تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معربا تعيش معاناة صعبة ومريرة مع العطش وندرة المياه... رئيس مجلس البلدة : نقوم بمتابعة المشكلة لكننا لم نلق الاستجابة

قضايا المواطنين
الاحد 17/7/2005م
سميحة المرهش

وصلتنا رسالة من المواطن حسان مروان القيسي نيابة عن اهالي وسكان قرية معربا تحمل بين طياتها

معاناة القرية المذكورة من النقص الشديد للمياه جراء تأخر المتعهد عن اكمال المشروع ما ادى الى سوء توزيع ونقص كبير في المياه بسبب بانقطاعها لاكثر من عشرة ايام لعدة اسباب منها:‏‏

تركيب محولة كهرباء واحدة فقط لاحد الآبار الموجودة في القرية والذي استغرق اكثر من عام لتشغيلها بينما تركت الابار الثلاثة المتبقية دون محولات ودون استثمار حتى الان.‏‏

وفي المنطقة الشرقية للقرية يوجد خزان تجميعي بني منذ اكثر من خمس سنوات ولم يوضع في الخدمة حتى تاريخه اما في الجهة الغربية فيوجد اكثر من بئر مياه بحاجة الى مراقبة وتركيب محولة التي تعمل يوما وتتعطل اكثر من عشرة ايام بسبب عدم الاهتمام بصيانتها بشكل دوري.‏‏

كما تم تسليم متعهد في بداية هذا العام لتغيير شبكة المياه ضمن القرية فقام باجراء عملية الحفر في معظم شوارع وجادات القرية ما ادى الى تخريبها وتعطل معظم خطوط المياه وترك كل شيء على حاله ولم يعد الوضع الى ما كان عليه سابقا رغم مراجعة كل الجهات المعنية في وحدة المياه في التل وريف دمشق ومراسلة المعنيين بكتب رسمية لمتابعة المتعهد ولكن دون جدوى.‏‏

وسكان القرية يشترون المياه من الصهاريج كل ثلاثة ايام حيث يصل سعر الصهريج الواحد الى 300 ليرة سورية نتيجة عدم وصول المياه الى منازلهم ولقضاء حاجاتهم الاساسية من غسيل واستحمام.‏‏

وجراء هذا الوضع الصعب والمرير الذي يعاني منه السكان اتجهنا الى قرية معربا للوقوف على حقيقة الشكوى حيث شاهدنا جمهورا كبير ا من المواطنين متجمعين امام مجلس قرية معربا ينتظروننا بفارغ الصبر لطرح معاناتهم التي استمرت سنين طويلة.‏‏

مع الأهالي‏‏

والتقينا بعدد من الاهالي ومنهم :‏‏

المواطن عبد الغني حنتيتة الذي تحدث عن معاناة اهالي القرية قائلا : قرية معربا قرية قديمة قدم التاريخ ومنذ عهد الرومان كان الماء يسيل في بساتينها اما اليوم فاصبحنا نعيش بلا مياه في عصر اصبحت فيه وسائل التقدم والحضارة وعصر الاجهزة العلمية متوفرة ولاتزال قرية معربا محرومة من المياه.‏‏

في الأسبوع مرة واحدة فقط‏‏

المواطن خلدون الخطيب : اعاني من عدم وصول المياه الى منزلي بالشكل المطلوب حيث تصلني مرة كل ستة ايام واحيانا كل عشرة ايام وتأتي ملوثة نتيجة الانقطاع المستمر الذي يؤدي الى صدأ في الانابيب.‏‏

علما ان المياه الكلسية والملوثة قد اصابت العديد من السكان بامراض عديدة ومنها الامراض الكلوية وهناك بعض القرى المجاورة التي يقوم سكانها بنقل المياه محمولا على رؤوسهم واكتافهم من مسافة 40كم.‏‏

مشكلتهم صعبة ومريرة ولايمكن السكوت عنها ابدا وهم ينتظرون من الجهات المعنية تخليصهم من هذه المعاناة الشديدة.‏‏

العطش يغزوهم في الصميم‏‏

المواطن احمد علي الحوراني : نحن نعيش في قرية شبه نائية ذلك لان الجهات الخدمية في ريف دمشق تناستها تماما فغزاها المرض والعطش .‏‏

لذلك نأمل من مسؤولي محافظة ريف دمشق بجميع فئاتهم وضع حد لهذه المشكلة التي نعاني منها منذ سنوات ونطالب الجهات المعنية بوضع حد للمقصرين وايجاد الحل المناسب لقريتنا العطشى.‏‏

تأخر الشبكة الجديدة حرمهم من المياه‏‏

المواطن محمد امونة : يعاني اهالي القرية نقصا شديدا في المياه وقد قامت وحدة مياه التل بتمديد شبكة جديدة في بعض احياء القرية ما ادى الى نقص في كمية المياه وسوء التوزيع واهمال الجهات المعنية لمتابعة الامر حرم بعض الاحياء من المياه لمدة تزيد عن الخمسة عشر يوما يضاف الى ذلك عدم متابعة الجهة صاحبة العلاقة اعمال المتعهدين اثناء تركيب الانابيب ما ادى الى سقوط الاحجار والاتربة والاوساخ بداخل الانابيب ما جعلها ملوثة.‏‏

نرجو من الجهات المختصة تأمين المياه لسكان القرية والعمل على فحصها بحيث تكون صالحة للشرب.‏‏

15 عاما من الظمأ والفاتورة تلاحقهم‏‏

المواطن احمد حسن الخش : منذ خمسة عشر عاما لم تأت المياه بشكل جيد ومنذ عام 1998 كانت تأتيني فاتورة المياه بقيمة 500 ليرة سورية وبعد ذلك افاجأ من قبل جابي المياه بان قيمة الفاتورة اصبحت ب¯ 1500 ل.س بحيث صار التخمين عشوائيا من قبل موظفي وحدة المياه . والمواطن يتساءل : لم كل هذا الارتفاع بقيمتها والمياه لا تصل الى منزلي الا كل عشرة ايام تقريبا ونحن نشتري مياهنا من الصهاريج.‏‏

يرى المياه في الأحلام‏‏

المواطن محمد خرسة: انا اقيم في بلدة معربا منذ ستة وعشرين عاما وحتى تاريخه نعاني من قلة المياه قدمنا عدة شكاوى الى الجهات المسؤولة وكانت مراجعاتنا ذاهبة ادراج الرياح ونحن نشتري الفي لتر من الماء بمبلغ 400 ل.س وكل ما يهمنا ان نشرب ونحصل على قطرة ماء حتى بتنا نحلم بالمياه.‏‏

لذا نرجو من المسؤولين اخذ طلبنا بعين الاعتبار وتأمين المياه لهذه البلدة التي يقطنها اكثر من 15 الف مواطن.‏‏

مع رئيس مجلس البلدة‏‏

وحول هذه الظاهرة المأساوية وعن اسباب هذه المشكلة التي يعاني منها اهالي القرية التقينا السيد رئيس مجلس قرية معربا الذي حدثنا عن الاسباب والمشكلات التي ادت الى النقص الكبير في المياه حيث قال محولة الكهرباء الموجودة في مشروع مياه معربا الشرقي طريق المعهد العالي للعلوم السياسية تم المطالبة بها منذ اكثر من عام من اجل تشغيل الغاطسات الموجودة في المشروع والمسؤول عن تركيبها وتشغيلها مؤسسة المياه والصرف الصحي في ريف دمشق وبعد المطالبة بها اكثر من عام تم تركيبها ولكن لم يتم وضعها بالاستثمار والخدمة بسبب عدم تجهيز العداد والقواطع وبعد ان تم تركيب العداد والقواطع لم يتم وصلهما بالتيار الكهربائي بحجة ان هناك دائرة مسؤولة عن توصيل التيار الكهربائي وتمت المتابعة مع مؤسسة المياه حتى تاريخه ولم يتم الوصل.‏‏

اما الخزان التجميعي تمت المطالبة ببنائه منذ اكثر من خمس سنوات وكانت حجة المؤسسة بعدم بنائه فشل المناقصة مرات عديدة.‏‏

وتم بناؤه منذ اكثر من ثمانية اشهر والى الان لم يوضع بالاستثمار بحجة عدم وصل التيار الكهربائي للمحولة.‏‏

وبالنسبة لمشروع مياه الجهة الغربية فهو مؤلف من بئرين تابعين لمؤسسة المياه لا يستثمران اكثر من شهر خلال العام بسبب الاعطال المستمرة للمحولة والمحرك.‏‏

كما تم تسليم متعهد في بداية عام 2005 لتبديل شبكة المياه ضمن القرية وقام بعمليات الحفر في معظم شوارع وجادات القرية ما ادى الى تخريب الزفت في معظم احيائها وترك الردميات على حالها وتعطيل خطوط المياه الواصلة الى المنازل اضافة الى خطوط الصرف الصحي ولم يعد الوضع الى ما كان عليه سابقا وبالرغم من متابعة الامر من قبل الفرقة الحزبية ومجلس القرية والمواطنين للجهات المعنية ( وحدة مياه التل - مؤسسة المياه والصرف الصحي في ريف دمشق - الكهرباء في ريف دمشق ) ولكن دون جدوى. وفي البلدة القديمة فان وسائل النقل لا تصل اليها بسبب موقعها الجبلي فيضطر المواطنون القاطنون في تلك المنطقة الى شراء المياه من المناطق البعيدة وحملها على رؤوسهم واكتافهم هذا ما يحملهم اعباء مادية كبيرة هم بغنى عنها اضافة الى الاعباء الجسدية المرهقة وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود.‏‏

ويصل سعر صهريج المياه الذي يتسع لعشرة براميل الى 300 ل.س وهذا يفوق دخل اي مواطن وقرية معربا ملاصقة لمدينة دمشق ويمكن تغذيتها من مياه عين الفيجة وفي حال عدم توفر المياه في ابار القرية التي يقطنها اكثر من خمسة عشر الف نسمة من السكان الذين يشترون مياههم من الصهاريج المجهولة المصدر.‏‏

وبعد ذلك توجهنا مع رئيس مجلس القرية في جولة استمرت اكثر من ساعة اطلعنا خلالها على الوضع الراهن للمشكلة والاسباب التي ادت الى النقص الشديد للمياه وقمنا بالتقاط العديد من الصور التي تبين المعاناة الحقيقية التي يعيشها سكان قرية معربا.‏‏

هذا ما تضمنته معاناة المواطنين في قرية معربا ووضع المياه بشكل عام فنقلناه كما ورد على ألسنتهم.‏‏

ونأمل من المعنيين معالجة الوضع المأساوي المرير.‏‏

وان ما سجلناه قليل جدا عما رأيناه وسمعناه ولا يمكن تحمله نظرا لاهمية المياه وضرورتها لجميع الكائنات الحية وكما قيل الماء حياة.. وحيث توجد المياه توجد الحياة وما نأمله من الجهات صاحبة العلاقة الاسراع في حل هذه المشكلة وازالة اسباب وجودها حتى تعود الحياة ثانية الى هذه القرية المنسية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية