تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستراتيجية الروسية الجديدة.. التفرد الأميركي ولى إلى غير رجعة

متابعات سياسية
الأحد 17-1-2016
 فؤاد الوادي

لا يحتاج المتابع للسلوك الروسي طيلة الأعوام الثلاثة الماضية وتحديدا منذ وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم في العام 2012 إلى كثير عناء للوصول إلى قناعة مطلقة بأن اعتلاء موسكو للحلبة الدولية لم يكن تسرعا أو تهورا أو استعراضا أو قرارا اعتباطيا يراد منه ذر الرماد في العيون

ولفت الانتباه عن الصفعة التي تلقتها روسيا من الولايات المتحدة وحلفائها في ليبيا، بل كان نتيجة طبيعية للاجتهاد والإصرار الروسي بضرورة العودة السريعة إلى المسرح الدولي كقوة دولية لها كلمتها وسطوتها في الميدان الدولي الذي استباحته الولايات المتحدة بشكل كبير سعيا وراء مشاريعها وطموحاتها وأهدافها الاستعمارية.‏

من هذا المنطلق يمكن بالتالي فهم الاستراتيجية الروسية الجديدة على أنها ليست إلا امتدادا لاستراتيجياتها السابقة التي أعلن فيها الرئيس فلاديمير بوتين نهاية حقبة الأحادية القطبية والتفرد الأميركي لأنها لم تجلب إلا الكوارث والدمار للعالم.‏

فالاستراتيجية الروسية الجديدة لم تختلف في عناوينها الرئيسة عن سابقاتها منذ أن اعتلى الرئيس بوتين سدة الحكم ومنذ أن كان رئيسا للوزراء لجهة تأكيدها على أن الدولة الروسية أظهرت قدرة كبيرة على صون سيادتها وكرامتها واستقلالها و وحدة دولتها وأراضيها وحماية حقوق مواطنيها، كما أظهرت بالتوازي قدرة متميزة واستثنائية على التحدي لكل ما شأنه المس بسيادة أراضيها واستقلالها، وفضح المشاريع والأهداف والأدوار والغايات الاحتلالية الأميركية في المنطقة والعالم، هذا بالإضافة إلى الإشارة إلى تنامي الدور الروسي في معالجة أهم القضايا العالمية وضمان الاستقرار الدولي وسيادة القانون في العلاقات بين الدول والدفاع عن الشعوب المقهورة ومساندة القضايا العادلة ولعل أبرزها الدفاع عن القضية السورية ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.‏

لقد أكدت الدولة الروسية وعلى لسان الرئيس بوتين مرارا وتكرارا أنها يجب أن تحتل مكانا مرموقا في العالم، منطلقة في ذلك من قاعدة التفوق العسكري التي كانت و لا تزال تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية لفرض هيمنتها على معظم دول العالم التي باتت منذ ما يقارب الستة عقود أسيرة لسياسة القوة العمياء والمنطق الأعمى القائم على ازدواجية المعايير والنظر بعين واحدة بحسب ما تقتضيه مصالح الامبراطورية العظمى التي جيرت تلك القوة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية في أنحاء الأرض و جعلتها مطية لنصرة الشر على الخير والظالم على المظلوم .‏‏

ونذكر في هذا السياق مبادئ موسكو الخمسة التي أعلنتها روسيا في أيلول من العام 2008 والتي اعُلنت معها شارة البدء للعودة الروسية إلى المسرح الدولي بقواعد اشتباك جديدة، والتي تتمثل في الآتي:‏

- المبدأ الأول: اعتراف روسيا بأولوية الأسس القانونية الدولية التي تحدد العلاقات بين الأمم المتحضرة.‏

- المبدأ الثاني: وجوب أن يكون العالم متعدد الأقطاب انطلاقا من أن القطبية الواحدة هي أمر غير مقبول ولن تقبل روسيا بنظام عالمي يتم اتخاذ القرارات فيه بواسطة بلد واحد حتى إذا كان هذا البلد هو الولايات المتحدة الأمريكية.‏

- المبدأ الثالث: التأكيد على أن روسيا غير راغبة في المواجهة مع أي بلد، ولا ترغب في الانعزال، وستعمل بقدر الإمكان من أجل تطوير علاقات الصداقة مع أوروبا والولايات المتحدة وبلدان العالم الأخرى.‏

-المبدأ الرابع: إعطاء الأولوية القصوى لحماية حياة وكرامة المواطنين الروس والعمل من أجل مصالح روسيا الخارجية وعلى الجميع أن يعرف بأن العدوان سيتم ردعه.‏

- المبدأ الخامس: بالنسبة للمصالح الروسية فإن روسيا ستتصرف وتتعامل مثلها مثل البلدان الأخرى التي لها مجالات لمصالحها الحيوية والتي تعمل على الارتباط معها بعلاقات الصداقة ولا يشمل ذلك فقط البلدان المجاورة وإنما البلدان غير المجاورة أيضاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية