|
|
مشاكسات... الدراما السورية صناعة راسخة فنون ولعل الأزمة التي تمر بها سورية كانت النار التي امتحنت معدن هذه الصناعة فجاء ذهباً خالصاً ، هذه الصناعة ورغم الظروف وتخوف بعض المنتجين بداية من إنتاج أعمالهم للموسم الدرامي القادم إلا أنها سارت نحو الأمام رافضة التوقف ودارت العجلة مسجلة عدداً لا بأس به من الأعمال ، لا بل هناك شركات لديها أكثر من عمل ومخرجون يتصدون لإخراج أكثر من مسلسل . ولأنها واحدة من الصناعات الهامة كان لا بد من متابعة دعمها ومد يد العون لها كلما احتاجت لتحافظ على مكانها التي حفرتها بعرق أبنائها ، ولعل أحد أهم أوجه هذا الدعم المرسوم التشريعي رقم 33 للعام 2012 الذي صدر مؤخراً والقاضي بأن تعفى بنسبة 50 بالمئة من الضرائب والرسوم المالية والجمركية والبلدية ولمرة واحدة المستوردات الخاصة بمؤسسات وشركات الإنتاج الدرامي من القطاعين العام والخاص اللازمة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والسينمائي ، كما تعفى هذه المؤسسات والشركات بنسبة 50 % من ضريبة الدخل المترتبة على أرباح الإنتاج الدرامي وتسويقه لمدة ثلاث سنوات بدءاً من تكاليف عام 2012 ، كما تعفى أعمال الإنتاج الدرامي التي تثبت بكتاب رسمي من رسوم وأجور التصوير في الأماكن والجهات العامة . من شأن هذا المرسوم الذي يحمل نظرة بعيدة المدى وأكثر شمولية لمستقبل هذه الصناعة وآلية تطويرها ، أن يشجع المنتجين السوريين والعرب وحتى الأجانب على الاستثمار في الحقل الدرامي وبذلك تكون الدراما السورية قد خطت نحو الأمام في صيغتها التنافسية لتشكل ملجأ دافئاً وحضناً يمتلك كافة المقومات وعناصر القوة والاستمرار ، والتسهيلات والمغريات ، التي تفتح أفقاً واسعاً أمام الدراما والاستثمارات التي يمكن أن توظف فيها فتحفز المستثمرين على الإنتاج ، وتدعم الشركات العامة والخاصة السورية للسير بخطتها عبر خطوات ثابتة ملؤها الثقة ، وبالتالي قطع الطريق أمام من يريد سحب البساط من تحت أقدام هذه الصناعة بحجج واهية ومفبركة ، تلك الصناعة التي استطاعت الوقوف في وجه الريح العاتية وتابعت المسير .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
