تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سلة ورق

اضاءات
الخميس19-9-2019
شهناز فاكوش

يتحدث السياسيون وتكثر المصطلحات المتداولة في تصريحاتهم وحواراتهم، وخاصة إن كانت الحوارات نتيجة لقاءات بين (الكبار) تسمية رائجة في عالم الإعلام، وتزداد عقدة الملفات تشابكاً كلما كانت الإنجازات العسكرية السورية تحقق نصراً إثر نصر.

خبرة تزداد على مائدة السياسة، في الحرب على سورية، بالتزامن مع خبرة الجيش في محاربة الإرهاب، وخبرة المواطن السوري في تحمل أعباء الحرب وضائقة العيش في ظل الحصار لأجل الحفاظ على قطرة الكرامة ما يكسر لهاث الإرهاب.‏

على طاولة السياسة لم تكن الأوراق جميعها واضحة، ولم تكن كل الأطراف صادقة وملتزمة، فهاهو أردوغان يطرح أوراقاً وتعهدات لا يفي بها متخذاً مسارات الخداع، وهو ضامن في مجموعة تلتزم بأوراقها، لخلاص سورية من الإرهاب الواقع عليها.‏

استطال شر أردوغان، فَشَبَقُ المنطقة العازلة وشهوة السلطنة، جعلتاه يلتقط القمامة من السياسة، في غياب الوعي والعقل عنده، الذي يتهدم أمام أحداث تركيا الداخلية، وما أصاب حزبه من تصدع، والخسارة التي منّي بها في انتخابات بلدية اسطنبول.‏

اسطنبول المفترض أنها ملعبه السياسي، وتزيد أنقرة من استشاطة غيظ الرجل، ما جعله يتخبط في تحويل وجهته، من أميركا إلى روسيا، في محاولة كسب الشارع المحلي، وخاصة أميركا تدعم الأكراد في سورية وتركيا وأحزابهم المعارضة فيها.‏

ورقة الأكراد يضعها أردوغان دائماً في سلة أوراقه السياسية الداخلية، لتحريض الشارع التركي ضدهم، وضد طلبهم تقسيم المنطقة، وهذا فقط يوافق أوراق الضامنين حلفاء سورية وسياستها الداخلية حفاظاً على وحدة الأراضي السورية وسيادة دولتها.‏

انشقاق حزب العدالة والتنمية على ذاته يرهق أردوغان، وخاصة أن داوود أوغلو الذي كان مهندس انتخابات الحزب وسياسته الخارجية أصبح خارج سربه، ما يأخذه نحو التنسيق مع أميركا لأجل المنطقة الآمنة، الهاجس الكسب، لحفظ ماء وجهه.‏

إطالة أمل الأزمة في سورية من صالح أردوغان لتحقيق مشروعه في المنطقة العازلة، الطُعْمُ الذي يرميه له الأميركي اليوم، فقد يسمح له دخول بعض القرى على الشريط الحدودي على غرار عفرين، ليلهيه عن الأكراد في جزيرة الفرات.‏

إن كان أردوغان حريصاً على منطقة عازلة، فلتكن في الأرض التركية، وليرتب أمره كما يشاء، أما (قسد) التي توضع في سلة أوراق الحرب على سورية، فهي تطلب التواصل مع الدولة السورية ومساندتها، عندما تستشعر الضغط من الجانب التركي.‏

كل من يعمل ضد الشعب والجيش السوري ويضطهد المدنيين السوريين هو إرهابي ولا بد أن يُواجَه بكل الوسائل، وعلى الأكراد أن يتفهموا أن الأميركي من السهل جداً تخليه عن عملائه، فها قد تخلى عن كردستان في انتخابات انفصالها عن الدولة.‏

جاء خطاب منطقة كردستان العراق من (باجان البرزاني) إلى (قسد) بالتوجه للحوار مع الدولة السورية، نصيحةً، حيث لا مستقبل لأي انفصال بعيداً عن الدولة الأم، فالتخلي عنهم في استفتاء قيام دولة كردية منفصلة عن العراق دمر فكرة نواة الدولة.‏

سياسة المواجهة يجب أن تكون من العرب والأكراد، والأهالي المحليين، قبل توجه الجيش إلى أي منطقة، إن في مواجهة التركي الاحتلالي أو الأميركي بتواجده غير الشرعي على الأراضي السورية لأجل تحقيق النصر الكامل بعد دحر الإرهاب.‏

الإقالات التي قام بها ترامب مؤخراً، تصب في سلة أوراق (حل) الحرب على سورية وخاصة أن إدلب ستنتهي لصالح السيادة السورية، ثم سيكون التوجه العسكري لتطهير الجزيرة السورية، لأن أميركا أدركت أنه رغم كل دعمها للإرهاب هُزِمَ وسينتهي.‏

التلاعب اليوم في ضرب الاقتصاد الوطني، هو ورقة ضاغطة على الدولة السورية لكنها صمدت بفضل وعي الشعب الذي تحمل الضائقة واستطاع التماسك، والمنتظر من الحكومة تثمينه، والتحرك السريع بحلول إسعافية، ثم رسم استراتيجيات ضامنة.‏

الورقة الحكومية الأهم الآن التوجه لمنطقتي الفرات والجزيرة سلة الاقتصاد الوطني فإن مواجهة الفعل الاستعماري في المنطقة ليس من السهولة بمكان، إلا أنه ضرورة لا بد منها للحفاظ على قوة الدولة، كما التعاون مع العراق مهم رغم عرقلة أميركا له.‏

الحفاظ والحرص على حصانة شراء الذمم في سورية والعراق؛ ضد العمل الأميركي يشد العزائم ويوحد الجهود لإسقاط مشروعه، أما ورقة الملف النووي الإيراني فهو يحاول اللعب عليها بين مد وجزر ليلصقها بسلة أوراق خلاص الحرب على سورية.‏

إن لم تستعد أميركا ودولتها العميقة وحلفاؤها رشدهم في العمل لخلاص سورية من الإرهاب المدعوم تركياً وأميركياً أكبر حلفاء الحرب على سورية، فعليهم الاستعداد للارتدادات الإرهابية التي ستتوجه إلى العالم كله، وتتدفق كالسيل إلى أوروبا.‏

سلة أوراق الحل السياسي إن لم تنل الجدية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى جانب إنجازات الجيش العربي السوري، فإن الإرهاب سينتشر في كوكب الأرض، ليتحكم الفكر الصهيوني هو والدولار، في ضرب العالم.‏

شهناز صبحي فاكوش‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية