تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هكذا يرفض الرأي العام الغربي غزو الشعوب !!

شؤون سياسية
الاربعاء 19/2/2014
دينا الحمد

غزت الولايات المتحدة الاميركية و معها بريطانيا العراق و دمرتا بنيته التحتية و اقتصاده و مؤسساته و شردتا الملايين من ابنائه بعد قتل مئات الالوف الآخرين دون الرجوع للشعبين الاميركي و البريطاني اللذين خرجا آنذاك بمظاهرات حاشدة ضد الغزو و الامر ذاته فعلتاه قبل ذلك في افغانستان و تورطت بريطانيا التي تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة بالحروب الاميركية و الاعتداءات التي نفذتها القوات الاميركية في انحاء متفرقة من العالم ولاسيما في ليبيا و بعض الدول الافريقية لتحقيق جشع شركاتهما الاحتكارية و لاحقا سعت الدولتان و بشكل حثيث الى تنفيذ عدوان على سورية وهو مشروع قوبل بالرفض من قبل مجلس العموم البريطاني و الكونغرس الاميركي و بفض شعبي واسع ادى الى تراجع الادارتين عن مخططهما المذكور .

ولم تكتف بريطاني بتقديم دعمها للولايات المتحدة في العراق و افغانستان بل شاركتها في حروبها الغاشمة و عملياتها العدوانية حول العالم بذريعة الحرب على الارهاب التي اضحت بحسب خبراء و مراقبين حملة لا نهاية لها من الطائرات دون طيار التي تودي بحياة آلاف الابرياء سنويا و عمليات الاغتيال السرية و ممارسة جميع انواع التعذيب من قبل القوات الاميركية و البريطانية بحق المدنيين في السجون السرية و العلنية و الطائرة و العائمة و المستأجرة و المقامة على اراضيها دون ان تنصت الدولتان لصوت الشعبين البريطاني و الاميركي الرافضين لمثل هذه السياسات الاستعمارية .‏

و اليوم تقوم الادارتان ذاتهما و معهما فرنسا و عشرات الدول الغربية و الاقليمية بدعم الفوضى في سورية دون الانصات لصوت الرأي العام الغربي الذي يرفض ذلك و يصرخ بان الارهاب سيرتد الى مصنعيه وقد تناقلت وسائل الاعلام الغربية نتائج استطلاعات الرأي التي تحذر من دعم الحركات الارهابية و تسهيل ادخالها الى سورية و رفض الرأي العام الغربي لهذه السياسات و على سبيل المثال لا الحصر تساءلت صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا في مقال للكاتب غريف ويت عما سيحدث عندما يعود الشباب الاوروبيين الذين يتوافدون على سورية للمشاركة في الاعمال الارهابية الى جانب المجموعات المتطرفة فيها مشيرة الى ان اكثر ما يقلق اجهزة المخابرات البريطانية ليس مقتل العشرات من هؤلاء الشباب في سورية بل اولئك الذين يعقد انم عادوا الى بريطانيا مقدرة عددهم بالمئات و احتمال ان يسعوا الى تنفيذ هجمات ارهابية داخل بريطانيا بعدما اصبح لديهم خبرة و تدريب على القتال داخل معسكرات المجموعات الارهابية المتطرفة و فسرت الصحيفة هذا القلق بمعدل الاعتقالات المتزايد حيث بلغ نحو 16 بريطانيا تم احتجازهم بتهم تتعلق بالتوجه الى سورية هذا الشهر مقارنة ب24 في العام الماضي مؤكدة ان الاجهزة الامنية في العواصم الاوروبية وواشنطن تشعر بالتوتر من عودة الارهابيين اليها لكن اوروبا تعتبر هدفا اقرب و اسهل لقربها من سورية‏

ولعل قراءة سريعة و عاجلة للمزاج الشعبي الغربي الرافض لهذه التدخلات ستؤكد مدى الغضب الاوروبي و الاميركي الشعبي من سياسات الادارات الغربية فقد كشف مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية ان هناك رفضا شعبيا متزايدا بين الاوساط المتعددة في بريطانيا لنشر قوات بريطانية مسلحة في أي عمليات عسكرية مستقبلية في الخارج وان هذا الرفض يترافق مع مشاعر من التعب من الحروب و ارسال الجنود البريطانيين للقتال بعيدا عن عائلاتهم .‏

و نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى قولهم انه الى جانب الشعور العام بالسأم و التعب من الحرب فهناك ايضا تزايد في المشاعر الرافضة لرؤية قوات بريطانية منتشرة في بلاد اخرى ولاسيما بعد مشاركة بريطانيا في الحروب المتكررة التي تشنها الولايات المتحدة و غزوها للعراق وافغانستان .‏

و يعتقد مسؤولون بريطانيون حسب الصحيفة ان مشاعر الرفض و العزوف المتنامي لدى البريطانيين تجاه مشاركة بلادهم في حروب و معارك جديدة لم تأت نتيجة المعركة السياسية بين حزبي العمل المعارض و الحكومة البريطانية بقيادة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بل انها تكشف عن اتجاهات اعمق على المدى الطويل في المجتمع البريطاني .‏

ورغم كل هذه المواقف الشعبية الرافضة لسياسات غزو الشعوب و تدميرها لاتزال واشنطن و لندن و باريس تسير على الدرب ذاته لتحقيق اجنداتها السياسية و الاقتصادية دون أي اعتبار لحق الشعوب في حريتها و سيادتها على اراضيها و حقها في الحياة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية