|
شباب مابعد الأزمة شباب ، فكان تواجدهم في مختلف الفعاليات ابتداءً بالمبادرات التطوعية وجلسات الحوار الوطني وليس انتهاءً بتشكيل أحزاب وترشح لمجلس الشعب. وهم في مجمل مساهماتهم السابقة يعملون كشركاء في صياغة المستقبل، وقد كان تركيزهم على تحقيق المواطنة الفعالة من خلال تفعيل دورهم على المستوى الاجتماعي والمدني والقيام بالواجبات كما المطالبة بالحقوق، والإشارة إلى الخطأ والمبادرة لتصحيحه وتغيير طريقة التفكير التي تحوي رفضنا للآخرين ورفض الآخرين لنا، نتيجة عدة عوامل ثقافية واجتماعية طالبوا بتغييرها، وتوجهوا بإصبع الاتهام الى المدرسة والتربية، فالمناهج المدرسية لا تركز على مواضيع تقبل الآخر والحوار، واعتماد التلقين بدل الإصغاء، وطريقة تدريس التربية الدينية التي تقوم على الفصل بين طلاب الصف الواحد وتناقضها مع العلوم التي يدرسها الطلاب في نفس السنوات الدراسية. فالأزمة التي أظهرت بوضوح المشاكل الاجتماعية كالكراهية والحقد، والتخوين نتيجة تحويل الاختلافات في الآراء إلى خلافات شخصية، خلقت عندهم في نفس الوقت الدافع ليس فقط لتجاوزها، وانما لتفكيك الأسباب التي أدت اليها. لذلك كان تركيز الشباب على إطلاق مبادرات شبابية ووطنية على مستوى واسع لتفعيل الحوار كجلسات حوارية، وحملات توعية، وطالبوا بفصل السلطات، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومكافحة الفساد، وفسح المجال للإعلام ليأخذ دوره كسلطة رقابية، واستخدام الوسائل الإعلامية لنشر ثقافة الحوار وتقبل الآخر، وتعزيز ثقافة الحوار عبر المقررات الدراسية والمؤسسات التعليمية، والتحاور مع أسر الشهداء والأشخاص المتضررين من الأحداث لجمع الشمل الوطني، والاهتمام بالمناطق الفقيرة، والقيام بحملات توعية لتغليب الانتماء الوطني على الانتماءات ما قبل linadayoub@gmail.com">الوطنية. linadayoub@gmail.com
|