تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حواس .... مربكة

ثقافة
الاحد 17/7/2005م
خزامى رشيد

(صمت الحواس) العرض الرابع للاوند هاجو بعد انعكاسات رحلة جسد ,

وتمرد العقل عروض مسرحية راقصة تتبنى الحالة التعبيرية تختلف العروض الاربعة بأشكال تعبيرها وقوة ادائها وخطوطها الدرامية الا ان التوقيع واحد فرقة رماد للرقص التعبيري يشارك فرقة ( رماد) اضافة الى مؤسسها ومدربها لاوند هاجو مجموعة من الشباب الاكاديميين المحترفين الدارسين في معهد الرقص التعبيري ,‏‏

‏‏

الى البعض الهاوين نموذج شبابي متنوع الامكانيات يهتم بصياغة خبرة فنية راقصة يقودها لاوند هاجو مصمم الرقص الكويغراف ومؤلف فكرة النص يشاطره اعضاء فرقته صناعة العرض , يطلق لاوند هاجو بداية عرضه الجديد (صمت الحواس) في دار الاوبرا في دمشق بفيلم سينمائي قصير بطله الاساسي هاجو حيث يمثل بحضوره الفردي في مستهل الفيلم تعبيرا فيزيائيا عن حركة الجسد وتعبيرات في الوجه ضمن جغرافيا المكان بأداء تعبيري صامت , منتقلا بعد التعبير الصامت المتأمل الى الرقص ليشكل حيزا حركيا راقصا في أجواء المكان المتنوع بين جبل وصخور وبحر ما يوحي بتعبير خاص مع الازياء المستخدمة والتي ترمز للانسان القديم في جغرافيا بكر يمتد فيها مساحة للصمت والتأمل والتلمس , الحواس التي نبتغي لكل منا ملامستها ومقاربتها بعيدا عن الاسمنت والضوضاء هي دعوة ربما للحظة صمت ولتلمس جغرافيا المكان بحواسنا العميقة هي السمع والبصر واللمس . قد يتبدى للمتلقي انه مدعو هو الاخر للمشاركة مع لاوند بحالة التناغم هذه مع نواحي الطبيعة البكر لولا ان هاجو دفع بمتلقيه لتخيل رغبات اخرى غير الصمت والتأمل بالنظر والسمع آخذا متلقيه الى رغبات اخرى كالطيران والتحليق في فراغ المكان فوق الصخور . ننتقل بعد هذه المشاهد التمثيلية الراقصة في المشهد السينمائي المتموضع على شاشة تتحرك صاعدة للاعلى معلنة بداية العرض المسرحي الراقص واثناء صعود الشاشة يظهر الراقصون على خشبة المسرح الخالية من اي ديكور مسرحي , يخرج الراقصون من اكياس قماش تعبيرا عن خروج الشخصيات من ارحام الامهات ما يذكرنا بتعبير تم استخدامه في مسرحية سابقة وهي رحلة جسد خروج الراقصين من براميل .‏‏

مع ظهور الراقصين على الخشبة تمهيدا لكشف سينوغرافيا عرض راقص توحي بتعبيرات جسدية خالصة مضافا اليها بعض الرموز كالسلحفاة المتموضعة في زاوية المسرح واللوحات الفنية التشكيلية للفنان الاسباني سلفادور دالي لحظة بدء رقص اعضاء فرقة رماد مع حضور السلحفاة واللوحات في اعلى الخشبة كلها مجتمعة ساهمت بتشكيل سينوغرافيا العرض مع اضاءة باهتة ومزيج موسيقي اقرب للموسيقا الافريقية , حضور السلحفاة واللوحات طيلة العرض شكل تعبيرا فائض الرمز والدلالة , تنوع هذه الدلالات ساهم بتشويش المتلقي وابعده عن كشف مفاتيح تفسر دلالاتها المتنوعة فهل السلحفاة هي رمز للحضور الزمني ??? ام هي رمز للاعاقة الجسدية ???? ام هي رمز لبطء الحواس ???‏‏

يثار المتلقي ايضا بمفردات الرموز التشكيلية من ناحية فهل استخدام لوحات دالي السريالية بالاجساد الانسانية المشوهة هي رمز لحواس صامتة ام حواس جسدية اشكالية تعبر عن ردة فعل فنية عبر من خلالها دالي عن تشوهات انسانية ما بعد الحرب العالمية الثانية تظهر اللوحات وتختفي لتظهر اخرى دون اي محاولة ربط درامية حقيقية مع التعبير الراقص لافراد الفرقة بتعبيرات اقرب الى الايماء منها الى الرقص التعبيري الذي اعتاد عليه جمهور هاجو في عروض سابقة الايماءة الجسدية توحي وتعبر عن حالات الاعاقة كالصم والبكم والشلل الدماغي والعمى , جسد كل حالة منها راقص ادى بأدواته التعبيرية مشاهد راقصة تدريبية كشفت للمتلقي تعبيرا عن الاعاقة المقصودة برز من هذه التعبيرات اداء مميز للراقصة عزة السواح ادته هي والطفلة جيدا الفرا تعبيرا عن اعاقة العمى تتحرك الطفلة الصغيرة وترقص على الخشبة هي الاولى عن حالة العمى لتدخل كيسا فتخرج منه الراقصة عزة تعبيرا عن الفتاة نفسها بعد ان كبرت حيث تستمر بحالة العمى للبحث عبر الرقص عن مفردات لتلمس فراغ المكان ادى كل راقص دوره الخاص للتعبير عن شكل الاعاقة المقصودة سواء بتعبيرات ايمائية تشير لشكل الاعاقة سواء الصم والبكم والعمى بالاضافة لبعض الاستخدامات الفائضة كالكرسي المتحرك والسرير الذي يشير لحالة سريرية خاصة بمعاقي الشلل الدماغي يتحرك الراقصون بأداء تعبيري خارجي دون اعتماد لبنية درامية واضحة تجسد ارتباطا قويا للعناصر المستخدمة في صلب العرض الراقص . الحالات الفردية التي اداها كل راقص على حدة تتوزع بفترات زمنية قصيرة الى حين يتم التواجد الجماعي للراقصين برقصة جماعية تكفل لعناصر العرض المفككة اعادة رسم محور وخط جماعي راقص لاحظنا ضعفه في هذا العرض مقارنة بعروض سابقة كانعكاسات ورحلة جسد . انتهى العرض مع رموز عديدة لها دلالات خاصة احتار البعض بتفسيرها ورأى البعض الاخر فائضا تعبيرا قد يجوز تأكيده والافصاح عنه بأدوات وسيناريو اكثر وضوحا وبساطة فلوحات دالي مثلا رغم سرياليتها تشكل تعبيرا وشكوى عن اعاقة روحية لانسان ما بعد الحرب وليس تعبيرا عن اعاقة جسدية حاول كل من شارك في هذا العرض تسليط الضوء عليها , رغبة الانعتاق والتحرر من كافة اشكال الاعاقات وهي التعبير المسرحي الواضح لاداء الراقصين .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية