كسر رقبة كل قواعد برامجها السابقة .
هل اطمأنّت وفاء كيلاني إلى أنها أحدثت ما يكفي من ( الفرقعة) الإعلامية المطلوبة و التي تكفل لها درجة مقبولة من الانتشار على الفضاء العربي .. حتى عادت أدراجها فيما درجت عليه من أساليب و تفانين محاورة ضيوفها .. ؟
لكن هل كانت تحاور .. أم تحاصر و تناور .. ؟
الغالب .. أنها تأكّدت من أنها حصّلت بصمتها الخاصة إعلامياً .. و أصبح لديها ( ستايل ) تقديم حصري .. فهدأت جمرة الرغبة العارمة في تحصيل مكان متقدّم في دنيا الإعلاميات الأكثر مقدّرةً على مناكفة و ( مناكدة ) الضيف .. استفزازه إلى درجة ( طق و فزر أوداجه ) .
في برنامجها الجديد ( نوّرِت –mbc ) تخفّ درجة الهجوم التي طبعت أداء الكيلاني في كلا برنامجيها السابقين ( ضد التيار ، بدون رقابة ) .. تخفّ المناورة والمحاصرة التي كانت تستخدمها سبيلاً لرفع درجات الغضب لدى الضيف و بالتالي استدراجه لقول ما لم يرد قوله .. وتسجيل اعترافات و ( مسبّات ) ما كان ليتفوه بها من دون استفزاز الكيلاني .
هنا .. في ( نوّرِت ) يختلف الأسلوب .. تنقلب إلى الضد .. تدلل و تهلل للضيوف .
تتسع لديها زاوية حصر الضيف الحادة لتغدو ثلاثمئة و ستين درجة .. يعني تنقلب طاولة حوارها من الشكل المستطيل إلى المستدير .. فلا زوايا يُحصر فيها الضيف .. إنما الانتقال من وضع الانفجار إلى الانفراج .
من أولى الانفراجات الاحتفالية التي تتوسّلها الكيلاني قطعاً للشك في يقين الانقلاب على طريقة تقديمها السابقة (الهجومية ) .. استخدامها كلمة ( نوّرِت ) عنواناً على سبيل الجذب غير المباشر .. و توطئة لجملة انفراجات و ترحيبات أخرى ستأتي طوال الحلقة .
هل حسبت وفاء كيلاني حساب أن تشتغل النيات (العاطلة ) لدى جمهور ضيوفها خشية من عدم تصديقها أنها هذه المرّة لن تهاجم .. فكان أن ألقت لهم عنواناً مثل ( نوّرِت ) طعماً ترحيبياً يشي بأمان و سلام الجلسة التي يذهبون إلى عقدها .. ؟
في ( نوّرِت ) ترتدي الكيلاني قفازات حريرية لغرض هدهدة ضيوفها .. و إن كان و حصل نوع من ( الوخز ) الناعم تجعله يأتي عن طريق ضيف غير رئيسي يحضر كصحفي .. يدلو بدلوه ناقداً أحد الضيوف .. كما حدث في الحلقة السابقة التي حضر فيها الصحفي عبد القادر عياد لينقد المصمم السعودي يحيى البشري .. حيث تواجد كل من : الممثل المصري أحمد السقا ، السيناريست السوري سامر رضوان ، الإعلامية الأردنية علا الفارس ، الممثل السعودي حبيب الحبيب .
هل لاحظتم أن حيلة تعدد الضيوف تأتي من باب توزيع الاهتمام من قبلها .. أما من قبلهم فلعلّها طريقة لجعلهم ببعضهم يرحبون .. يداخلون .. و يمدحون و يُمتدحون ..
أو ربما هي وسيلة الكيلاني كي ( تزوّغ ) و تموّه عدم قدرتها على الانضباط و التواجد دون شغب مع ضيف وحيد و دون شهوة المضي في حصره بزاوية حوارها الأكثر من حادة .
في آخر تفانين و أشكال الحوار لديها تحاول وفاء أن تبيض صفحتها .. أن تُنير على ضيوفها ..
لكن هل كانت حقيقةً ( نوّرَت ) عليهم بعد ترسخها للفعل ( عتّمت و ظلّمت ) ..
هل كان الأول بقوة الثاني .. و من الأكثر تأثيراً لدى جمهور متلقيها .. ؟