ولا أحد يجد في داخلك كما وجدت ومازلت أجد
لا العنوان يوضح عمق فرحك..
ولا الخاتمة تظهر مفاتن نقاؤك..
هي صرخة السماء علت بصمتها
فكان بوحها رقيقا.. معطاءً كبوحك..
فما استطاع الألم أن يهزم عيناك..
ولا استطاع الوقت أن يمنع لقاء نجاحك..
نعم أنا أكتب لأختي التي اعتصرت من الآلام
زمنا وهزمت به رياح الخريف..
فكيف لنا ألا نسجل تاريخ نجاحكِ..
رغم شهادتي المجروحة فيكِ ؟!
وكم هو صعب أن أناديكِ هنا..
على هذه الصفحات..!
من البيئة المحبة للشعر والأدب انطلقت.. ومن قرى محافظة طرطوس المفعمة بالحياة والتي تقدم أغنى ما لديها.. من حب وعطاء تقدمت الشاعرة نينا عبد الكريم حاج معلا بتوقيع ديوانها الأول «باحت السّماء» في ثقافي طرطوس بعد انتظار دام لسنوات طويلة..
ولم يختف حلمها بكتابة الشعر الذي رافقها منذ الطفولة.. فكانت محاولاتها الاولى لكتابة القصة القصيرة وتكررت.. اضافة لمشاركتها بمسابقات التي تجريها بعض المجلات.. وكتابة بعض الخواطر الى أن نضجت تجربتها فكان ديوانها البكر من نضوج الجمال بقلبها وفكرها..
«باحت السماء» الذي يحتوي في طياته «علياء الروح, ظل البراءة, باحت السماء, باكية على أطلال دراسات, كسير الجناح, عبق, دمشق.. وغيرها..».
هذا ما نبضت به الشاعرة من كلمات وأضافت: أن المجموعة الشعرية التي تم توقيعها هي باكورة أعمالها وهي وجدانية تتحدث عن البلد, الياسمين, المشاعر الانسانية ولوعج النفس لتشهد أعمالا قادمة أيضا تنادي بوحيها الطبيعة والانسانية والشهادة التي سجلت تاريخا من النضال بدماء شهداء صاروا شقائق نعمان.. في ظل واقع ثقافي يعج بالنشاط.. مضيفة أن هناك ديوانا جديدا سيعلن عنه قريبا..
ولفتت بقولها: ان العديد من النشاطات والمنتديات الثقافية تقام وأنا في بداية طريقي.. ولم تمنع الحرب التي مرت علينا طيلة السنوات الماضية أن نقف عند حد معين على الرغم من كل مفرزاتها.. لا بل بقيت «طرطوس» شعاعا مضيئا, وايقونة لحن شجي في سماء الأدب والثقافة السورية بشكل عام, والشاهد الدليل أبناؤها الذين أثبتوا نجاحهم في ميادين شتى, صحيح أنني اعتبر شخصا جديدا في بحر هذا الشعر ولكنني تابعت العديد من الملتقيات والمنتديات الثقافية التي عملت بجد خلال هذه الفترة, جنباً إلى جنب مع مديرية الثقافة التي كان لها دور لا يمكننا إغفاله في الدعم واحتضان الادباء والمفكرين وتشجيع خطواتهم مع كافة الجهات المعنية مشكورين جميعا على وقوفهم بجانب الأدباء والشعراء في محافظة يتقدم فيها الأدب والشعر والفن في المراتب الأولى.
الأديبة والروائية ميسون جعمور صاحبة دار ابداع للطباعة والنشر تحدثت عن ديوان الشاعرة فقالت: جميل أن ننفض عنا غبار حرب طويلة ونركن إلى زاوية هادئة.. نمسك قلما وورقة نخط عليها مشاعر الحب المدفونة في داخلنا للصديق والحبيب..
والوطن الذي يحتل الحصة الأكبر في قلوبنا ويتميز شعر نينا حاج معلا بالشفافية وسهولة الفهم رغم وجود من ينتقد البساطة في التعبير ولكن هناك جمهور عريض يحب أن يقرأ ويستمع بما يلامس أحاسيسه ببساطة ودون تعقيد وهو ما تميزت به شاعرتنا الجريئة.
وأضافت بقولها: إن الزمن قد تغير وعلينا أن نرحب.. أن نحتضن التجارب الناشئة عن الذات الانسانية الصادقة والشفافة التي تميزت بها شاعرتنا نينا ابنة الطبيعة المحبة للجمال.. والتي أخرجت ديوانها الأول بعد سنوات من الترقب وكان لداري مساهمة في ولادة هذا الديوان..
يذكر أن الشاعرة نينا معلا مضت في أيام طويلة من الأعمال الروتينية بعد أن التحقت بوظيفتها بالشهادة الاعدادية فقط عام /2005/ تابعت دراستها ونجحت في نفس العام في الشهادة الثانوية والتحقت بكلية الأدب العربي في جامعة تشرين تخرجت وهي تعمل الان «رئيسة ديوان قضايا الدولة في طرطوس» متابعة عملها بكل حب واقدام.. ولم يمنعها عملها من متابعة المسير.