أو في الخارج القريب والبعيد، فإن هذا الحديث يقودنا إلى الأسباب الحقيقية لهذه المأساة الإنسانية، والتي في مجملها تعود إلى المخططات العدوانية ضد سورية.
فمنذ بداية المشروع الإرهابي الأميركي الصهيوني والذي بدأ على مراحل، عمدت دول العدوان إلى زج كل إمكاناتها السياسية والمالية والعسكرية وانتهاء بالإعلامية لخدمة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، وراحت تصورها على أنها قوى معارضة، وحتى بعد أن اقتنعت معظم دول العالم بأن هذه التنظيمات إرهابية ويجب محاربتها والقضاء عليها، وصدرت بهذا الخصوص قرارات عديدة من مجلس الأمن الدولي.
إلا أن الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في الشرق والغرب ما زالوا يدعمون هذه التنظيمات بكل أنواع الدعم، وهذه الدول ذاتها راحت بمناسبة وبغير مناسبة تتباكى على السوريين، وهي التي تذبحهم كل يوم بالساطور الإرهابي، أو بسواطير الجوع والمرض والبرد والحر التي تم تسليطها على رقابهم في مخيمات اللجوء، كما هو حاصل في مخيمي الركبان والهول اللذين تديرهما القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية بالتعاون مع أدواتها الإرهابية داعش وقسد.. هذا في الداخل.
وفي الخارج لا تقل مأساة السوريين ومعاناتهم عما يعيشه إخوانهم في مخيمات الداخل، وخاصة في دول الجوار الأردن ولبنان وتركيا فإن هذه المخيمات، فتحتها حكومات هذه البلدان من أجل المتاجرة بإنسانية السوريين المهجرين من بيوتهم ومدنهم بفعل إجرام إرهابيي هذه الدول، وهي ما زالت تواصل فعلها القبيح الذي لا يقل سطوة عن إرهاب داعش والقاعدة وغيرهما، من خلال فتح أبواب البازارات الإنسانية على مصاريعها لجني حفنة من الدولارات المغمسة بدم السوريين ودموعهم، وذلك على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
ولم تبقَ سوى الدولة السورية بدعم من حلفائها وأصدقائها تسعى وتعمل ليلاً نهاراً من أجل تطهير الأراضي التي يوجد فيها الإرهابيون من رجسهم وإجرامهم، وتأمين عودة المهجرين إلى مدنهم معززين مكرمين.