الذي يسبق عادة افتتاح بعضها، وبعبارة اخرى الجهات المعنية غالباً ما تتقاعس عن القيام بدورها، في دعوة الفنانين للاشتراك في هذه المعارض، ولهذا فالفنان قد لايسمع بهذه المعارض، الا بعد افتتاحها، وهذه المظاهر، أدت إلى تكريس أسماء معينة، باتت تتكرر في كل معرض جماعي رسمي، على حساب تغييب عشرات وأحياناً مئات الأسماء الهامة.
وهذه الظاهرة وسعت من سطوة بعض الأسماء، بحيث منح كل واحد من هؤلاء فرصة عرض ثلاث لوحات كبيرة. علماً بأن مثل هذه المعارض الجماعية الرسمية (وكما تشير عناوينها) يجب أن تشكل فرصة للتفاعل الثقافي، بين اكبر عدد ممكن من الأسماء الفنية الهامة، وبالتالي يكفي عرض عمل واحد جديد ومتقن لكل فنان، حتى تتاح فرصة المشاركة للأسماء الأخرى.
فمن أهم المهام الملقاة على عاتق الجهات المعنية، في خطوات التحضير للمعارض الجماعية, دعوة الفنانين واختيار قائمة الأسماء الأكثر أهمية، والقادرة على اعطاء صورة حقيقية، عن واقع الحركة الفنية, مع الإشارة إلى أن مقاطعة بعض الأسماء لهذه المعارض، تكرست قبل سنوات الحرب المدمرة، بسبب الغبن الذي يلحق بالعديد من الفنانين البارزين والموهوبين. ولهذا لابد من معالجة هذا الخلل بخطوات أولى، تعمل على تعزيز أوضاع الثقافة الجماعية، وتحرك الحياة الإبداعية، بإجراءات تنظيمية قادرة على استقطاب الفنانين الغائبين أوالمغيبين.
فالمعارض الجماعية الرسمية، يجب أن تعكس تطلعات الحياة التشكيلية الراهنة، بدلاً من تسريب بعض الأعمال الضعيفة، لمن لا يحملون هموماً ثقافية، لأن التغاضي عن هذه المظاهر السلبية، يزيد من حدة المراوحة والاستلاب في الطريق المسدود. ولهذا قد تكون المشكلة في جوهرها مشكلة تنظيم، قبل أن تكون مشكلة إبداع أو نقد أو جمهور.
facebook.com/adib.makhzoum