بعد سبات عميق وغياب طويل نهضت الهمة في اتحاد كرة السلة معلنة تشكيل منتخب للرجال , سيشارك في بطولة غرب آسيا , ولم يجد مدربه أي غضاضة في التأكيد على أن هذا المنتخب ليس للمناسبات , وإنما ينشد الديمومة من خلال الاعتماد على المواهب الشابة , والاستمرارية عبر منح الثقة للدماء الجديدة , دون إغفال دور بعض العناصر المخضرمة اللازمة لتحقيق ثنائية الأداء والنتائج !!
تبدو الخطوة مشجعة وباعثة على الأمل , ومع التغاضي عن تأخرها ونومها في العسل , تتجلى صور شتى عن رغبة جامحة في استعادة الأمجاد الغابرة , ومحاولات حثيثة لاجترار تجارب ناصعة , وفي الوقت ذاته تتكشف حقائق عن مدى الخشية التي تغشي العقلية التي كانت تدار بها اللعبة , ليس في الوقت الحالي فحسب , وإنما على امتداد عقود من الزمن , فالركون إلى الغياب خير من خوض المغامرات المحفوفة بالمخاطر , كما أن البقاء بلا منتخب أقل ضرراً من تلقي سهام النقد ورماح المساءلة , وربما حل الاتحاد وإعفاء أعضائه !! وقد وجد البعض من التبريرين في التجنيس ضالته المنشودة ! إذ لا ينفك يتحدث عن قيام بعض المنتخبات بالاستعانة بلاعبين أجانب , على أنه السبب الأول والأخير في تطور تلك المنتخبات وتدهور الحالة الصحية لمنتخبنا , الذي دخل بدوره غرفة العناية الفائقة , وكان تشخيصه موتاً سريرياً !
وثمة قناعة راسخة بانعدام فرصة أن نحذو حذو الآخرين, لأن سلتنا مترعة بالمواهب والخامات والنجوم , وتمتلك معيناً لا ينضب من السفراء الذين يلعبون في دوريات عالمية !؟ لذلك لا يبرح هؤلاء يعزفون على الوتر نفسه في محاولة يائسة لتسويغ التراجع والاضمحلال اللذين ضربا سلتنا .
الكلام والوعود والتصريحات أمور سهلة ويسيرة , ومعقد الآمال على الأفعال وإثبات أن منتخبنا السلوي دائم ومستمر, لا يغيبه ضعف النتائج , ولا التخوف من الظهور ؟!