مجدداً بوصول المنتخب إلى أبعد نقطة في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم (قطر ٢٠٢٢) ولكأس آسيا (الصين٢٠٢٣)، أو حتى الحلم بالوصول إلى المونديال العالمي إن أمكن ذلك.
نعم نعترف بأن تحقيق إنجاز كبير كالتأهل للمونديال يحتاج مقومات معينة لا تتوافر جميعها في منتخبنا، ولكن من يعي ويقرأ تجارب الماضي عليه ألا ينكر قدرة رجال كرتنا على قلب التوقعات ومسايرة طموحات أبناء الشارع الرياضي، إن قدم لاعبو المنتخب أنفسهم بصورة مشابهة لما كان عليه الحال خلال رحلة التصفيات المونديالية الماضية.
خلال المشاركة المذكورة دخل منتخبنا منافسات الدور الحاسم من التصفيات المونديالية دون أي تحضير مسبق وتحت قيادة كادر فني لم يلق رضا السواد الأعظم من عشاق المنتخب، ومع ذلك فقد كان الرهان على شعور لاعبي المنتخب بالمسؤولية ناجحاً، لأن نسور قاسيون لعبوا لأجل القميص الأغلى ولهدف واحد هو إسعاد الملايين من عشاقهم، وبالتالي فقد كانت رحلة المنتخب خلال التصفيات الماضية ملحمية وبطولية بامتياز.
اليوم مع البداية المثالية على مستوى النتيجة لمنتخبنا في التصفيات الآسيوية المزدوجة بعد الفوز العريض على منتخب الفيلبين بخمسة أهداف لهدفين، لحساب افتتاح منافسات المجموعة الأولى من الدور الثاني لهذه التصفيات، يمكن القول إن الرهان مجدداً على شعور لاعبي المنتخب بالمسؤولية وعلى رغبتهم بإسعاد جمهور كرتنا وشغفهم تجاه شعار المنتخب الوطني، هو أكثر ما يعوّل عليه متابعو المنتخب وعشاقه الكثر داخل الوطن وخارجه، حيث يبقى للعلاقة المتينة بين المنتخب والشارع الرياضي والقائمة على الدعم المستمر دور بارز في قدرة رجال كرتنا على شحذ هممهم ورسم فرحة جديدة على وجوه عشاق الكرة السورية.
بصراحة ..فإن الفوز على منتخب الفيلبين وإن لم يحمل ما نشتهيه جميعاً على مستوى أداء رجالنا، إلا أنه انتصار مهم جداً يمكن أن نبني عليه فيما هو مقبل خلال مسيرة المنتخب في هذه التصفيات، شرط معالجة الأخطاء التي ظهرت خلال المباراة، وبالتأكيد فإن لكل حلم نواة وفكرة، وفوز المنتخب على نظيره الفيلبيني هو نواة حلم الشارع الرياضي الذي ينتظر إنجازا كرويا يحققه نسور قاسيون، على أمل أن تحمل التصفيات الآسيوية الحالية ملامح هذا الإنجاز المتمثل بالتأهل للمونديال.