فكان لابد من خلق مشهد إبداع جديد من خلال تبسيط العمل الفني والعمل على إظهار الألوان من خلال معرضه الأول في صالة اتحاد الفنانين التشكيلين بحمص.
بثقة بالنفس وبموهبة متفردة ابتكر تقنية جديدة وهي من الأعمال الجديدة بالعالم ليطلق صرخة في عالم الرسم، ليبدأ من تأسيس اللوحة, القماش الذي يرسم عليه الذي لا تأخذ عليه الألوان وصولاً للسماكات اللونية، حيث تنطق لوحاته بألوان نارية حيناً وتارة أخرى يسيطر عليها الأزرق لون الحلم، فربما يعبّر عن مكنونات نفسه فهو تارة ثائر ومتمرد، فيطغى الأحمر الناري وتارة يبحث عن الهدوء والسكينة فنرى ألواناً باردة هادئة كالأزرق والنهدي.. وربما قربه من البحر جعله يسكبه في عدد من لوحاته فنرى البحر بهدوئه وجنونه وبكل حالاته.
وتعتبر تجربة ملحم من السهل الممتنع برغم بساطتها وإتقانها، نراها عصية على التقليد والاقتباس، ونلمس في أعماله رحلة بحث دائم وتجريب.
حاول ملحم كفنان سوري إبراز أن الفنان السوري قادر على الاكتشاف والتجريب وابتكار نهج خاص به, ويلح ملحم على ضرورة وجود جهة تتبنى الفنان السوري المتميز أو المبتكر وأن يلقى الاهتمام والدعم اللازم الذي يستحقه، حيث نلاحظ انصراف أغلب الفنانين السوريين عن الرسم للعمل بأعمال بعيدة كل البعد عن الفن لتذبل الموهبة وتحترق..
يتألف معرض ملحم من 45 لوحة نتاج تجربته الطويلة، وأخذت لوحاته من المدرسة الانطباعية والتجريدية، حيث نلاحظ في اللوحة الواحدة تعدد المشاهد حيث يمكن أن يشكل كل جزء من لوحاته لوحة بحد ذاتها، وغلب على لوحاته الطبيعة بحالاتها، فترى تناغماً بين الألوان يدهشك, فلوحاته خرجت عن صمت اللون فنطقت تحاكي المتلقي بلغة جميلة لا يفهمها إلا كل ذوق رفيع, ليقف متأملاً ألوانها الزيتية المبتكرة بإتقان روح شفافة تملك احساسا لا يضاهى..
وكان لنا وقفة مع عدد من الفنانين والمهتمين: الفنان التشكيلي المغترب محمد الديوب قال: أعمال الفنان ملحم فيها عدة مدارس بين التجريدي والتعبيري، أعتمد على ألون صريحة تلونت بالفرح والطبيعة، وعمله مميز بتجارب فنية يعبق منها البحث الدائم في المادة واللون..
أما الفنان التشكيلي والروائي فيصل الجردي فقال: نلاحظ في المعرض وجود اتجاهات متعددة وألوان غزيرة جداً يعطيها جمالاً، بمحاولة جادة لتطوير عدد من المدارس الفنية في أعماله..
ومن المهتمين عميد كلية الصيدلة وليد خدام قال: الرسم يشكل جزءاً من وجدان البشر وأحد أهم أنواع الفنون ووجود هكذا معارض يدل على استمرار الحياة..
وقد فوجئ ملحم بالذائقة الفنية للجمهور الحمصي من خلال حضوره اللافت..