تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى النكبة .. الفلسطينيون: المقاومة حتى استعادة الأرض ...القنيطرة .. الشاهد على إرهاب الاحتلال

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 16-5-2012
مدينة القنيطرة المحررة المدينة الشهيدة التي اغتالت معالمها يد الارهاب والاجرام والدمار الصهيونية قبيل انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي منها عام 1974 وبعد قرار وقف اطلاق النار بأسابيع معدودة وعلى مرأى ومسمع قوات الطوارىء الدولية ووسائل الاعلام الغربية..

يسمونها هيروشيما الشرق الاوسط نظرا لحجم الدمار الصهيوني الذي طال معالمها الانسانية والحضارية ودور العبادة فيها.‏

وخلال عدوانها السافر على الامة العربية في الخامس من حزيران عام 1967 احتلت اسرائيل محافظة القنيطرة بالكامل وهجرت سكانها بالقوة المسلحة من ديارهم وقراهم التي يزيد عددها على 247 قرية ومزرعة وبلدة فضلا عن مدينتي فيق في الجنوب والقنيطرة في القطاع الاوسط فيما سلمت خمس قرى مأهولة بالسكان في شمالي الجولان المحتل وهي مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة والغجر.‏

ومحافظة القنيطرة تتميز بأهميتها الاستراتيجية والجغرافية والاقتصادية بجزأيها المحتل والمحرر وطبيعتها الساحرة ومناخها المتميز حيث يصل ارتفاع اعلى نقطة فيها الى 2814 مترا في جبل الشيخ وهي اعلى نقطة في سورية وتتدرج بالانخفاض لتصل الى اخفض نقطة في بحيرة طبريا لتصل الى 214 مترا تحت سطح البحر الامر الذي ادى الى التنوع الزراعي والنباتي والمناخي فتكثر في الشمال المحاصيل الصيفية ومنها التفاح والتين والعنب والزيتون في وقت نجحت فيه المحاصيل الشتوية في الجنوب ومنها الحمضيات والبكوريات والموز وغيرها ناهيك عن توفر المياه الجوفية التي تقدر بمليار متر مكعب يضاف اليها الانهار والمسيلات السطحية والبحيرات ومنها بحيرتا طبريا في الجنوب ومسعدة في الشمال مع مرور نهر الاردن في الجزء الشرقي من اراضي الجولان ليشكل الحدود الطبيعية بين سورية وفلسطين المحتلة الامر الذي جعل هذه المنطقة الغنية محط اطماع الصهاينة منذ مطلع القرن العشرين بهدف نهب ثرواتها والسيطرة على موقعها الاستراتيجي المهم.‏

وبعد سبع سنوات عجاف عادت مدينة القنيطرة وعاد معها عدد من قراها وبلداتها الى السيادة الوطنية بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973 بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد لتبقى هذه المدينة الشاهد الحي على همجية الاحتلال الاسرائيلي الذي دمر كنائسها ومساجدها ولم تسلم المشافي من الدمار حيث حولتها قوات الاحتلال الى حقل للتدريب على الرمي بعد ان قتلت جميع نزلائها من المرضى والمرافقين لهم ابان عدوانها الاثم عام 1967 وبعد احتلالها بقي في المدينة أكثر من سبعة عشر مواطنا سوريا من المسنين والعجزة والمرضى عانوا من الاسر والاضطهاد والارهاب الصهيوني لاكثر من سبع سنوات بعد سقوط مدينة القنيطرة تحت الاحتلال منهم الحاج زهدي شكاي والذي بقي ووالدته المسنة في غرفة متواضعة تجاور منزله المدمر ليعيشا ليل الاحتلال الطويل والمرير وفجيعة الدمار المتعمد للمدينة.‏

ويروي الحاج زهدي كيف امضى الاعوام تحت نير الاحتلال وما لحقه من اذى جراء الممارسات الارهابية لجنود الاحتلال وقال مارست سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق أبناء مدينة القنيطرة أبشع الممارسات اللاانسانية من تشريد وقتل وتدمير ولم يبق فيها الا القليل من العجزة والمرضى ومنهم والدتي وتناقص عددهم تدريجيا خلال أشهر من 43 الى 17 مواطنا.‏

ويضيف شكاي خلال تلك الفترة بقيت في الغرفة المجاورة لبيتنا المهدم.. بيت العائلة وكانت زوجتي في دمشق مع طفلي الرضيع وعرض على الحاكم العسكري الصهيوني بالمدينة أن انضم اليهما أو السفر الى أي بلد أرغبه مع تقديم ما يلزم من خدمات وترفيه ومرتب مغر.. المهم الا أبقى في مدينة القنيطرة ولكنني رفضت وقلت له لو تقطع رأسي فلن أغادر أرضي ورغم المعاناة والقهر وسوء معاملة جنود الاحتلال الا انني لم أتوان عن تقديم الطلبات للم شمل العائلة والسماح لزوجتي وطفلي الرضيع بالعبور الى القنيطرة غير ان طلباتي تلك رفضت من سلطات الاحتلال.‏

وعن الدمار المتعمد للمدينة بعد قرار وقف اطلاق النار لفت الحاج زهدي الى ما قامت به قوات الاحتلال قبل انسحاب جيشها من المدينة حيث دمرت الياتها المباني والمدارس والمصارف وكل شيء مشيرا الى انه لم يستطع السكوت فاعترض الياتهم المدرعة بمعوله مرارا ما عرضه للضرب المبرح.‏

واستمرت انتهاكات الاحتلال التي لم ترحم الشجر والحجر والبشر داخل الجزء المحتل من المحافظة فأقامت الاسلاك الشائكة وامعنت في سياسة الاعتقال التعسفي الذي طال المئات من الشيوخ والاطفال والنساء لمجرد الاشتباه بهم ولم تسلم تربة الجولان من حقد الصهاينة الذين سرقوها وجرفوها الى عمق فلسطين المحتلة وتم تلغيم المنطقة بأكملها ودفن النفايات السامة في الكثير من المواقع فيها واستقدمت المستوطنين فأقامت اكثر من ثلاثين مستوطنة يضاف اليها العشرات من المعسكرات لجنود الاحتلال الذين يعيثون فسادا في الارض المحتلة دون ان يحرك العالم ومنظماته كافة اي ساكن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية