فبعد تطبيق قرار تقديم مواعيد الدوام المدرسي لمدة أسبوعين عما كان عليه خلال الحياة المدرسية السابقة، ظهر العديد من الثغرات، في ظل النواقص التي تعاني منها مدارسنا، من حيث تأمين البنية التحتية المناسبة للطلبة والمدرسين، أو تأمين جميع المستلزمات التعليمية والتدريسية، والتي أتحفتنا بتوفرها الجهات المعنية! ناهيك عن الأصوات التي كانت تصدح بتوفير الكتب لجميع الطلاب في كل المراحل، (وإن توفرت فمعظمها يتسم بسمة واحدة (الاهتراء) أو أنها غير مكتملة)، فحتى الآن عدد كبير من الطلاب لم يحصل على بعض كتبه، ولا يوجد لدى موظفي مكتبات المدارس سوى الوعود بالانتظار ريثما تصلهم باقي الكتب، كما أنه في بعض المدارس الكادر التدريسي فيها غير مكتمل.
فأين نحن مما كان يصرّح به من أن العملية التعليمية والتدريسية جاهزة وتسير حسب ما هو مخطط لها بعد توفير المطلوب، لنلحظ أن الأصوات في مقلب، والأفعال في مقلب آخر، حيث الشُعب تكتظ بأعداد كبيرة، والطالب مضطر للجلوس لساعات في شعبة تضم أكثر من طاقتها الاستيعابية، وتفتقد إلى أبسط وسائل الراحة، ناهيك عن وضع المعلم الذي عليه أن يقدم المعلومة وسط طوفان بشري، وهذا ينتج عنه سوء مخرجات العملية التعليمية وتأثيرات نفسية واجتماعية.
سورية شهدت تطوراً ملحوظاً وملموساً في العجلة العلمية التربوية بمراحلها كافة، رغم الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، فقد ظهر جلياً الاهتمام والسعي بنشر التعليم، والعمل على ازدياد رقعته أفقياً وعمودياً، مع مساعٍ لإيفاد كوادر علمية وتحسين جودة ونوعية المقررات والمواد المقدمة للتدريس، لذا ومن أجل مواجهة تلك التحديات لا بد من بذل جهود حثيثة وجادة للارتقاء بجودة التعليم، علماً أنه لا يمكن انكار الجهود المبذولة التي يتم القيام بها من تأهيل الكثير من المدارس ضمن الإمكانيات التي تملكها، وإقامة ورشات عمل تدريبية للكادر الإداري والتدريسي، فالعملية التربوية هي عملية تفاعلية تتضافر فيها كل جهود العاملين من أسرة تربوية ومدرسة ومجتمع، وذلك بغية الوصول إلى الأهداف المرجومة منها.