بتمويل عدد من المشروعات الواعدة في قطاع النفط والغاز في سورية.
وصرح الدكتور إبراهيم حداد وزير النفط والثروة المعدنية (للثورة) خلال ترؤسه وفد الجمهورية العربية السورية لاجتماعات مجلس إدارة (أبيكورب) الذي انعقد في مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي أنه بناء على الدعوة التي وجهتها وزارة النفط لمدير عام أبيكورب ولعدد من المديرين المختصين في تمويل المشروعات في أبيكورب لزيارة سورية قبل ثلاثة أسابيع وبعد أن تم تدارس مجموعة من المشروعات الواعدة في قطاع النفط والغاز وصناعة تكرير النفط في سورية وبعد المباحثات التي أجريت مع الشركة السورية للنفط ومصفاة بانياس ومصفاة حمص والشركة السورية للغاز وعدد آخر من الشركات النفطية السورية أوصى مدير عام شركة أبيكورب لاجتماع مجلس الإدارة بتمويل عدد من المشروعات التي تعتزم الشركات النفطية السورية الاقلاع بها.
وعبر الدكتور حداد خلال المباحثات عن أمله في مساهمة (أبيكورب) في تمويل مشروع مصفاة دير الزور التي أنجزت دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لها ومشروع انشاء معمل سماد جديد ومعمل لحمض الفوسفور بالتعاون مع وزارة الصناعة وانجاز خط نفطي من مدينة حمص الى الحدود الأردنية.
كما بحث انشاء معملين لمعالجة وتسييل الغاز في المنطقة الوسطى بالقرب من حمص.
وعقدت إدارة (أبيكورب) التي زارت سورية مباحثات استثمارية مع كل من الدكتور أحمد معلا مدير عام الشركة السورية للنفط والدكتور أحمد الشيخ حمود مدير عام مصفاة حمص والمهندس غسان صقر مدير عام مصفاة بانياس والمهندس علي عباس مدير عام الشركة السورية للغاز والدكتور عبد الله عبد الرحمن مدير عام شركة الفرات ومدير عام شركة دير الزور للنفط.
وتم خلال اللقاءات المكثفة مع الشركات السورية العاملة في قطاع النفط استعراض الفرص الاستثمارية في القطاع النفطي وفرص وتحديات تمويل المشروعات لقطاع الطاقة في سورية.
وعبرت إدارة (أبيكورب) عن استعدادها للمساهمة في دعم الاستثمارات النفطية في مجالات صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات وتطويرها في سورية سواء عبر المشاركة في ترتيب وتدبير التمويل اللازم للمشروعات النفطية أو المساهمة في رؤوس أموال المشروعات.
وساهم استمرار عزوف المستثمر العربي عن الاستثمار خارج المنطقة العربية في تعزيز الاقتصادات العربية التي تشير التقديرات الأولية إلى أنها حققت معدلات نمو جيدة بلغت في المتوسط قرابة 5.1% في عام 2004 مقابل نسبة نمو بلغت 4.3 عام .2003
وفي ظل محدودية قنوات الاستثمار المحلي فإن زيادة السيولة النقدية في أسواق دول المنطقة قد أدت الى ارتفاع مؤشرات البورصة المحلية الى مستويات قياسية خلال العام الماضي.
(تحسن ملحوظ على أداء صناعة البتروكيماويات)
تشير الدلائل الى أن أداء صناعة البتروكيماويات العالمية قد شهد تحسناً ملحوظاً خلال عام 2004 نتيجة لانتعاش الاقتصاد العالمي وما تبعه من ارتفاع في الطلب من جهة وتباطؤ النمو في الطاقات الإنتاجية الإضافية من جهة أخرى.
وانعكس ذلك ايجاباً في زيادة مبيعات وربحية صناعة البتروكيماويات والأسمدة العربية في العام 2004 نظراً لما تتمتع به المنطقة العربية من ميزة تنافسية تعززت بصورة كبيرة على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة المتوالي في السنوات الثلاث الماضية.
(مشروعات أبيكورب)
من المستغرب أن الحكومة السورية لم تستفد حتى اللحظة من الإمكانات المتميزة للشركة العريية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) رغم مرور قرابة ثلاثة عقود على تأسيس الشركة مع العلم أن الحكومة السورية هي إحدى الدول المؤسسة للشركة ولها حصة من أسهمها منذ عام .1975
ورغم أن (أبيكورب) حققت حضوراً استثمارياً لا ينافس في قطاع النفط والغاز وصناعة التكرير في الوطن العربي إلا أنها لم تستطع حتى اللحظة النفاذ الى السوق السورية والاستثمار فيها علماً أن رأسمال الشركة قد تضاعف من 550 مليون دولار عند اكتتاب الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) في أسهم الشركة عام 1975 ليصل في نهاية العام المالي 2004 الى مليار ومئتي مليون دولار أمريكي.
تتوزع أصول (أبيكورب) الصناعية في قطاع البترول والبتروكيماويات والمصافي وصناعة الاستخراج وخدمات التحميل والتخزين البترولي وخطوط الأنابيب والتوزيع ومصنع تحويل الغاز الى مشتقات بترولية ومصانع تسييل الغاز ومصانع البتروكيماويات ومصانع الأسمدة وناقلات النفط وتمويل الطاقة.
(نجاح استثماري سوري في جدة)
نجحت وزارة النفط بامتياز في تبني مجلس إدارة (أبيكورب) بالاجماع توصية الإدارة التنفيذية بشأن الاستثمارات النفطية المعروفة في سورية ويعتبر هذا النجاح مفيداً باتجاهين الأول أن (أبيكورب) هي الشركة الأكثر خبرة في المنطقة العربية في الاستثمارات النفطية وتشهد لها أعمالها طيلة 29 عاماً خلت أنها استطاعت استقطاب أفضل الخبرات الاستثمارية في الوطن العربي.
والاتجاه الثاني أن (أبيكورب) لديها الاستعداد والقدرة على الدخول بشكل مباشر كمساهم في المشروعات النفطية المجدية اقتصادياً وهذه المسألة تتيح لإدارة المشروعات الاقتصادية السورية أن تتكئ على خبرات أبيكورب التي ساهمت في العديد من المشروعات النفطية في الوطن العربي.
نجاح وزارة النفط في استقطاب (أبيكورب) للعمل مع شركاتنا النفطية يحتاج الى جهود موازية وقد يكون المطلوب جهوداً مضاعفة مع الهيئات الوطنية المشرفة على الاستثمارات كي تصبح هذه المشروعات حقائق على الأرض فهل نسرع الخطا?!