ولقي نجاحاً كبيراً وتميز بنوع من الرقابة التي فرضها اتحاد المنتجين سواء على لجنة التحكيم أم على السوق بحيث كانت أداة الجذب لكل الإبداعات العربية . وعندما نجح لمدة سنتين متتاليتين تحت إشراف المنتجين العرب (يقول الأستاذ أكرم الجندي ) :
( قام التلفزيون المصري بخطف النجاح الذي أثمر عنه هذا المهرجان وجعله تحت اسم مهرجان القاهرة للتلفزيون وكانت البدايات مشجعة )
ويكمل الأستاذ الجندي حديثه بألم عن كيفية إجهاض المحاولة في أن يكون لسورية دور في استضافة المهرجان آنذاك, إذ يقول : ( سورية كانت المرشح الثاني لاستضافة المهرجان وكنت عضواً في اتحاد المنتجين العرب وقمت بنقل المهرجان في الدورة الثانية إلى سورية قبل أن يقام للمرة الثانية في القاهرة عام 1992 وعندما عرضنا الأمر على المسؤولين في التلفزيون كان هناك ترحيباً شديداًَ وشكلت لجنة برئاسة الفنان الكبير دريد لحام تضم حوالي عشرين مبدعاً من جميع القطاعات في الإنتاج وانتظرنا مدة سبعة أشهر ولم يخرج عن هذه اللجنة أي بصيص أمل يبشر في الدعوة للمهرجان أو تبنيه وكانت النتيجة أنه تم الاعتذار عن إقامة المهرجان في سورية بحجة ضيق الوقت وأقيم في القاهرة بعد شهر واحد .. وبالطبع إن أردت وأد عمل فشكل له لجاناً ) .
التحكيم بالأرقام
بلغ عدد أعضاء لجان تحكيم المهرجان 254 عضواً منهم 51 عضواً من مختلف أرجاء الوطن العربي بمن فيهم السوريون (اثنا عشر عضواً) بينما بلغ عدد أعضاء لجان التحكيم المصريين 203 أعضاء . ولدى الحديث بلغة النسب المئوية نجد أن نسبة المحكمين العرب بلغت 20,07 % تقريباً ونسبة المحكمين السوريين 4,73% تقريباً من كامل نسبة عدد أعضاء لجان التحكيم بينما بلغت نسبة المحكمين المصريين 79,9% . كما بلغ عدد لجان التحكيم أربع وعشرون لجنة منها عشر لجان للأعمال الإذاعية وأربع عشرة لجنة للأعمال التلفزيونية .
تنظيم سيئ
أكثر من مشارك قال (إننا عوملنا كأننا كومبارس) كما انتقد الفنان خالد تاجا طريقة تنظيم المهرجان قائلاً:
( فوجئنا برداءة تنظيم المهرجان فعندما ذهبنا لحضور الافتتاح وجدنا أن الوفود العربية ومنهم نحن قد أدخلونا من خلف السجاد الأحمر كي لا يتسخ السجاد الذي سيمشي عليه اخوتنا المصريون ومن هنا بدأت القصة فالمقاعد الأولى للمصريين واللقاءات التلفزيونية لهم أيضاً علماً أن المهرجان عربياً وليس مصرياً ) .
ردود فعل متباينة
لقي خبر الانسحاب ردود فعل إعلامية متفاوتة فبينما عقدت ندوة في قناة (دريم) تم خلالها شرح الموقف الحقيقي حاولت صحيفة الأخبار في عددها الصادر في الثامن من الشهر الجاري التقليل من أهميته فعرجت على الأمر ضمن موضوع بانورامي عن نتائج المهرجان ومما جاء في الصحيفة : (عقب إعلان عدد من الشركات السورية المشاركة في المهرجان سحب الأعمال التي شاركت فيها من المهرجان احتجاجاُ على النتيجة التي لم تأت على هواهم !! أكدت الدكتورة ماجي الحلوانى رئيسة تحكيم مهرجان الإذاعة والتلفزيون بأن اللجان مارست عملها بحرية كاملة وجاءت النتائج بإجماع الآراء دون تدخل أو توجيه من أحد) .