تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تركيا واستغاثة «الجبير»

حدث وتعليق
الأحد 17-1-2016
عائدة عم علي

ما بين التراجع التركي والانتحار السعودي يقف اللاعبون على حلحلة الأزمة والخروج بحل توافقي يهدف إلى إقصاء الأدوات من المعادلة . فتركيا أردوغان التي لعبت دوراً تخريبياً في سورية من خلال دعمها المباشر للتنظيمات التكفيرية،

عملت إلى جانب مملكة بني سعود على عرقلة كل ما يمكن أن يؤدي إلى تفكيك الأزمة في سورية، بالإضافة إلى دورها المشبوه في العراق لأسباب اقتصادية وأيديولوجية.‏

ولتبدو الطائفية التي يقودها أردوغان والسعودية بأبشع صورها نراها تتجلى في خطاب الرئيس التركي الثلاثي الاتجاهات ليغدو إسلامياً في مخاطبة الأكراد وقومياً معادياً للأكراد وطائفياً في التجييش ضد الدولة السورية وإيران، ليأتي التدخل الروسي ويغير قواعد الاشتباك ويرفع سقف التحدي في وجه المتغطرس العثماني الذي تحوّل إلى لاعب احتياط ينتظر قرار «الناتو».‏

وما دخوله إلى شمال العراق إلا لمحاولة لخلط الأوراق حتى لا تسقط آخر ورقة توت تكشف ما تبقى من عوراته.‏

أما المملكة الخانقة التي تمر بمراحل عصيبة بعد فشلها في تخريب الاتفاق النووي الإيراني ورغم تقديمها المليارات كرشاوى لفرنسا ها هي تتعزز مخاوفها من أن تفقد موقعها كأداة في الاستراتيجية الأميركية، أما الغرب الذي استخدمها كورقة تخريب في المنطقة فقد أذعن للدور الإيجابي السوري في محاربة الإرهاب وهو ما رفع من منسوب الجنون لدى مارشالها «الجبير» في صرخات استغاثة خوفاً من التخلي الكلي عن مملكته.‏

وعلى الرغم من حالة الذعر على مصير دولة الأعراب إلا أنها لا تزال توظف قدراتها المالية والإعلامية لتأجيج النعرات القومية في صراعها السياسي مع إيران، تارة الذهاب إلى الجامعة العربية الفاشلة، وتارة تجييش الفتنة المذهبية، وإن تفاعلت بعض الدول الفاقدة قيمتها على الخارطة الجيو سياسية علّها تحظى بنصيب من خزينتها.‏

لا شك أن السعودية التي قررت أن تكون لاعباً في المنطقة سرعان ما وجدت نفسها عاجزة حتى في مواجهة المقاومة اليمنية التي دخلت في عمق استراتيجية مدنها وقراها، كيف وإن لم يعد لها أي مكان في الاستراتيجية الأمريكية؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية