ومع بداية كل عام دراسي تكثر تأكيدات وقرارات التربية ومديرياتها لتكون جميع المدارس على أهبة الاستعداد واتخاذ جميع الإجراءات المتعلقة بتجهيزات المدارس وتأمين المستلزمات ذات الأولوية التي تحقق الاستقرار المطلوب للعملية التربوية والتعليمية سواء ما يتعلق بتأمين الكتب المدرسية وتوزيعها وتوفر الكادر التعليمي والتدريسي لجميع المواد لتنطلق الدراسة الفعلية منذ اليوم الأول في المدارس.
إلا أن المثير للتساؤل، أنه حتى بعد مرور فترة ثلاثة أسابيع من بدء المدارس نلحظ كثيراً من شكاوي الأهل والطلاب حول مشكلات عدة في مدارس مختلفة في المدن والأرياف حيث المعاناة من نقص المدرسين لمواد مختلفة ولجميع المراحل ولا سيما صفوف الشهادات العامة، إضافة لمعاناة تأمين الكتب خاصة الكتب الجديدة التي تدرس هذا العام.
كما أن التباين في تأمين مستلزمات العملية التعليمية بين مدارس وأخرى يعكس مشكلات أخرى حيث يسعى الأهل لنقل أبنائهم من مدرسة تعاني من نقص في الكادر إلى مدرسة أخرى لا تعاني من النقص، أو اللجوء للنقل إلى المدارس الخاصة لطلبة الشهادات حرصاً على عدم ضياع الوقت وحدوث خلل في كم الدروس والمنهاج المقرر للعام الدراسي.
ومتعارف عليه تكرار حدوث صعوبات تأمين جميع المستلزمات بداية المدارس، علماً أن إجراءات هذه المستلزمات من تنقلات الكادر وإصدار التشكيلات وتأمين الكتب للمستودعات المدرسية وتوزيعها وتأمين المعلمين والمدرسين من المفروض أن تكون قبل بدء الدراسة تفادياً لأي مشكلات لاحقة جراء الخلل في هذه المستلزمات.
ولأن استقرار العملية التعليمية هدف يسعى الجميع لتحقيقه لعام دراسي متكامل وناجح يبدو مهماً جداً أن تعالج مشكلات بدء الدراسة وتعطى الأولوية الأكبر للتربية ومديرياتها خاصة تأمين الكادر التدريسي والكتب لما لذلك من أثر على الطلبة وحرصاً على عدم ضياع الوقت وهدر أي مجهود من شأنه أن يساهم مع باقي الجهود الأخرى بإنجاح العام الدراسي واستقراره، وحتى لا تبقى تأكيدات التربية وقراراتها في دائرة التكرار كل عام.