تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طــــــلاب الشــــهادتين....بـــين حمـــاس الأســـرة.. وبـــازار الـــدروس الخصـــوصية..!!!

مجتمــــع
الاثنين 21-5-2012
هزار عبود

معظم الأسر الآن في حالة استنفار كامل لوجود طالب شهادة إعدادية أو ثانوية,هدوء و أعصاب مشدودة حرصا على توفير الظروف الدراسية الملائمة ,ومنع أو اقتصار زيارات الأقارب و الأصدقاء فلا نجد من يطرق بابهم طوال الوقت سوى أساتذة الدروس الخصوصية!

الذين أصبحوا لازمة أساسية لكل طالب شهادة سواء أكان بحاجتهم أم لا؟‏

هذا واقع الحال ...فما إن نقول في بيتنا شهادة حتى يبدأ سرد المواد التي يتم فيها الاستعانة بالدروس الخصوصية وكأن انعدام وجودها هو استخفاف بمستقبل طلابنا !‏

فلا ننكر أنها تساعد الكثير من الطلاب على تلافي تقصير ما في بعض المواد نظرا لصعوبتها,لكن ..بات ينظر للمسألة على أنها حتمية وأن زيادة عدد المدرسين الخصوصيين ضمان لنجاح الطالب لا محالة وهو ما ينقاد وراءه الأهل تحت عنوان: (الله يزيد و يبارك!!)‏

فما صحة انتشار الدروس الخصوصية بشكل سرطاني بين الطلاب,هل يتعلق ذلك بتراجع مستوى التعليم ..أو بإهمال الطلاب أنفسهم ...أم أنه أصبح بريستيجاً أسرياً لا غير؟؟‏

أراء ...‏

شريحة من الطلاب الذين رصدنا أراءهم وجدوا أن بعض الأساتذة لا يضعون جهدا كافيا خلال إعطاء المادة (يعني هات ايدك و الحقني ..!) وذلك كي يلجأ الطلاب لهم في الدروس الخصوصية ...في أن البعض رأوا أن المشكلة في تخمة الصفوف بأعداد الطلاب بينما كان للجين طالبة في الصف التاسع رأيها في ذلك فقالت لنا:‏

أعتقد أن سبب اللجوء إلى الدروس الخصوصية هو أن الأستاذ لا يستطيع أن يقدم لنا المعلومات الكافية عن المادة التي تجعلنا نتمكن منها و السبب في ذلك لا يرتبط بالأستاذ كشخص إنما بالفترة الزمنية القصيرة للدرس.‏

فكثيرا ما يضيع الوقت في الصف بانشغال الأستاذ بضبط الطلاب ,بالإضافة إلى كثافة المنهاج .‏

أما المعلمين منهم من اتفق في الرأي مع لجين ووجد أن المنهاج كثيف، في المقابل الحصص الدراسية قليلة و أوقاتها محددة وبالتالي يصبح تركيز الأستاذ هنا على ضرورة إنهاء المنهاج في الوقت المحدد دون النظر إلى مدى استيعاب الطلاب له .... وهناك البعض من المعلمين وجدوا أن لدينا منهاجا مهما و حيويا لكنه لا يتماشى مع الأعداد الهائلة الموجودة في كل صف، والتي تؤثر على مدى التفاعل و المشاركة داخل القاعة الدراسية!!‏

وبين هنا ..وهناك تبقى الحاجة المادية سيدة الموقف ,فالدروس الخصوصية أصبحت باب رزق أساسي للعديد من الأساتذة.‏

التفنن ...بالإعلان عن أنفسهم !‏

في البداية كانت الطريقة المثلى ليعلن الأستاذ عن نفسه كمدرس خصوصي هو أن يقول لطلابه (من كان بحاجة لتقوية نفسه في هذه المادة فأنا استطيع أن أضغط وقتي و أساعده بذلك بعد المدرسة )...وفيما بعد يصبح الاعتماد على انتقال الخبر بين الطلاب و الأهالي.‏

هذا منذ زمن أما الآن فما إن تفتح الانترنيت حتى تجد العديد من الأساتذة الذين يعلنون عن خبراتهم و سرعتهم في التحفيظ ...وما إن تقع عينك على صحيفة الدليل حتى تجد عشرات الإعلانات المبوبة لأساتذة مرفقة بالأسعار و العناوين ...وأما حديثا الإعلانات اللاصقة التي قد تجدها أمامك في الطرقات والبقاليات التجارية و الصيدليات لأساتذة بكافة الاختصاصات مع أرقام الهاتف للتواصل معهم!!‏

حتى وصل الأمر إلى إحدى الإذاعات المتلفزة التي تدرج شريطا خاصا بالإعلان عن أساتذة يمتلكون شهرة واسعة ومهارة فائقة!‏

فضائية تعليمية .. بارقة حل !‏

فالدروس الخصوصية تبقى حاجة بالنسبة لعدد من الطلاب الذين يجدون صعوبة ما في بعض المواد ,لكنها مأزق مادي يقع على كاهل الأهالي أيضا!‏

فساعة دراسية خصوصية في مادة الرياضيات مثلا تتراوح مابين 500الى 2000ل س وأكثر حسب شهرة الأستاذ وبالتالي سعره!‏

وهي مبالغ يتكرر دفعها حسب عدد الساعات المعطاة و بالتالي ترهق الأهالي الذين هم في الغالبية من ذوي الخل المحدود الذي لا يحتمل أي زيادة في المصاريف !‏

فكان لإطلاق قناة التربوية السورية أثر هام في هذا الموضوع حيث أنها تخصص مساحة كبيرة من الوقت لعدد من الأساتذة وبمختلف المواد الدراسية التي يحتاجها الطالب وبنخبة مهمة من الأساتذة وبالتالي تكون وسيلة مساعدة للطلبة ودعم للأهل .‏

لكن ...ما يحث من خلال مراقبتي لعدد من الأسر بأن الطلاب لا يجدون الوقت لمتابعة مثل هذه القنوات رغم وجود الوقت الكافي لقنوات الكليب و الاكشن !‏

كما أن بعض الأهالي لا يؤمنون بأهمية هكذا قنوات أو برامج تعليمية ويجدونها مضيعة للوقت وبأن الحل الأمثل يكمن بالدرس الخصوصي أي ( كل ما بتدفع ...بتزيد فرص نجاحك !!).‏

وهو أمر يحتاج إلى وجود توعية في المدارس لأهمية هذه القنوات التعليمية التي تفسح مجالا هاما للارتقاء بمستوى الطلاب و مساعدتهم.‏

هذه الظاهرة ...تقليد اجتماعي !!‏

وبين الأسباب التي طرحها الطلاب من جهة و المعلمين من جهة أخرى كان لوزارة التربية رأيها أيضا في الموضوع كونها المعنية!‏

وفي تصريح للثورة قال الأستاذ عبد الحكيم الحماد مدير المناهج و التوجيه أن انتشار الدروس الخصوصية يعود إلى انخفاض مستوى الوعي لدى بعض أولياء الأمور الذين يشجعون أولادهم على الدروس الخصوصية ,كما أنها ترتبط بشكل أو بأخر بالتقليد بين بعض العائلات (التقليد الاجتماعي ).‏

وأضاف :هناك أسباب تتعلق بالطالب الذي لا يواكب التعلم في غرفة الصف إما لأسباب ذاتية تتعلق بالإهمال بشرح المدرس أو في حالات قليلة جدا قدرات بطيئة في التعلم .‏

وأشار الأستاذ عبد الحكيم الحماد بأن نتائج وزارة التربية أشارت إلى أن الطلبة الذين حققوا درجات عالية في الشهادات العامة لم يتلقوا دروساً خصوصية و درسوا في مدارس عامة ,وقلما نجد طالبا ممن تلقوا دروسا خصوصية بأنه حصل على درجات عالية ,ومن وجهة نظرنا التربوي بأن الدروس الخصوصية تتعلق بالدرجة الأولى بطموح الأهل أن يحصل أولادهم على درجات عالية غير مهتمين بقدرات أولادهم و طموحاتهم ولذلك مهما تلقى المتعلم دروس خصوصية وقدراته منخفضة فلن تكون درجاته أفضل وهي حالة نفسية عند أولياء الأمور بأنهم قد فعلوا ما عليهم فعله وعلى الطالب أن يحصل على الدرجات بمقدار ما تم تأمينه من دروس خصوصية لكن نسوا قدرات أطفالهم ,وغالبا ما تكون نتائج الدروس الخصوصية سلبية على الطالب لأنه لن يهتم بما يأخذه في المدرسة ويصبح مصدرا للإزعاج و الشغب في غرفة الصف و التشويش على زملائه.‏

معالجتها !!‏

فكما يقولون تعددت الأسباب و(الموت)وأقصد هنا أن النتيجة واحدة دروس خصوصية ملازمة لكل طالب وعبء مادي على الأهل!!‏

وهنا وجد الأستاذ الحماد أن المناهج الجديدة تراعي المستويات وتشجع التعلم الذاتي وتنمي مهارات التفكير المختلفة و لا تركز على الحفظ و التكرار و إنما تركز على الفهم واستيعاب المعلومة وكيفية تطبيقها مما يقلل من الدروس الخصوصية ,كما أن شرح الدروس على القناة الفضائية التربوية هي بمثابة إعادة وشرح و توضيح للدروس المقررة في الشهادات .‏

علماً أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية لمنع الدروس الخصوصية هي التنسيق و التعاون بين مديريات التربية و اتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين لإجراء دورات تدريبية لتعميق فهم المتعلمين للمعلومات.‏

وتبقى الدروس الخصوصية ظاهرة قائمة بحد ذاتها وبشكل سرطاني بين الطلبة لحين إشعارآخر!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية