ربما يخطئ الشباب أو ينحرفون، و يدخلون في مشكلات كثيرة ومتشعبة ، لكن ذلك ليس لأنهم شباب، بل يشتركون في ذلك مع الفئات العمرية الأخرى. الا أن الفارق الوحيد أنهم أكثر حيوية واصرارا واندفاعا ، عند محاولة تحقيق احتياجاتهم وإثبات ذواتهم.
اليوم ومع تنامي الحديث عن التنمية وضرورة اشراك الجميع يختلف المنظور في التعامل والتوجه الى الشباب ومن سن مبكرة، وأصبحت تخصص برامج تدخل للعمل معهم ، وما كان يعتبر بالأمس نقاط ضعف تحول اليوم الى مكامن القوة، ويشمل ذلك التدخل في جوانب الحياة المختلفة، سواء التعليم او الحياة الاجتماعية أو مرحلة البحث عن عمل، ولم يعد مقبولا التعامل معهم بكل عشوائي بل يتم تدريب الكوادر التي ستعمل مع الشباب، وتأطير حقوقهم في اطر قانونية واضحة ربما أحد أشكالها اتفاقية حقوق الطفل التي تركز في جزء كبير منها على اليافعين وضرورة اشراكهم في العمليات والقرارات والأنشطة والتأثير فيها، وبأن المشاركة حق للجميع وليست خياراً يمكن حجبه عن أي يافع. وهي يجب أن تكون طوعية، لكنها ليست "ملحقاً" بل مكون أساسي خلال التعامل مع اليافعين والشباب، مع مراعاة أنها تتباين حسب إمكانات الشخص المتنامية، وهذا يؤكد أن بإمكان الشباب جميعهم ومن أعمار مبكرة المشاركة بأساليب مختلفة ،
لكن ذلك كله يتطلب كما قلت تحويل ماكان يسمى نقاط ضعف الى نقاط قوة وهي بناء قدرات الشباب على المشاركة بفاعلية بمزيد من الدورات وورشات التدريب. وضمان امتلاكهم للمعلومات الكافية. وذلك بالوثوق بالشباب والسماح لهم بتحمل المسؤولية. والسماح لهم بالمجازفة بشكل معقول. والعمل على توفير الوقت الكافي لمشاركتهم. وها نحن نرى نجاح المشاريع والبرامج التي يشاركون فيها، والمبادرات التي يطلقونها، ولايكاد يمر يوم الا ونسمع عن نجاح جديد يحققونه وآثار واضحة لمشاركتهم.