|
شبابنا .. و غياب أحلامنا..!! شباب وبتنا بدون غطاء مالذي ورثناه لأجيالنا قد يكون سؤالا ملتبسا او قابلا للتأويل في وقت تشهد فيه الساحة الدولية متغيرات جذرية لقد طرحت أبحاث ودراسات عديدة عن ميل الشباب في العصر الراهن للثقافة الاستهلاكية وما هو ثابت ان حالة من الملل والاحباط توالت على من سبقهم مما جعلهم مثلا وقدوة دون قصد منهم, فمن قضى عمره معتقلا خرج وعقيدته مع الريح ومن عاش لبناء حلم سقط بسقوط جدار برلين, وانهيار الاتحاد السوفيتي, منظومة العالم تغيرت فكيف بشبابنا الذي نطالبه بأكثر مما يحتمله عقله, فلا يمكن ان يكرر تجاربنا وليس باستطاعته ان يحب ما أحببناه ولا ان يتذوق الاطعمة التي كنا نلتهمها بنفس الحماس, فسندويشة الفلافل باتت دقة قديمة وغدت الوجبات السريعة هي العمود الفقري. بات الشباب يشبه بعضه كلهم نسخة واحدة فالموديلات التي يلبسها شباب الخليج يقتنيها السوري والاردني واللبناني, و كنت سأظل بحالة التعميم, لولا مرور شاب وفتاة بجانبي يصغون من خلال الMP3 لصوت شاعر يلقي قصيدة, وكان صوت الشاعر جليا والاحلى هو ذاك الثنائي الذي يتشارك السماعات كي لايفوت احدهما جملة شعرية كان هذا المشهد عاديا لجيلنا وبالامكان مشاهدته بغزارة. إن هذا المشهد جعلني اشعر بالخجل من تعميمي بأن الشباب بات سطحيا لامباليا,يبدو ان الحقيقة غير ذلك انه يشكل ثقافته بنفسه, دون تدخل من احد, دون ان ينهره احد لانه يستمع ل مايكل جاكسون وليس ل مارسيل خليفة هذا كان في ايامنا, أما اليوم فسواء استمع ل مساري او شعبان عبد الرحيم لن يتدخل احد. قد يؤدي ذلك إلى تغييب للخصوصية المحلية, وهذه الحالة لا يعاني منها فقط مجتمعنا بل كل المجتمعات التي باتت استهلاكية اكثر من اللازم, ولكن تبقى لدينا خصوصية نحن السوريين اننا نشكل ثقافتنا وفق مصلحتنا, على الرغم من الغياب الواضح لسياسات شبابية منظمة بعيدة عن اللغة المكررة. والحقيقة انني احسد الاجيال الجديدة وخصوصا الثمانينيات والتسعينيات لانهم تخلصوا بدون قصد منهم او من احد من حمل ثقيل كنا نحمله فوق ظهورنا حتى تسلل الديسك لعظامنا.عيشوا ايامكم نصيحة من احدى بنات جيل أحلام كبيرة أصابتها الهشاشة.. الناس الذين يحملون أفكار الاخرين, هم الوحيدون الذي يحتاجون مساعدة من الآخرين هكذا قال ايضا اوشو ولا اعتقد انه مخطئا.
|