تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الطب البشري بجامعة دمشق:كلية الطب مناقشات ساخنة لمشكلات بانتظار الحلول!

طلبة وجامعات
2012/5/16
براء الأحمد

جملة من القضايا تحدث عنها الاساتذة المشاركون في مؤتمر كلية الطب البشري الذي أقيم تحت رعاية جامعة دمشق وأجمعوا على أنهم بحاجة

إلى تضافر الجهود لانشاء مركز موحد للبحوث الطبية على مستوى عالٍ يكون النواة لكل الكليات الطبية والهيئات المستقلة التي لا تتبع لوزارة التعليم العالي ليصار إلى إنشاء فريق عمل يكون دعماً للجامعة والمريض معاً.‏

- ملحق طلبة وجامعات كان هناك والتقى عدداً من الاساتذة وحول ما سبق وأهمية الورشة التي أقيمت بعنوان «الخلايا الجذعية وتطبيقاتها» والهدف منها تحدثنا بداية مع الدكتور محمد سالم ركاب - نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية الذي أشار إلى أهمية موضوع الورشة وقال: تعتبر المعالجات بالخلايا الجذعية من أهم مواضيع العصر حالياً وآخر ما تعمل به مراكز الأبحاث العلمية الطبية لأنها أصبحت حلاً لمشكلات كبيرة كانت مستعصية وعلاجاً للكثير من الأمراض كمرض السكري مثلاً الذي من الممكن التخلص منه عن طريق زرع خلايا جذعية خاصة تعزز انزيم الأنسولين مرة ثانية.‏

وعلى هذا يؤكد د. ركاب على ضرورة توحيد الجهود لانه يراها مشتتة حالياً ويقول بضرورة العمل ضمن اطار منسق وخطة منهجية مبرمجة للتوصل إلى الحلول المرجوة.‏

وتعتبر جامعة دمشق هي الحاضن الأول والاساسي لهكذا عمل لدعم هذه الافكار وتوحيدها والبدء بالعمل الجاد والحقيقي.‏

مخبر للبحوث الطبية‏

وبدوره الدكتور فواز أسعد عميد كلية الطب قال إن الهدف من طرح هذا الموضوع تعريف شريحة كبيرة من الأطباء والطلاب بأهمية هذا العلاج في الحياة الطبية وتطبيقاته.‏

وأضاف: ليس المهم أخذ الخلايا الجذعية وحفظها بالبرادات. كي نقول إنه لدينا (500) ألف مواطن لديه خلايا جذعية، بل المهم أن نبدأ بتطبيقها بالنواحي العلاجية وهذا ما نفتقده. وسوف تسعى كلية الطب إلى إنشاء مخبر باسم مخبر البحوث الطبية بعد موافقة رئاسة الجامعة بالتعاون مع كلية الصيدلة وكلية طب الاسنان ونطالب بتضافر الجهود ونحتاج لتعاون العديد من المعاهد الأخرى لاتتبع لوزارة التعليم العالي مثل مركز التقانات الحيوية وهيئة الطاقة الذرية التي تتبع لمجلس الوزراء بحيث تجتمع جميع الكوادر المختصة بهذا الموضوع في سورية وماأقلها ومن غير المعقول أن تفتتح عشرة مراكز بوجود عشرين مختصاً فقط، لهذا لابد من جمعهم كلهم بإصدار قرار عالٍ جداً تحت مظلة ما على أن يعملوا في فريق واحد كي يخطوا خطوة حقيقية نحو الأمام، وقال د. أسعد إن افتتاح عدة مراكز لن يؤدي الغاية المرجوة منها لانها ستؤدي إلى التشتت الذي بدوره يؤدي لعدم الاستفادة من تلك الخبرات العالية.‏

-الدكتور مروان الحلبي - استاذ في كلية الطب ركز في محاضرته على موضوع عزل وحفظ الخلايا الجنينية من الحبل السري، فأفادنا قائلاً: كل يوم يكتشف مرض جديد يعالج بالخلايا الجذعية تمنح الفرصة للأسرة والطفل للاستفادة من التطورات العلمية للعلاج بالخلايا الجذعية. لهذا ركزتُ في دراستي على أنواع الخلايا الجذعية وطريقة العلاج فيها بشكل خاص، وكيفية حفظ وعزل الخلايا الجذعية من دم الحبل السري الذي يتلف بعد الولادة ويمكننا القول إن حفظ الخلايا الجذعية هو نوع من الحماية للطفل والاسرة وكل من يطابق مناعياً مع هذه الخلايا ضد الكثير من الأمراض في المستقبل.‏

العمل كفريق واحد‏

وبدورها الدكتورة تهاني علي - رئيسة قسم الطب المخبري تحدثت عن أهمية جمع الخلايا الجذعية المولدة للدم من الدوران وقالت في حديثها معنا: حالياً أكثر من 90? من عمليات زرع النقي هي من هذا المصدر من الدم. وذلك من خلال تحريض الخلايا الجذعية لدى المريض بالدوران المحيطي بإعطائه مادة تحرض لديه تلك الخلايا ويمكن أخذها منه بعد خمسة أيام من العلاج بدون ألم ولامشكلات وهذا ما يميز هذه الطريقة الجديدة عما كان يطبق سابقاً عندما كانت تؤخذ الخلايا الجذعية من النقي وما يرافقه من مشكلات وآلام للمريض وأحياناً حدوث وفيات خاصة المريض الذي لديه خلايا ورمية التي قد تتعرض للنكس. هذا إضافة إلى استخدام التخدير العام.‏

ويمكننا القول انه بتطور العلم والدراسات قد سهل على الناس التبرع بالدم واللجوء لهذه الطريقة، وللأسف نحن غير قادرين على تطبيقها على الرغم من أنها لا تحتاج للكثير وهي بسيطة كما سبق وأشرنا، ومردودها أفضل بكثير وتأثيراتها أقل من تأثيرات طريقة الاخذ من النقي وهي أفضل من دم الحبل السري الذي له أخلاقيات وتعقيدات معينة وكميته قليلة لا تفيد المرضى كبار السن إضافة إلى وجود بعض الأمراض الوراثية التي لاتظهر عند أخذ دم الحبل السري وتحتاج لفحوصات معقدة.‏

أفضل خيار لنا ولواقعنا فنحن نأخذ الخلايا من الدم المحيطي ونعطيها على شكل كيس دم للمريض وقد لانجمدها وتترك خمسة أيام فقط بالبراد وهي علاج للكثير من الأمراض مثل مرض التلاسيميا وفقر الدم المنجلي والأمراض الوراثية لذلك نحن نحتاج لتضافر الجهود والدعم من رئاسة الجامعة ورئاسة الحكومة من أجل العمل كفريق واحد.‏

مواكبة كل جديد‏

- الدكتورة لما يوسف - استاذة كلية الصيدلة تقدمت بدراسة شاركها فيها عدد من الاساتذة كفريق واحد وهم (د. مجد الجمالي، و د. سعاد عقله، د. ماهر سلمون، د. عصام قاسم، حيث ركزت الدراسة على الخلايا الجذعية السرطانية المسؤولة عما يسمى بالنكس بعد العلاج، وقالت: يعتقد بوجود خلايا تمتلك خصائص جذعية بحيث يحدث نكس، وبالتالي عندما نطبق معالجة كيميائية معينة نرى تراجعاً بالورم ونرى أن الخلايا السرطانية غير الجذعية استجابتها مختلفة عن استجابة الخلايا الجذعية للمعالجة الكيميائية والشعاعية.‏

وتوضح د. يوسف: أن هناك جدلاً كبيراً يثار حول الخلايا الجذعية اليوم حيث يعتقد أنها تعطي للمرض مقاومته للأدوية الكيميائية أو الشعاعية، وهي التي تجعله ينكس أو يهاجر وينتقل لأماكن ثانية. ونحن اليوم قادرون على عزل خلايا جذعية سرطانية من سرطانات ثدي لمريضات سوريات وقد بدأنا بتأسيس نموذج لاختبار معالجات كيميائية سواء هي موجودة أو معالجات حديثة مستقبلاً أو مشاركات بين هذه الأدوية بحيث يمكننا القول ما هي أفضل المشاركات الدوائية القادرة على القضاء على الخلايا الورمية غير الجذعية والخلايا الجذعية التي هي أشبه ما تكون للبذور الكامنة مثل الخلايا النائمة التي تكون قادرة لأن تعيد نموها من جديد.‏

معوقات بحثية‏

وعن الصعوبات التي تواجههم كباحثين تضيف د. يوسف: المشكلة انه ليس لدينا الإمكانيات المتعلقة باجراء البحث العلمي من بنى تحتية من مخابر وتجهيزات وأدوات فالبحث الذي قمت بإجرائه يتم في الهيئة العليا للتقانة الحيوية هذا اضافة إلى أن الوقت المخصص للتدريس لنا كأساتذة هو أكبر من وقت البحث العلمي فالوقت مضغوط. أما موضوع التمويل فهناك تمويل من خلال الموارد الذاتية للجامعات ولكن المشكلة تكمن بكيفية وصول الباحث لهذه الموارد المادية لانه لايزال هناك حلقات من البيروقراطية التي تفصل الباحث عن وصوله للموارد اللازمة. هذا غير التأخير الذي كان يحدث للأسباب ذاتها.‏

وحالياً أكثر مشكلة نعاني منها غلاء الكواشف التي تعتبر غالية الثمن أصلاً وكل الأدوات المتعلقة بالبحث العلمي وقد ازداد السعر بغلاء الدولار، ونتيجة الحظر هناك أكثر الأشياء الضرورية لاتصلنا إضافة لانقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى وقوع ضرر كبير على خلايا لها أهميتها تكون موضوعة بالحاضنة أو بالفريزر وتحتاج لدرجة (- 80)‏

ولابد أن نقول إن أهم ما نحتاجه أيضاً هو أن يكون هناك مركز متاح لكل الباحثين يكون النواة الاولى لهم وأن يكون مجهزاً بكل التجهيزات وإيجاد القوانين والتشريعات التي تساعد وتدعم دور الأستاذ الجامعي كباحث وأن لا يقتصر على موضوع التدريس وإغراقه بكم هائل من الدروس وأعداد كبيرة من الطلاب يكون على حساب الاستاذ والبحث العلمي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية