حيث أكدوا أن الإرهاب عمل جبان لا مستقبل له ولن يؤثر في عزيمتهم أو يقف في وجه مسيرتهم العلمية وأنهم سيواصلون دروسهم يوم غد رداً على الإرهابيين ومن يقف وراءهم مشددين على أهمية حملة العمل التطوعي كواجب وطني.
وبينوا أن السوريين بمختلف أعمارهم يجمعون على أن العلم والثقافة هما السلاح الذي يحميهم من الإرهاب ويشكل حاجزاً قوياً في وجه كل من يريد محو منارة العلم والعلماء في سورية.
ملحق طلبة وجامعات زار الكلية للاطلاع على تنفيذ هذه الحملة التطوعية وفي حوارنا بداية مع الدكتور جمال العباس عميد الكلية حول حجم الأضرار التي لحقت بمباني الكلية فقال:
أكثر من عشرة مبان تضررت جميعها من خلال انهيار الأسقف المستعارة وسقوط زجاج النوافذ بجميع الأبنية ومعظم الجدران الداخلية (جدران جبيس بورد) والكثير من الأبواب الخشبية للقاعات والمخابر والمدرجات.
ومنذ اللحظة الأولى وبإشراف من رئيس جامعة دمشق تم تشكيل خلايا عمل مؤلفة من إدارة الكلية ورؤساء الأقسام والمكتب الهندسي في الكلية للإشراف وإزالة كل الردميات والعمل على تلزيم متعهدين ممن لديهم الخبرة في المباني الجامعية وكذلك الدعوة إلى فرق تطوعية من الاتحاد الوطني لطلبة سورية والهيئة الإدارية في الكلية وجموع كبيرة من الطلاب المتطوعين.
العمل مستمر
وأشار عميد الكلية إلى أن العمل استمر منذ صباح يوم الجمعة حتى بداية الدوام الرسمي ليوم الأحد وبشكل جزئي استطعنا أن نكون جاهزين لاستقبال الطلاب في جميع الأقسام للقاعات الدرسية ما عدا بعض المدرجات التي كان الضرر فيها كبيراً جداً حيث تم إعلام الطلاب بعدم القدوم إلى هذه القاعات واستبدالها بقاعات أخرى ريثما يتم إصلاحها.
ما عدا مبنى الالكترون ومنذ اليوم الأول للتفجير شكلت لجنة لدراسة الحالة الإنشائية للمبنى بشكل عام نتيجة للضرر الكبير الذي لحق به.
وأضاف د. العباس: هذا العمل الإرهابي ما زادنا إلا إصراراً من إدارة الكلية والطلبة باستمرار العملية التدريسية بشكل عام بالرغم مما يرسم لها من توقف عن الدوام أو ما شابه ذلك لأن الحياة الدرسية أكبر مما يريده الإرهابيون لتعطيل الحياة في سورية على الصعيد العام وحتى على الصعيد الدراسي ولاسيما مع اقتراب الأوقات الامتحانية لهذا العام.
ولا يسعني إلا أن أشكر الإدارة الجامعية وعلى رأسها رئيس جامعة دمشق لمتابعته المباشرة وقدومه إلى الموقع والحث بالإسراع للقيام بأعمال الصيانة وعودة الحياة الطبيعية والطمأنينة إلى نفوس الطلاب بأسرع وقت ممكن.
أثرت في المخابر
وفي معرض جولتنا على الأقسام التقينا المهندس سعادة سعد عضو هيئة تعليمية ومشرف على مخابر الكيمياء وإن كان هناك أضرار أثرت في المخابر؟
أجاب: حالياً من حيث الناحية العلمية لا تأثير في العملية التدريسية حيث إن التجارب العملية قد أنجزت لكوننا في نهايات الفصل وبقي لدينا الامتحانات فقط وكذلك لا أضرار في الأجهزة وإنما فقط في الأثاث من أبواب وزجاج ومقاعد المدرجات والأبواب.
أما المهندسة رولا كيال مديرة المكتب الهندسي في الكلية فقد أشارت إلى ما تم إصلاحه في جميع الأقسام قسم التصميم الميكانيكي ومبنى الورشات القديم حيث تم الانتهاء من أعمال الصيانة والتصليح، ناهيك عن أغلب مباني الكلية حيث تمت عملية إزالة الزجاج المكسر بالأماكن المفتوحة من القاعات عدا الغرف المغلقة لما فيها من معدات الكترونية وعند فتحها سنقوم بإصلاح ما فيها من أضرار.
مع الطلبة
بعد ذلك قمنا بجولة مع الطلاب أنفسهم ولاسيما الكثير ممن التقيناهم كان في موقع الحدث عند حصول الانفجار: الطالب عصام رزق هندسة حواسيب وأتمتة قال:
سمعت صوتاً ضخماً ما أدى إلى كسر الكثير من النوافذ لدرجة أن إطار الألمنيوم سقط أمامنا وأحسسنا برعب وخوف كبير لم نعهده من قبل وبدوري استنكر هذا العمل الجبان والاستهداف العشوائي من قتل وتدمير وترهيب للمدنيين دون الاحتساب لهذه الأرواح الطاهرة والبريئة ليطول الناس بجميع أطيافهم من طلاب ومعلمين وعمال وموظفين.
أما الطالب خالد مطلق سنة أولى من قسم هندسة التصميم الميكانيكي فقال: إن سلسلة هذه التفجيرات أشعرتني كما وغيري بعدم الأمان والاستقرار ولا شك بأن لها تأثيراً بالغاً على الدراسة، ونتمنى أن ترجع الأيام إلى الوراء كما كنا قد عهدناها من أمان واستقرار.
الطالب حكمت بهجت الشامي من طلبة هندسة تصميم وإنتاج ومن سكان منطقة القزاز قال: عند خروجي من البيت بلحظات سمعت التفجير ولم يبق شيء في بيتنا إلا وهز وكسر وشاهدت بأم عيني الكثير من الجثث المتفحمة وشعرت بالضيق وساءت حالتي النفسية وأنا الآن في الكلية ولن يثنيني عن المجيء ومتابعة المشوار.
الطالبتان سماح ورهف من هندسة ميكانيك صناعات نسيجية قالتا: وجود هذا النوع من الإرهاب لن يؤثر فينا بل زادنا تصميماً وأكبر دليل وجودنا هذا اليوم في الكلية.
وتمنينا أن تكون لنا بصمة في المشاركة بعمليات التنظيف بإزالة الردميات وما شابهها.
وليقولوا متابعين ما ذنب هؤلاء الذين سقطوا جراء هذا التفجير وسنبقى نحب وطننا ونفديه بأرواحنا مهما عمل هؤلاء.
فيما أشار الطالب علي حسين من قسم هندسة الطاقة الكهربائية إن هذه الأعمال الإجرامية لن تثني سواعدنا عن متابعة المشوار من دخول الجامعة لأن هناك رسالة لابد من ايصالها لهؤلاء المجرمين.
بينما أردف الطالبان إسماعيل الصارم وبشار يوسف ميكانيك عام:
إن هذا العمل استهداف لعدم ممارسة حياتنا العملية والطبيعية وبالتالي فهو تعطيل لكل أشكال الحياة والهدف يكمن في استهداف الطاقات الشبابية والجامعية ولن يزيدنا إلا إصراراً وقوة لإتمام العملية التعليمية وللوصول إلى مبتغانا.
محمد"عكروش
m-akrosh@yahoo.com