تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عالم فرض وجوده ..

ثقافـــــــة
الاثنين 21-5-2012
فاتن دعبول

د. الربداوي:الأدب التقليدي.. سيد الموقف..

د. موعد:ليـــــس بديـــــــــــــلاً..‏

زعيتر:الورقي.. أكثر توثيقاً..‏

لم تعد الصحف والمجلات نافذتهم الوحيدة على المجتمع الثقافي، بل باتت الشبكة العنكبوتية تشكل الوسيلة الأكثر انتشاراً لاستقبال نتاجاتهم الأدبية والفكرية، فقد أصبح بمقدور الكاتب أكان معروفاً أم مغموراً أن ينشئ له صحيفة أو مجلة خاصة به ليعرض من خلالها على آلاف القراء نصوصه وكتاباته التي لم تعد تنتظر إذناً للوصول إلى أحد... حتى نكاد نشبهها بالأرض المشاع، يمكن للجميع ارتيادها وزراعة ما يشاؤون من الأفكار والآراء فيها، وليس على المتلقي أو المتصفح إلا أن يتلقفها...‏

ظاهرة العصر‏

< يقول د. محمود الربداوي: سادت في النصف الثاني من القرن العشرين ظاهرة العولمة، حتى أطلق عليه بعض المفكرين اسم عصر العولمة، أما القرن الواحد والعشرين فيمكننا أن نسميه القرن الالكتروني، لأن هذا القرن يبشر بسيادة ظاهرة السمة الالكترونية، كالكتاب الالكتروني والصحافة الالكترونية، والتواصل الالكتروني وغير ذلك...‏

وقد كثرت الكتابات والمناقشات في الآونة الأخيرة حول المكانة الذي أخذ الالكترون والمخترعات الالكترونية تحتلها في العالم، وتقدمه الحواسيب، كالشابكة العنكبوتية والفيس بوك والتويتر وغيرها، وقد استغل الأدباء هذه الظاهرة ودخلوا إلى عالم الالكترون، وقد كان الغربيون أسبق إلى هذا العالم الالكتروني، فقد اشتغلت العالمة «كاترين هيليس» على هذه الظاهرة في مقالها على الشابكة بعنوان: «الأدب الالكتروني، ماهو» ونشرتها في العام 2008 وكان قد سبقها إلى ذلك الأديب «مايكل جويس» في قصته بعنوان «بعد الظهر» التي كتبها عام 1987 والتي لا تزال تقرأ على الأقراص المدمجة، وكتب الدكتور «محمد صالح خرفي» كتاباً عن الأدب الالكتروني سنة 2008، ثم توالت الكتابات في الوطن العربي، ولكن بحراك بطيء، وقد عقدت ندوة بعنوان «الأدب الالكتروني» في جامعة أم القرى في العام الماضي، تحدثت فيها المشاركات عن بدايات الأدب الالكتروني في الغرب، ثم في العالم العربي، والكتابات الشعرية والمصطلح ودلالته في الأدب التفاعلي والأدب الرسمي، ومميزات الأدب الالكتروني وسلبياته.‏

الالكتروني... يقتصد الوقت والجهد!!‏

ويتابع: إذا ألقينا نظرة على الأدب الالكتروني ومقارنته بالأدب التقليدي المألوف الذي يمكن أن نسميه الأدب الورقي، ألفينا أن الأدب الالكتروني والمدونات الأدبية فيه اقتصادية جداً، لأنها تعتمد على نسخة واحدة موجهة للجميع، مما يغنينا عن استعمال كميات هائلة من الورق التي يحتاجها الأدب الورقي، كما أن الأدب الالكتروني يقتصد الجهد والوقت في النشر والتوزيع، بحيث يمكن كتابة نسخة واحدة الكترونية على شاشة الحاسوب ويرسل منها مئات أن لم نقل الآلاف عن طريق البريد الالكتروني.‏

يمر الأدب التقليدي الورقي على الرقابة، والالكتروني لا تمنعه رقابة، ولا تحول بينه وبين القارئ إجراءات إعلامية ورسمية.‏

الأدب التقليدي لازال سيد الموقف، لأن النخبة من كبار الأدباء، لم يألفوا التعامل مع الأدب الأدب الالكتروني بفعل أنهم من جيل غير جيل الشباب الذي تلقف هذا المخترع الحديث، وما فيه من متعة وفائدة سريعة...‏

ولذلك ترى نخبة الأدباء الكبار أن الأدب الالكتروني في الوطن العربي لما يحن زمن انتشاره بعد...‏

وظيفة الأدب الالكتروني تختلف في مجتمعنا العربي عنها في المجتمع الغربي، نظراً للرقابة الصارمة في أوطاننا، وفي الغرب تكاد تكون هذه الرقابة شبه معدومة...‏

الأدب الالكتروني عرضة للضياع المتعمد وغير المتعمد بسبب الاختراقات التي يقوم بها «الهاكرز» أو قراصنة الحواسيب... وإذا ضاعت النسخة الأصلية، ضاع كل شيء..‏

الأدب الالكتروني يمكن الوصول إليه وإلى فروعه وجزئياته بسرعة فائقة، نظراً للإجراءات الالكترونية والرقمية، التي توفرها طبيعة الحواسيب، والتنافس التقني الذي تقدمه الشركات التي تعنى بتطوير الحواسيب وما يتصل بها.‏

إتاحة الفرصة لقراء الكتاب الالكتروني أن ينتقدوه ويعلقوا عليه الكترونياً، وهذا غير متيسر للأدب الورقي التقليدي...‏

من رواد الأدب الالكتروني‏

وقد برز في الأدب العربي بعض من برعوا في التعامل مع هذا الفن والأديب الأردني «محمد سناجلة» الذي يعد رائداً في روايته المسماة «ظلال الواحد» يقول: إن الأدب الالكتروني، هو أدب جديد، لعصر مختلف يستخدم لغة جديدة، مغايرة للتي استخدمها الأدباء والكتاب قبل ذلك...‏

فالعالم- في الأدب الالكتروني- لم يعد قرية صغيرة بل غدا شاشة زرقاء صغيرة... نعم نحن نعيش في مطلع القرن الواحد والعشرين بنقلة نوعية يحكمها الشابكة العنكبوتية، ومع ذلك لا يمكننا أن نعتبر الأدب الالكتروني بديلاً عن الأدب التقليدي، فمرحلة التطور لم تحن بعد في الوطن العربي، رغم أنه بات للأدب الالكتروني اتحاد أطلق عليه «اتحاد كتاب الانترنت العرب» على غرار منظمة غربية تسمى منظمة الأدب الالكتروني «إيلو» (elo) بدأت بتعريف الأدب الالكتروني كأحد أنواع الأدب الذي نشأ في بيئة رقمية، أي عن طريق الحاسبات الشخصية والشابكة ووضح ميزات هذا الأدب وتصنيفاته، كالخيال النثري، والخيال التفاعلي، والشعر الحركي الذي يعرض على شكل «فلاش» ويستخدم أنظمة تشغيل خاصة... والمنشآت الفنية على الشابكة والروايات التي تأخذ شكل رسائل في البريد الالكتروني أو الرسائل من قبل أجهزة الحاسب الالكتروني، ومشاريع الكتاب التعاونية التي يشترك فيها نخبة من الأدباء....‏

وقد سُجل أن الأدب الرقمي حقيقة أدبية تميز العصر التكنولوجي في أميركا وأوروبا.. وإن كان في الوطن العربي مازال خطوات خجولة.. وأن المؤسسات الثقافية العربية كوزارات الثقافة والإعلام والجامعات لا تزال لم تقترب من هذا الأدب....‏

لا يمكن.. أن يكون بديلاً!!‏

< د. محمد موعد، نائب عميد كلية الآداب للشؤون العلمية يرى أن ثمة جوانب ايجابية وأخرى سلبية في العلاقة بين الكتاب الالكتروني والورقي.‏

أما عن الجانب الايجابي، فإن المعلومات تكون متاحة للجميع حيث يستطيع المتصفح أن يحمّل الكتاب على شبكة المعلومات والاطلاع عليه بيسر وسهولة، وخصوصاً إذا كان هذا الكتاب غير متاح للاقتناء، أو هو من الكتب النادرة في المكتبات، والأمر مشروع وليس فيه إساءة لأحد، لكن المشكلة تكمن في طرح كتاب ما على الانترنت دون إذن من صاحبه أو من دار النشر المعتمدة، ما يفقد المؤلف حقه في ملكية المنتج الأدبي أو الفكري، وهذا بالطبع يتطلب ضوابط ونواظم تحكم هذه الآلية وفي النهاية العلاقة بين المنتج الالكتروني والورقي، ليست علاقة عداء وصراع، ويمكن الاستعانة بالأنواع كافة، ولن يكون في يوم ما، الكتاب الالكتروني بديلاً عن الكتاب الورقي، لا شك البقاء للكتاب الورقي...‏

الورقي.. أكثـر توثقياً‏

< ويبين محمد الأمين زعيتر، مدير حماية حقوق المؤلف، أنه رغم وجود الانترنت الذي شكل ثورة معلوماتية كبيرة لتحقيق المعرفة بشكل سريع، فإن الكتاب يظل الأكثر توثيقاً علماً أنه في حالات كثيرة يصعب الحصول عليه لأسباب مادية، أو لعدم وجوده في الدولة التي نعيش فيها..‏

فالكتاب يمثل وثيقة رسمية نستطيع التعامل معه في أي وقت كان إن استطعنا الحصول عليه...‏

ومن مساوئ الانترنت، أن ثمة مواقع من مثل «الموسوعة الحرة» تترك الباب مفتوحاً للدخول إلى موقعها لتعديل المعلومات الموجودة فيها، ما يعرضها للأخطاء المقصودة أو غير المقصودة، والتي يطلع عليها الآخرون وربما هي ليست معلومة ذات مصداقية حقيقية...‏

ويضيف... «الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها التقطها»...‏

وفي حال وجود سرقات يمكن للمؤلف أن يتابع الأمر أمام القضاء المختص، فثمة قوانين صارمة لمعاقبة من يخالف ذلك...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية