كيف يمكن لنا تحصيل التوازن بين أدناها تشاؤماً، وأرفعها تفاؤلاً..؟!
وبينما تحاول تخفيف أوزان عالقة بك، كما لو أنك ترتفع عالياً في منطاد أحلامك.. تحتاج إلى نقطة جاذبية كي لا تتوه في تلاشي كل معنى وغاية من حلم طال أمد انتظارك له.. معلناً، هكذا، على حين غفلة من أسراب أحلامك، رغبةً خفية بسقوط حرٍّ..
فلا ألذ من مداعبة لحظة انعتاق.. خفيفة تماماً كظلٍّ تلاشى مع غياب شمسه..
لحظة تتوه فيها الأعباء وتختفي نتوءات كل وجع..
لكنها مع ذلك تبقى مجرد لحظة داخلة في دوامة لانهائية من تقلبات أحداث تطحننا بعجلة دورانها.. وعلى رأي الفيلسوف الرواقي سينيكا «الطبيعة لم تَخلقْ مكاناً يتّسم بالثبات, لاشيء مستقر. مصائر البشر، ومصائر المدن، في دوّامة»..
لعل غالبيتنا يستعجل في محاولة التقاط أقطاب دوامته.. ومحظوظ هو القادر على فك طلاسم دوامة عيشه.. أو حتى ذاك الذي يمتهن مسايرتها.. فيما يتوه البعض في محاولة فهمها.. ويبقى آخرون مجرد متفرجين لا يرغبون حتى باختلاس نظرات خارجية لها..
لكن الصادم تماماً حين تدفعك هي إلى ولوجها عنوةً..
في بعض الأحيان، يمكن لفرحك الأكبر ولحظة انتصارك أن تتماهى والقدرة على التملص من كل دوامة محيطة.. الانفلات من كل ما يعيق بساطة توالي أيامك.. وتتناغم قناعتك حينها مع ما تقوله أغنية «تنفّس» لفرقة الروك الإنكليزية (بينك فلويد):
«طويلاً تعيش وعالياً تطير
كل بسماتك وكل دموعك
كل ما تمس وكل ما ترى
هو كل ما ستكونه حياتك»..
تنغلق حينها دوامة وجعك، حيرتك، وتساؤلاتك.. لكنها لن تطيل الغياب.. إذ لا تلبث أن تعود مجدداً.. وكل الأمر يكمن بامتلاكنا حيلة «مسايرة» تناقض اللحظات أو تناغمها.. بياضها أو سوادها.. بشاعتها كما حلاوتها.. لعلنا بهذا نكون أكثر قدرة على ملامسة ذواتنا في أقصى تموّجات شتاتها وضياعها.. كنقطة أولى و وحيدة لاستعادة جاذبية مستقرنا ومركز وجودنا.
lamisali25@yahoo.com