تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأخلاقيات الطبية .. على حافة هاوية أم في خبر كان?!... فتشوا عنها في صميم المناهج والموروث القيمي والأخلاقي لكل طبيب

علوم ومجتمع
الاحد 17/7/2005م
ملك خدام

د. حمودة :قسم أبقراط بحاجة لتعديل ضمن متغيرات أخلاق القرن الواحد والعشرين...

‏‏

د. هاشم :في أمريكا 44ألف مريض يموتون بطريق الخطأ ...‏‏

‏‏

د.جانو :حرصاً على سلامة النبع.. لابد من غربلة الكادر التدريسي...‏‏

‏‏

د.شحرور: الطب المسند والموثق خطياً يحافظ على أخلاقية العلاقة بين الطبيب والمريض...‏‏

‏‏

د.الشامي:علاقة الطبيب بالمريض شراكة لها استراتيجية واضحة وأهداف ونتائج‏‏

‏‏

علاقة الطبيب والمريض هي علاقة عمل مشترك لكل جزء في هذا العمل ولهذه الشراكة أهداف واضحة واستراتيجية ونتائج سيتم التوصل إليها..هذا مابدأ به ندوتنا الدكتور زياد الشامي اختصاصي الأمراض العصبية والألم والصداع المزمن من جامعات أميركا منذ 13 سنة وعن سبل استعادة أخلاقياتنا الطبية أضاف القول: أرى أن الاهتمام بأفكار علمية قيمة مثل CME والنظام الصحي المتكامل الذي تقوم به وزارة الصحة مع جهات التأمين مع عمل كونترول دائم على شهادات الخبرة مع دعم الطبيب من جهة أخرى بما يقدم له من معلومات ويتم حثه على متابعتها ومراقبة أداء عمل المشافي والعيادات الخاصة من قبل لجان أمينة تشجع المصيب وتعاقب المخطىء والمقصر من شأن كل ذلك أن يرفع سوية الطب في سورية.‏‏

الدكتور أحمد هاشم وهو مغترب سوري بأميركا منذ 15 سنة متخصص بالمعلوماتية الطبية من جامعة بتسبرغ وقد شغل منصب مدير دولي للقطاع الصحي لشركة ما يكروسوفت العالمية قال:إن الأخلاق الطبية هي من صميم المناهج التعليمية في الجامعات الأميركية فالطبيب ليس مطلوبا منه فقط أن يقوم بدوره بضمير بل واجب عليه متابعة كل جديد في التقانات الحديثة, ومن جهة أخرى إن وعي المريض لحقيقة مشكلته بعد اكتشافها تجعله يعرف كيف يتجه, وماذا يطلب, وأي طبيب يختار, فالمعلوماتية الطبية تساعد المريض في ذلك حيث يوجد نسخة في الانترنت عن ذاتية وحياة كل طبيب واختصاصه وكيفية الاستفادة من علاجات هذا الطبيب وفي حال كان الطبيب قد أخطأ أو ألحق أذى بأحد ما تعرض للأحكام الجزائية المفروضة بحقه وبالتالي فالمريض يأتي إلى طبيبه وهو يعرف عنه الكثير مسبقا, وإن الثقافة الذاتية التي يحصل عليها المريض من الانترنت تجعله في علاقة مسبقة معه عبر مجموعة من القوانين التي تحدد علاقته بالطبيب, وأرى أن الأخلاقيات الطبية يجب أن تكون مادة تدرس في الجامعات السورية كما هو الحال في كثيرمن دول العالم, حيث إن الجامعات العالمية لاتركز كثيرا في تقديم المعلومات الطبية للاختصاصي إذ من المفترض أنه تجاوزها بل تركز على كيفية تعامله مع المريض اخلاقيا ونفسيا وعاطفيا, فالمريض يأتي بحالة صعبة وعلى الطبيب أن يعرف كيف يخرج المريض من عيادته بحال أفضل نفسيا على الأقل, ومن هنا نحن نقول: فتشوا عن الأخلاقيات الطبية في صميم المناهج والموروث القيمي والأخلاقي لكل طبيب.‏‏

ما دور المعلوماتية بتصويب الأخطاء? لقد حدث أن ممرضة أعطت C.Dيتضمن معلومات عن حالة المريض مريض قلبي وهو لمريض آخر.‏‏

الأخطاء الطبية صفة عامة تحصل بكل مكان في أميركا 44 ألف مريض يموتون سنويا بطريق الخطأ والتطبيقات المعلوماتية تخفف هذه الأخطاء عبر:إعطاء الطبيب والممرضة تذكرة خاصة عند اللزوم عن الوقت المناسبة لإجراء عمل معين ووضع كل شيء ضمن ملفات مستقلة يخفف من خطأ -استبدال معلومات مريض بآخر - كما أن إجراء عمليات لأشخاص خطأ يتم تجاوزه بالمعلوماتية الطبية عبر ما يسمى بالتشفير العمودي (باركودنيك) كما أن القيام بدورات تدريبية لكافة أعضاء الطاقم الطبي والتمريضي على المعلوماتية الطبية يساعد على تلافي هذه الأخطاء عندما تدخل المعلوماتية في نسيج عملهم اليومي إذ لايكفي معرفة قواعدها دون أن تصبح منهج عمل متكامل في الطب وبين الأطباء..‏‏

الدكتور غسان جانو اختصاصي أمراض الدم والسرطان واستاذ في جامعة شيكاغو قال: أرى أن النقطة الأساسية التي ينبغي الانطلاق منها في عملية حقل الأخلاق الطبية هي تأهيل الطالب بصورة صحية ويتم ذلك عبر:‏‏

أولا: وجود كادر تدريسي راق يتم غربلته تباعا عبر آلية ديمقراطية يتم اعتمادها عبر ادخال دور تقييمي للطلاب بمستوى أداء كل استاذ فينبه الاستاذ الذي يحصل على تقييم سيىء من قبل طلابه ويشاد بالاستاذ الذي كان تقييمه جيدا وإذا استمر الأول في سوئه ينحى جانبا عن التدريس ويحول للمشافي بدلا من أن يبدأ الطالب باستقاء معلومات ضحلة منذ البداية.‏‏

ثانيا: إشراك قطاع المشافي الخاصة المميزة في العملية التدريسية عوضا عن بقاء الازدحام والضغط الطلابي في بعض المشافي ما ينعكس سلبا على الخبرة التي قد يكتسبها الطالب ولا شك أن تلك المشافي الخاصة التي لن تتكبد أي خسائر مادية سترحب بذلك ويتم متابعة الأمر عبر لجان متخصصة بذلك.‏‏

ويتابع د.غسان القول: إن علاقة المصارحة الطبية بين الطبيب والمريض فيما بعد تؤسس لشراكة إيجابية وثقة متبادلة بين المريض والطبيب ما يعزز الحالة الأخلاقية بصورة ايجابية فكيف سأعطي مريضا علاجا كيماويا دون علمه, ألا يجب أن يعرف أعراضه ونتائجه وما سيتمخض عنه, ويجب وضع حد لمسألة عدم الثقة التي تترسخ عبر لوحات اعلانية يضعها الطبيب في الشارع ومكتوب عليها أنه اختصاصي من عدة دول أوروبية بينما هو في حقيقة الأمر لم يذهب الى تلك الدول سوى بهيئة سائح لشهر أو شهرين ولا يحق له أن يدعي أنه اختصاصي من جامعاتها ثم أين المتابعة من قبل نقابة الأطباء لذلك, الأمر الذي لا يجوز ولا تقبله الأخلاق والأعراف.‏‏

د.عماد حمودة اختصاصي الأطفال في الجامعات الأميركية قال: إن الطبيب ملتزم منذ قسم أبقراط بأخلاقياته الطبية وبالقسم الذي يؤديه كل طبيب عبر أنحاء العالم لضمان التشخيص والمعالجة الكاملة التي تحقق المنفعة الصحية للمريض, أما في عصرنا هذا فقد بدأت الأخلاقيات الطبية تتعقد.‏‏

وماذا بقي من هذه الأخلاقيات أو ماذا بقي من قسم أبقراط?‏‏

الحقيقة إن قسم أبقراط بحاجة الى تعديل ضمن متغيرات القرن الواحد والعشرين, لقد عرف أبقراط قداسة العلاقة بحيث لا تؤذي المريض من جهة وتحترم خصوصياته من جهة ثانية ولكن القانون يعفي من ضمان النتيجة دون تعليم مستمر وهذا مخالفة لقسم أبقراط.يأتي المريض أحيانا الى الطبيب فلا يسجل الأخير أي معلومات عن المريض?! هذا أيضا انتهاك لحرمة المريض ومخالفة للقسم .‏‏

لو طرحنا فكرة إطلاق رصاصة الرحمة متى تكون وما الأخلاقيات التي تحكمها..?‏‏

حالة الموت السريري تعتمد على عدة أشياء(مرض مزمن أو حاد) ولكن الحالة تكون أصعب بوجود طفل صغير ويجب أخذ قرار إنهاء حياته, أعتقد أنه يجب رسم وتوضيح العلاقة منذ البداية والعلاج هنا وقائي أو مثبط للنوبات الألمية بحالة صعبة طبيا أو ميؤوس منها وبعض المرضى يكتب ضمن وصيته لا تنعشوني عندما أشارف على الموت لذلك يجب أن يكون قرار إنهاء الحياة من قبل لجنة طبية متكاملة لكي لا يتحمل الطبيب تبعات هذا القرار الصعب.‏‏

الدكتور نعيم شحرور-رئيس قسم الصدرية في مشفى الأسد الجامعي بدمشق,ومنسق أعمال الجمعية الطبية السورية-الأميركية,ورئيس المؤتمر الطبي السوري الأميركي ,الذي أجري مؤخراً في مشفى الأسد بدمشق بين 26-30 حزيران المنصرم.قال في تعقيب على موضوع الأخطاء والاختلاطات الطبية وعلاقتها بتدهور القيم الأخلاقية عند بعض الأطباء: هناك صعوبة في الحكم على هذا الموضوع من زاوية أخلاقية,بحيث يمكن الجزم بأن هذا الطبيب قد أخطأ أو قصر أو أهمل..وربما صح هذا كثيراً عند أطباء الأشعة,لأن 1000/1 من المرضى يتحسسون من المواد الظليلية وتحدث عندهم الاختلاطات,ولذلك كان التعاون رحيماً بشأنهم.. من جهتي,أرى في وجهة نظر,أن يتم كتابة وتدوين كل شيء فيما يخص الاتفاقيات التي تبرم بين المريض والطبيب وبحيث يرد ذلك بصورة خطية ومفصلة في فايلات المرضى وأضابيرهم الطبية,ومبدأ الطب المسند والموثق خطياً,موجود في جميع أنحاء العالم, وإذا اختلفت قواعد عملية معالجة كل مريض فالمبدأ العام واحد,فإذا مااتبعنا ذلك بحرفية يرتاح الطبيب ونريح المريض.. ويغدو الأمر بكل بساطة سلساً ومقبولاً للطرفين حين نحدد أولويات التعامل مع هذا المريض بشكل موثق وصريح..من جانب آخر, يرى د. شحرور ,أنه يجب متابعة عمل كل طبيب من قبل لجان متخصصة عبر فايلات المرضى الذين يتعالجون لديه ومقارنة هذه الفايلات مع فايلات مرضى آخرين في عيادات أو مشاف أخرى,لنحدد مسؤولية الطبيب التقصيرية,فيما لو تجاوز النسبة المتعارف عليها في حدوث الأخطاء أو الاختلاطات..‏‏

وبالتالي,نتوصل في النهاية,إلى أن الطب المسند والموثق خطياً,يحافظ على أخلاقية العلاقة بين الطبيب والمريض,من خلال اجراءات حسابية وقواعدية تنظم تلك العلاقة وتضبطها .‏‏

أخيراً..اختتم الأطباء ضيوف ندوتنا ملف هذا الموضوع المتعلق بالاخلاقيات الطبية بالتوضيح: إنه في أميركا شطط بحق الطبيب,والمستفيد الأكبر من هذا الشطط المحامون الأقرب إلى مراكز صناعة القرار,الذي يصورون المريض دائماً على أنه هو الحلقة الأضعف,وصاحب الحق أبداً,ولا يستطيع الطبيب الاعتراض حتى لوتبين فيما بعد أنه كان مصيباً في العلاج ولم يخطئ.‏‏

أما في سورية,فالشطط هو بحق المريض,المغلوب على أمره,والذي عليه أن يتجرع الألم والمعاملة السيئة والأذى من بعض الأطباء, بفم ساكت...وإجمالاً..لا يصح هذا ولا ذاك..ولابد من وضع النقاط على الحروف في قوانين جديدة تعطي لكل حقه فلنمنح الطبيب كامل حقوقه عندما يصيب,ونسحب شهادة مزاولة المهنة عندما يخطىء أو يخيب..‏‏

وعلى نقابة الأطباء تفعيل دورها أكثر,ولتبدأ من زيارة عينة عشوائية من العيادات لتجد على اللوحات الاسمية المضاءة في الشوارع أطباء تجرؤوا على نسب اختصاصات زعموا أنهم حصلوا عليها من فرنسا وبريطانيا و بلجيكا الخ..‏‏

وفي حقيقة الأمر,هم مازاروا هذه البلدان إلا سائحين وليسوا دارسين..‏‏

فهل تصدق يارعاك الله..‏‏

إن أحد الأطباء المعروفين من قبلنا,قد فتح عيادتين واحدة في ريف دمشق,والأخرى في المدينة..‏‏

وراح يمارس عمله وهو يراوح بينهما ,ويستقبل كل المرضى من كافة ا لاختصاصات (أذنية-أنف-حنجرة-عينية-داخلية- وهضمية- قلبية- نسائية- أطفال)..‏‏

فما رأي نقابة الأطباء بهذا الطبيب الشامل في زمن اختصاص الاختصاص?!!!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية