ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو تشاو شوي قوله في بيان ان الصين تدعم جهود الوساطة التي تبذلها رابطة دول جنوب شرق آسيا الآسيان التي تنتمي لها كمبوديا وتايلاند لتخفيف حدة التوتر بين البلدين وتعرب عن رغبتها في العمل مع الرابطة والمجتمع الدولي للاضطلاع بدور بناء في حل الصراعات.
واوضح المتحدث ان الصين مازالت على اتصال وثيق بكل من كمبوديا وتايلاند منذ بدء الاشتباكات داعيا البلدين مجددا إلى التزام الهدوء وضبط النفس وانهاء المواجهة المسلحة والحيلولة دون تفاقم الوضع وحل النزاعات عبر الطرق السلمية.
وكانت الاشتباكات بدأت بين جنود تايلانديين وكمبوديين في الرابع من الشهر الجاري على امتداد منطقة متنازع عليها ما ادى إلى مقتل واصابة العشرات بينما فر عشرات الالاف من القرويين الذين يقطنون بالقرب من المناطق المتنازع عليها من بيوتهم.
ويعود الخلاف بين البلدين الى عام 1904 حين وقع أول ترسيم للحدود بين كمبوديا التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي (منذ عام 1863)، حيث تُركت مساحات شاسعة من دون تحديد دقيق، ما حتّم العودة إلى طاولة المفاوضات لتوقيع اتفاق جديد عام 1907.
وكانت النتيجة وجود خريطتين من دون حدود واضحة، وخصوصاً في مناطق الأدغال، من ضمنها منطقة المعبد الشهير.
بعد استقلال كمبوديا عام 1954، اشتد النزاع على هذه المناطق، وتمحور حول المعبد البوذي القديم، ما حتّم اللجوء عام 1962 إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي التي أصدرت حكماً وضعت بموجبه الموقع الأثري تحت السيادة الكمبودية، رغم أن الطرق التي تصل إليه تنطلق من تايلاند.
وتجاهل القرار الدولي ترسيم الحدود كاملة أو تحديد المناطق المحيطة بالمعبد الذي أصيب بـ»أضرار كبيرة« بسبب التراشق المدفعي الأخير، بحسب أكثر من مصدر.
وكانت شرارة الاشتباكات قد اندلعت نتيجة إلقاء السلطات الكمبودية، نهاية العام الماضي، القبض على سبعة متسللين قدموا عبر الحدود من تايلاند.
وذكرت مصادر في بنوم بنه أنهم كانوا يجرون قياسات طوبوغرافية في المناطق المتنازع عليها.
وصدر حكم على اثنين منهما بالسجن بتهمة التجسس.
وقد تبيّن أن احدهما ينتمي إلى حركة القمصان الصفراء القومية الملكية التايلاندية، ما دفع بأعضاء هذه الحركة إلى الاعتصام حول مقر الحكومة في بانكوك للتنديد بكيفية إدارة هذه الأزمة.