دورة تدريبية استهدفت الكادر المعني في الوزارة والكوادر المختصة في مراكز الرعاية الاجتماعية لتدريبهم على كيفية استثمار طابعة ثلاثية الأبعاد تعمل على إنتاج وتصنيع أدوات تعليمية وجبائر ومستلزمات داعمة للتعليم الأطفال والأشخاص من ذوي الإعاقة.
الأولى من نوعها
بينت لورنس عون من دائرة المنظمات الدولية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل: أن التدريب مبني على أساس تدريب مدربين يمكنهم تطوير آليات العمل على مخرجات هذه الطابعة وتدريب أشخاص آخرين يعملون في مركز ومعاهد الرعاية الاجتماعية باعتبار أن هذه الدورة هي الأولى من نوعها ومدتها غير كافية لاستيعاب الجميع،مشيرة الى أن الدورة تأتي ضمن منحة مقدمة من منظمة أرمديلا لصالح الوزارة وتصنيع أدوات وألعاب خاصة بالأشخاص المعاقين ،وعليه يتم تدريب العاملين في هذه المعاهد، وهناك العديد من المشاركين من الوزارة ومن مديرية نظم المعلوماتية
وأوضحت عون: أن الطابعة سوف تكون مصدرا لإنتاج مجسمات ووسائل إيضاحية تفيد في تسهيل تعليم الأطفال بصورة خاصة، ويمكن تطويرها لإحداث برامج جديدة وتصنيع أطراف واحتياجات غير متوفرة في الأسواق بتقانة وجودة ومواد رخيصة الثمن.
خدمات مختلفة
المهم في هذه الدورات هي خدمة الشريحة التي تحتاج هذه الأدوات والتي هي مكلفة ومرتفعة الثمن في الأسواق، بحسب ما أكده المعالج الفيزيائي حسن محملجي من معهد التنمية الفكرية للشلل الدماغي للكبار مبينا أن الآلة الجديدة تؤمن ما يحتاجه المعاق من وسائل توضيحية يمكن إنزالها في البرنامج ،وتصنيعها بشكل داخلي ومحلي ضمن خطة دعم برامج وأنشطة الوزارة، وأن مدة الدورة الحالية قد لا تكون كافية لإنتاج ما يحتاجه المصابون بالشلل الدماغي من أدوات وجبائر تعويضية لتحسين وضعهم، ولابد من دورات إضافية لخدمة هذه المهمة التي لم تكن متوفرة سابقا.
وأشار محملجي إلى أن المعهد يقدم خدماته لأكثر من 50 طالبا وطالبة من المصابين بالشلل الدماغي للكبار من عمر 13 سنة وما فوق وهو معهد أكاديمي تعليمي يتبع النظام المدرسي حيث يتم التسجيل فيه مع بداية كل عام دراسي، ويوزع الطلبة فيه على القسم التعليمي والقسم المهني ويمكن أن يستمر الشخص المعاق في القسم المهني حتى عمر 30 سنة وبشكل مجاني.
غير كافية
وأوضح المهندس سليم سليمان مدير المعلوماتية بوزارة الشؤون الاجتماعية العمل أنه يمكن تطوير عمل الآلة إلى صناعة الأطراف، وما على المتدربين حاليا سوى فهم الطريقة التي تعمل عليها الآلة وكيفية صيانتها في حال تعرضت لعطل ما، ولهذا فإن فترة الدورة تعتبر غير كافية وقد أقيمت بإمكانيات بسيطة، على الرغم من أنها تشمل متدربين من جميع معاهد الإعاقة.
الآلة لجميع المعاهد
الدكتورة هادية بكري مديرة معهد النور لأطفال للشلل الدماغي بينت أن هناك أسباباً عديدة للإصابة بهذه الإعاقة وأهمها تعرض الطفل لنقص الأكسجين في آخر الحمل وأثناء الولادة ، أو بسبب تلقيه رضوضاً معينة وأصيب بإنتان دم أو يرقان، أو إذا كانت الولادة صعبة وتم وضعه في الحاضنة، ولهذا فإن الطفل المصاب بالشلل الدماغي يحتاج للكثير من العناية والتدابير والأدوات المساعدة لتمكينه من ممارسة بعض الأنشطة الحياتية اليومية وفي تعليمه، وبالتالي فإن وجود آلة لتصنيع هذه المستلزمات المساعدة أمر مهم جدا وجديد بالنسبة لمراكز الرعاية،مشيرة إلى أهمية تطوير الكوادر والعاملين في المعهد على أكثر الطرق حداثة في تعليم ذوي الإعاقة، وهناك حاجة لمزيد من الدورات التخصصية المتعلقة بصعوبات التعلم والتي يحددها المعهد وفقا لمتطلبات كادره.
وأوضحت بكري: أن الجهاز الجديد مخصص لجميع معاهد الرعاية التابعة للوزارة وهو وسيلة تعليمية تساعد في تجهيز طرف صناعي وجبائر للأطفال، وقد تخصص وجوده في معهدهم لوجود قسم للمعالجة الفيزيائية، ولكونه يخدم حاجيات الأطفال بالدرجة الأولى.
من لحظة اكتشاف الإصابة
وتجدر الإشارة الى أن معهد النور تأسس منذ عام 1954 وخصص لشريحة الأطفال من عمر شهر أو شهرين ويشمل قسماً للتدخل المبكر يقدم خدمات المعالجة الفيزيائية وجلسات التنمية الفكرية من لحظة تشخيص الإعاقة لدى الطفل حتى عمر خمس سنوات، وقسماً للتسجيل ضمن استمارة تعطي معلومات كاملة عن حالة الطفل وتقييم وضعه،وأوضحت مدير المعهد أنهم يستقبلون كل أنواع الشلل الدماغي وعلى الأغلب يأتي الأطفال موجهين من قبل الطبيب أو الجيران والمعارف أو عن طريق المشافي أو التلفزيون والإعلام، مشيرة إلى وجود قسم تعليمي تأهيلي يستوعب الأطفال من عمر 6 سنوات حتى 14 سنة وكل طفل لديه إمكانية التعلم تقدم له المبادئ الأساسية وفقا لمنهاج وزارة التربية ويستمر المعهد في تعليمه حتى لو مكث في الصف نفسه عامين متتاليين وذلك لأن التعليم يكون شبه فردي ولكل حالة خصوصيتها.
المواصلات والفقر
يصل أعداد الأطفال المسجلين في معهد النور إلى حوالي 70 طفلاً ولا يمكن للمعهد استيعاب أكثر من هذا العدد لأن الأطفال متواجدون على كراس متحركة ،ويجب أن يكون المكان سهلا يساعدهم على الحركة والتنقل داخل المعهد، وأشارت بكري الى أن التسجيل في المعهد مستمر على مدار السنة، وهناك أطفال من مناطق مختلفة وبعيدة ولهذا فإن أهم مشكلة تواجههم هي عدم التزام الأهل بجلسات المعالجة ويعود ذلك إما بسبب فقر الحال وإما بسبب مشكلة البعد وعدم قدرتهم على تكاليف المواصلات ولهذا من الضروري أن تكون هناك طريقة تساعد هؤلاء الأطفال للوصول إلى المعهد من خلال تأمين وسائط نقل تخدم تضمن احضارهم أينما كانوا،وترى أنه لا يمكن لوم الأهل على هذا التقصير لعدم قدرتهم المادية في استئجار سيارة نقل والتعب بحمل الطفل في المواصلات العادية من أماكن بعيدة.
دور أساسي
أكد المشاركون في الدورة أن للأهل دوراً أساسياً في تعليم الطفل وتدريبه وتحسين حالته، لهذا يعمل المعالجون في المعهد على تدريب الأهل من خلال الجلسات التي تقدم للطفل أثناء تواجدهم معه على كيفية التعامل مع المصابين والقيام بالتمارين اللازمة لهم وخاصة أن الطفل يحصل على جلسة واحدة كل الأسبوع في المعهد بينما يتوجب على الأهل المتابعة معه في البيت بشكل يومي وتكرار الحركات والتمارين التي أخذت في الجلسات لكي يحصل على الفائدة المرجوة، ما يعني أن دور الأهل يصل لنسبة 99% من المعالجة، بينما تقدم لهم المعاهد كيفية تقديم الخدمة والطرائق التي عليهم اتباعها مع أولادهم.