تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موسيقا الشباب في سورية.. تعبير عن إرادتهم الصلبة في تحقيق الذات...

شباب
الأثنين 14-2-2011م
آنا عزيز الخضر

يمكننا اعتبار أعمال الفرق الموسيقية الشبابية في سورية هي المساحة الأكثر بلورة للإرادة الشبابية الصلبة لما تحمله من صعوبات إنتاجية من جهة ثم تقبل الناس لإبداعاتهم من جهة أخرى هذا عدا عما تتطلبه ضرورة التأهيل والتدريب المستمر التي تصقل مواهبهم لتقديم الأفضل وتحقيق الذات والحضور بالشكل الصحيح

وهذه اللقاءات مع شباب من فرق موسيقية شبابية عديدة تظهر أهمية نتاجاتهم التي خرجت للنور وصنعت مسيرة فيها الارادة والاصرار على الرغم من الصعوبات لتحقيق الطموح في الساحة الموسيقية والثقافية خصوصاً.‏

إن فرقة /كلنا سوا/ و/جين/ اجتذبت الشباب بما قدمته من أغان شبابية خفيفة حملت في طياتها الكثير من الموضوعات الجديدة والكثير من الهموم الاجتماعية والانسانية، فألبومها الأخير تضمن أغاني دارت حول مرحلة زمنية بدأت من 11 أيلول وانتهت بحرب تموز مروراً بكثير من الحالات والظروف الإنسانية مثلما أوضح الشاب /حازم العاني/ مؤلف وعازف في /فرقة كلنا سوا/ و /جين/ فقال: يضم الألبوم الأخير الذي أنتجته الفرقة أغاني كثيرة حول مرحلة سياسية عالمية نعيش بعضاً من تبعاتها العالمية فكانت جميع مواضيع الأغاني حول شكل ما لتلك التبعات قد تكون إنسانية وأحياناً اجتماعية ومادية وغيرها.‏

كما أن أغلبية كلمات أغانينا تبتعد عما هو مألوف مثل أغاني الحب المكررة، مثلاً قد ننجز أغنية تدور حول /الازدحام/ في الشوارع وأحياناً حول /أنظمة السير/ وهكذا..‏

وبالنسبة لـ /كلنا سوا/ فقد بدأت مشوارها منذ عام 1998 وغنت أكثر من خمسين أغنية جميعها قمنا نحن أعضاء الفرقة بتأليفها وتلحينها وعزفها.‏

وحرصنا على أن تجمع بين الموسيقا الشرقية والغربية وقد وجدنا إقبالاً على أغانينا ولولا ذلك لما تابعنا في الفرقة وإن كان حضورنا متواتراً بين فترة وأخرى أو ظروف الابداع التي نعمل في أجوائها فهي صعبة جداً ولو كان هناك ظروف مريحة لما اضطر كل واحد منا على العمل بعمل آخر لأنه لا يوجد شركات إنتاج فنية تعنى بهذا القطاع خصوصاً أنه لا يوجد قانون حقوق الملكية الذي يدعمهم وبالأحرى هو موجود ولكنه لم ينفذ حتى الآن لذلك تغيب المعطيات التي تشجع تلك الشركات على دخول هذا المجال وما يحصل أننا ندفع من جيوبنا /تكاليف الاستديو/ وطباعة /السي- دي/ فإنتاجنا دوماً يعتمد على الدعم الفردي والشخصي بكل معنى الكلمة ويغيب الدعم المادي عنا إلا مساعدة بعض /السبونسرات/ في الحفلات فقط وليس في إنتاج الأغاني والألبومات.‏

من هنا تعتبر آلية الإنتاج للموسيقا الشبابية معتمدة بالدرجة الأولى على التصميم والإرادة الشبابية فهي العين الساهرة على الاستمرار.‏

وقد أكدت ذلك آراء أغلبية أعضاء الفرق الموسيقية الذين يتمسكون بموسيقاهم لتحقيق حضورهم وميولهم مثلما أكدت الشابة /ناديا كميل فاطره/ مغنية من فرقة /مايا/، وتكمل دراستها في المعهد العالي للموسيقا فقالت: للفرقة أغانيها الخاصة وقد أنتجت العديد من الألبومات في مجال موسيقا /روك بلوز/ وهي أغانٍ متنوعة أحياناً سريعة، وأحياناً بطيئة وتمتلك روحاً خاصة وتقبلها الناس بشكل لافت، إذ تقبلوا أصلاً هذا اللون الموسيقي وسمعوه باللغة الانكليزية فلماذا لا ننجزه نحن باللغة العربية مع التوزيع بموسيقا عربية، وحققنا كفرقة ذلك بعد أن اعتمدنا على السلم العربي رغم استخدامنا لآلات غربية وقد أعجب الناس بأغانينا بالفعل وتحديداً لجمال كلماتها وأفكارها القريبة منهم بكونها تعبر عن حالهم.‏

ولابد من التوضيح أنه حتى لو كان هناك صعوبات في عملي في الموسيقا إلا أنني أحاول أن أثبت نفسي عن طريقها إذ أثبت وجودي لأنها ميولي، فالموسيقا منحتني فرصة الحضور والتعبير عن ذاتي أنا وغيري من شباب الفرقة رغم أنه لا يوجد من يتبنى أغانينا فلا أحد يمنحنا الثقة رغم أننا جميعاً دارسو موسيقا وخريجون، لذلك نحن ندفع من جيوبنا على الفرقة وكل منا يعمل عملاً آخر كي ندعمها، فأنا مترجمة وباسل خليل يدرس موسيقا في المركز الثقافي وهكذا..‏

وأثناء حفلاتنا نتلمس قبول الناس إن كان في المراكز الثقافية أو مهرجان الحرير وقصر العظم ومهرجان /فاس/ وقد شاركنا في الكثير من الفعاليات الثقافية ونجاحنا صنعناه بأيدينا وتصميمنا.‏

يشتكي أغلبية الشباب من الصعوبات في العمل والانتاج وبالرغم من ذلك فجميعها تقدم أغاني هادفة على تنوعها وقد تحدث الشاب ياسر جاموس عن فرقة /لاجئي الراب/ الفرقة الشبابية النشيطة التي تشارك بأعمالها في فعاليات متنوعة فقال حول آلية عملهم وأسلوبهم وظروفهم:‏

أنتجنا ألبومين فيهما أغانٍ كثيرة وقد حاولنا العمل بهذا الأسلوب حتى نخرج بطريقة جديدة للناس حيث لا يوجد أي فرقة راب عربية ولم يكن أحد مع تلك الفرقة في البداية إلا أننا أثبتنا حضورنا وأتى من يحترم هذه الأغاني، التي تقبلها على الأكثر شريحة الشباب وقد تمسكنا بها كأسلوب يعبر عن مشاكلنا لأنه وإن كانت موسيقا الراب غربية إلا أننا حافظنا على الطابع الشرقي القريب من مجتمعنا ومن همومه منها، نحن نحكي في أغانينا عن الفقر وعن العنف ضد المرأة، جرائم الشرف، بعض العادات التي تضر بالشباب كالادمان وغيره، فنحن لا نقدم أي فكرة مالم تكن مدروسة بدقة، وبصراحة أنا وغيري من الفرقة لا نغني لأنفسنا بل يهمنا الناس ولن يقبلوا ما نبدع ما لم نهتم بمشاكلهم ومشاعرهم وخصوصاً أن المنافسة قوية مع المحيط لأنه حتى المسلسلات في التلفزيون صارت تحمل التوعية إضافة إلى الحوارات، والانترنت والمراكز الثقافية، لذا علينا أن ننتج ما هو جيد حتى يتقبل الناس أعمالنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية