ولقد اعترف بذلك رئيس الوزراء الفلسطيني سليم فياض في الثامن من شباط الجاري أثناء زيارته الولايات المتحدة الأميركية في حوار صحفي أدلى به إلى وكالة الأنباء رويترز وصرح بالقول (لا أظن أن القرار الحاسم الذي اتخذه بوش سيتم تنفيذه خلال هذه السنة, إنه أمر بعيد الاحتمال).
وأسف السيد فياض أسفا شديداً بسبب غياب الالتزام الكلي فيما يخص مشكلة المستوطنات) وتأييد المتشددين الإسرائيليين خاصة في نابلس الذين (قوضوا جهودنا وزعزعوا مصداقتينا) ومنذ مؤتمر أنا بوليس الذي انعقد في تشرين الثاني 2007 ورغم زيارة بوش للقدس في بداية كانون الثاني الماضي, فإن عملية السلام لم تتقدم خطوة واحدة. بالتأكيد قرر بوش أن تتناول المفاوضات آنذاك القضايا الجوهرية التي تسمح بتشجيع إقامة دولة فلسطينية ولكن لاشيء من هذا القبيل تم على أرض الواقع.
وكل الإعلانات التي تنطوي على نية تفكيك المستعمرات الموحشة وتقليص نقاط الاحتلال والتفتيش لم يتم العمل بها بشكل جاد ويمكن القول إن تدهور الأوضاع في قطاع غزة جذب إليه كل الأنظار لتبقى عملية السلام في جانب آخر أقله بالنسبة للوقت الراهن.
أثناء زيارته إلى نابلس أشار طوني بلير إلى أنه ينبغي (لإسرائيل) أن تشارك في عملية السلام بجدية مؤكدا أن ما حدث في نابلس في الشهور الأخيرة هو بالضبط ما توقعته المرحلة الأولى من خارطة الطريق كما ألمح المبعوث الرباعي ل( أميركا- الأمم المتحدة- الإتحاد الأوروبي - روسيا) إلى استعادة وضع اليد, بواسطة القوى الأمنية الفلسطينية, على معقل التمرد في نابلس حتى وإن عملت التدخلات الاسرائيلية على تشويش جهود السلطة الفلسطينية.
وألمح السيد بلير إلى أن (إسرائيل) باتت تسمح بعبور الفلسطينيين والمؤن إلى الضفة الغربية عن طريق تقليص الحواجز وهذه اشارة جيدة لكنها لا تكفي لتقدم عملية السلام والآن وبخلاف الوعود التي نشرها إيهود أولمرت, فإن وزير الدفاع الإسرائيلي لم يحرك ساكنا.
وترى السلطات العسكرية الإسرائيلية أن شبكة الأمن في الضفة الغربية يجب ألا تحل خاصة بعد هجوم الأبطال الفلسطينين الآتين من قطاع غزة على ديمونة.
وبالنسبة للوقت الراهن, يبدو أنه ليس هناك فرصة سلام ديناميكية حقيقية تلوح في الأفق ما دامت (اسرائيل) تفرض شروطها دون الأخذ بعين الاعتبار شروط القادة الفلسطينيين, فالمشاريع الأربعة التي اعتمدها بلير لتحريك الأمور إلى الأمام مازالت تحقق بصعوبة بالغة في هذه الحال هل يمكن انتظار عودة بوش إلى الأراضي المحتلة في شهر أيار المقبل لدفع عجلة السلام إلى الأمام? إلى ذلك الحين يبدو أن الأمل بعملية سلام حقيقية كما يريدها الفلسطينيون ستتلاشى كالبخار.